أحدث الأخبار
سارت سيزا نبراوي على خطى صديقتها الأكبر سنا هدى شعراوي فتقدمت معها صفوف المظاهرات النسائية في ثورة 1919، وكانتا أول من رفع البرقع عن وجهيهما وطالبا بتحرير المرأة.
ولدت سيزا نبراوي عام 1897 بإحدى قرى السنطة بمحافظة الغربية، وكان اسمها عندما ولدت زينب محمد مراد، وتغير اسمها عندما انفصل والدها عن والدتها وهي لم تكمل عامها الأول بعد، وكفلتها قريبتها عديلة نبراوي وأسمتها سيزا وأعطتها لقب أسرتها وعاشت في الإسكندرية.
وسافرت مع أسرتها الجديدة إلى باريس عام 1905 وتلقت تعليمها هناك إلى أن انتحرت أمها البديلة بسبب مشكلات مع زوجها فأعيدت سيزا التي كان عمرها 15 عاما إلى مصر.
واكتشفت وقتها أن عديلة ليست أمها الحقيقية وكان هذا الاكتشاف قاسيا على نفسها، بالإضافة إلى أن والدها كان يفرض عليها حياة محافظة ويأمرها أن تضع على وجهها البرقع وهو ما جعلها تعتكف في غرفتها وترفض الخروج من المنزل حتى جاءت هدى شعراوي لزيارتها وكانت صديقة لوالدتها البديلة وأقنعتها بالخروج، ومشاركتها في العمل النسوي.
وكانت سيزا نبراوي من أوائل النساء اللاتي مثلن مصر في الخارج، ففي عام 1923، تلقت هدى شعراوي دعوة للمشاركة في مؤتمر للاتحاد النسائي الدولي في روما باسم سيدات مصر. وفكرت هدى شعراوي وقتها في تأسيس الاتحاد النسائي المصري ليكون مظلة للحركة النسائية في مصر التي انبثقت عن ثورة 1919، وبالفعل تأسس الاتحاد يوم 16 مارس عام 1923.
وانتدب الاتحاد وفدا لحضور مؤتمر روما مكونا منها ومن نبوية موسى وسيزا نبراوي. وعلقت هدى شعراوي في مذكراتها التي نشرت عام 1976 على مشاركتهن في هذا المؤتمر قائلة "كانت هذه هي أول مرة يرتفع فيها صوت المرأة المصرية باشتراكها في هذا المؤتمر واندمج اتحاد مصر في الاتحاد الدولي".
وعند عودتهما من المؤتمر خلعت هدى شعرواي وسيزا نبراوي البرقع عن وجهيهما في محطة القطار، رافضات أن تطمس هويتهن في المجتمع.
وقالت ميسان حسن، مديرة البرامج بمؤسسة المرأة والذاكرة، لأصوات مصرية، إن مسيرة سيزا نبرواي تدلل على أهمية العمل بين النسويات من أجيال مختلفة.
وأضافت:"حين شاركت سيزا نبراوي في تأسيس الاتحاد النسائي كانت في مطلع الشباب وعملت بجانب نسويات أكبر منها سنأ، منهن هدى شعراوي، ولا زال العمل بين النسويات من أجيال مختلفة من أهم ما يميز كثير من المجموعات النسوية في مصر".
وترأست سيزا نبراوي تحرير مجلة لا إيجبسين الفرنسية، التي يصدرها الاتحاد النسائي، وكانت أشهر عضوات الاتحاد لعقود طويلة، وأصبحت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، ومقره في برلين.
واستقالت من الاتحاد الدولي فيما بعد اعتراضاً على موقفه من القضية الفلسطينية. وقالت ميسان حسن إن انسحاب سيزا نبراوي من الاتحاد نتيجة هذا الموقف يؤكد على ارتباط العمل النسوي بالقضايا السياسية.
وأضافت:"القضايا النسوية قضايا سياسية وليست قضايا خاصة بالنوع الاجتماعي، كما لا يمكن العمل عليها بمعزل عن القضايا السياسية الأخرى".
وتحققت أثناء رئاسة سيزا نبراوي للاتحاد، عدة مطالب منها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عاماً، والتأكيد على حق الفتاة في التعليم، ومن ثم السماح لها بالترشح للبرلمان والمناصب المختلفة.
وظلت سيزا نبراوي تناضل من أجل حقوق المرأة حتى توفيت عام 1985.