أحدث الأخبار
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن "الإعلان غير المدروس" لوزير البنية التحتية والطاقة يوفال شتاينتس عن قيام مصر بغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس للتهريب عبر الحدود بين غزة وسيناء لفتت الانتباه إلى تطور هام في العلاقات المصرية الإسرائيلية خلال العامين الماضيين وصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل من التفاهم والتعاون خاصة على المستوى الأمني.
ومن منطلق هذا التطور، سمحت إسرائيل لمصر بإدخال أعداد من قواتها المسلحة والأسلحة الثقيلة إلى سيناء أكبر مما تسمح به بنود معاهدة السلام بينهما. كما تقصف مقاتلات مصرية من طراز (إف 16) وطائرات الأباتشي جماعات مسلحة في شبه جزيرة سيناء على مرمى البصر من الحدود الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة في تقرير بموقعها على الانترنت، إن مصر وإسرائيل تتفقان في وجهات النظر تجاه عدة قضايا في مقدمتها ما وصفته الصحيفة بـالسلوك "السلبي" لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وجهود تركيا غير المرحب بها للعب دور أكبر في المنطقة، وكذلك تنامي قوة إيران في المنطقة.
وذكر التقرير أن نهج مصر في علاقاتها مع إسرائيل ذو شقين متناقضين، إذ تحركه المصالح الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية من جهة، وصورة مصر الذاتية ومفهومها عن "الآخر" من جهة أخرى.
وأضاف أن المحور الثاني المتعلق بكيفية رؤية مصر لصورتها هو الذي يضع قيودا أساسية على هذه العلاقة بين مصر وإسرائيل بالإضافة إلى الخلافات بشأن القضية الفلسطينية.
ورجحت الصحيفة استمرار مبدأ عدم اندلاع حرب بين مصر وإسرائيل، أو على الأقل عدم اندلاعها في المستقبل المنظور.
وقالت إن الجيش المصري والنخبة السياسية والاقتصادية أدركوا منذ مدة طويلة أن الحرب مع إسرائيل ليست في مصلحة مصر.
وتابعت أن الصعود التدريجي لجماعة الإخوان المسلمين، عقب ثورة 25 يناير والإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، أثار مخاوف إسرائيل من عودة مصر المعادية، وهو ما كان على وشك التحقق. لكن بالنسبة إلى حماس كان هذا الصعود بمثابة "فجر كاذب" حسبما وصفته الصحيفة، في ضوء اتهام نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لحماس بدعم المتشددين الإسلاميين "الملطخة أيديهم بدماء الجنود المصريين في سيناء".
وعلى المستوى الدبلوماسي، فقد انعكس تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل في عودة حركة السفراء بعد تعثر دام سنوات.
وعلى المستوى الاقتصادي، لا يزال مستوى التبادل التجاري والاستثمار منخفضا. وقالت الصحيفة إن اكتشاف آبار للغاز الطبيعي في البلدين يرجح وجود تنافس بينهما أكثر من التعاون في هذا المجال في المستقبل.
وأضافت أنه على المستوى الثقافي والإيديولوجي، فلا تزال نظرة الطبقات السياسية في مصر إلى إسرائيل باعتبارها عدوا ومنافسا جغرافيا معتديا. ومفهوم"التطبيع" لا يزال من المحرمات بين معظم المصريين. وأشارت الصحيفة إلى دراسة اسرائيلية حديثة أظهرت عائقا جوهريا آخر أمام تحسن علاقات البلدين ويتمثل في تصوير اليهود على أنهم أنذال، "وهي صورة تتبناها الأطراف السياسية والدينية في مصر والدول العربية الأخرى لتفسير الظروف المتغيرة والكوارث التي ألمت بالمجتمعات العربية وخاصة بعد الربيع العربي."
وقال تقرير الصحيفة إن هناك فجوة متزايدة بين صورة مصر الذاتية وبين قدراتها. ونجاح إسرائيل يسلط الضوء على ضعف مصر على الصعيدين المحلي والإقليمي، الأمر الذي يقوي الميول لرؤية إسرائيل بشكل سلبي.
وأضاف أنه لهذا السبب سيظل الأمل في تحسن العلاقات المصرية الإسرائيلية على الأمد الطويل متعثراً في ظل العوامل الثقافية والاجتماعية والايدولوجيا السياسية التي تمس الهوية والصورة الذاتية للدولة المصرية، على الرغم من تعزيز البلدين لتعاونهما في مجالات الأمن وتبادل معلومات المخابرات.