أحدث الأخبار
معدلات التحرش المعلنة لا تعبر عن الواقع
قالت اللواء حنان محمود إن المرأة المصرية بحاجة إلى الكوتة إلى أن يتم وقف التمييز ضدها، ويكون المعيار الوحيد للترقي والوصول للمناصب القيادية هو الكفاءة.
وتعد لواء الشرطة حنان محمود ثاني امرأة تترقى إلى رتبة لواء عامل في الداخلية بعد اللواء عزة الجمل، وواحدة من خمس سيدات فقط في مصر تقلدن المنصب.
وتتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس إدارة أكاديمية الاتجاه للتدريب والاستشارات عقب خروجها على المعاش في أغسطس الماضي، بعد 32 عاما من العمل في قطاع شرطة السياحة بالداخلية.
وأضافت في حوارها مع أصوات مصرية: "الست عليها دور أنها تبتكر في مجالها وتقنع الآخرين بقدرتها على القيادة ومترضاش أنها تُحجب".
وتابعت: "البنت عادة بتتفوق على الولد في الدراسة لكن لما بيخرجوا لسوق العمل بتدفع للخلف وده بسبب التمييز بين الولد والبنت اللي بيبدأ من مرحلة الطفولة من داخل الأسرة وبينتشر في المجتمع ككل".
وتبلغ نسبة الرجال في المناصب القيادية بالجهاز البيروقراطي للدولة ضعف نسبة النساء وفقا لتقرير نشرته مؤسسة المرأة الجديدة في نوفمبر 2014.
وتحتل مصر المركز 101 في مؤشر تولي الوظائف القيادية للنساء وفق تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2015، والذي يرتب الدول من الأفضل للأسوأ.
وتعتز اللواء حنان محمود بأنها كانت ضمن أول دفعة فتيات تلتحق بأكاديمية الشرطة عام 1983، قائلة: "كنت واحدة من 13 بنت اختاروهم من وسط 5 آلاف واحدة اتقدموا للأكاديمية وده خلاني أحس بمسؤلية كبيرة".
وعن فترة تقلدها لمنصب لواء من عام 2014 إلى 2015، والتي شهدت فيها مصر تراجعا في السياحة، قالت: "كنت مساعد مدير التخطيط والمتابعة بقطاع شرطة السياحة ولأن الأمن هو العمود الفقري للسياحة ده خلى علينا جهد كبير".
وتابعت: "من سنة 2011 واحنا عندنا أزمات كتير في السياحة وكل ما العملية تنشط يحصل حدث يرجعنا خطوات لورا، وده كان بيطلب مننا نضاعف خطط التأمين عشان نكون جاهزين لأي حاجة".
وأشارت إلى أن خطط التأمين تغيرت في مصر بعد ثورة يناير 2011 قائلة: "قبل الثورة كان أغلب عناصر التأمين متخفية في لبس مدني لكن بعد الثورة بقت عناصر التأمين اللي لابسة الميري ظاهرة أكتر عشان نطمن الناس والسياح".
وقالت عن ترقية المرأة لرتبة لواء والتي حدثت لأول مرة عام 2013: "أفادت الداخلية لأنها عرفت الناس إن فيه ضابطات شرطة حاصلات على رتب عالية، وأفادت الشرطيات وخلت عندهم دافع وحلم أكبر وأضافت إنجاز جديد إلى رصيد المرأة المصرية".
وأشارت إلى أن نظرة المجتمع للمرأة تتغير نحو الأفضل بدليل وصول حصة المرأة في البرلمان إلى نحو 15%، قائلة: "اللي حصل مكنش مجاملة للستات لكن دور المرأة السنين اللي فاتت أقنع الناس بإنها قادرة تعطي أكتر".
وعن دور الشرطة النسائية في الحد من ظاهرة التحرش قالت اللواء حنان محمود: "بنحاول نتواجد في أماكن التجمعات والازدحام لكن الشرطة مش هتقدر تتواجد مع كل فتاة وسيدة لمدة 24 ساعة وفي كل مكان، والمجتمع هو كمان عليه دور".
وأضافت: "الأسرة والمؤسسات الدينية عليهم دور في توعية الولد والبنت".
وأشادت بالمجموعات الشبابية التي تنزل إلى الشوارع خلال الأعياد والتجمعات الكبيرة لحماية الفتيات، قائلة: "المشاركة المجتمعية لها دور كبير وفضح المتحرش أحسن عامل لردعه".
وأوضحت: "لو طالب تحرش واتعلقت صورته في المدرسة أو الجامعة هل في حد من زمايله هيفكر يتحرش بحد، وأنا مع فضح الجاني سواء بنشر صورته أو رش اسبراي عليه، زي هو ما بيت النية عن قصد أنه يفضح الضحية".
وترى اللواء حنان محمود أن معدلات التحرش التي يعلن عنها لا تعبر عن الواقع، قائلة: "بنقيم النظرة والكلمة على إنها تحرش وبنحطها في التعداد وده بيخلي المعدلات المعلن عنها مش مظبوطة".
وتقول دراسة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة صدرت عام 2013 إن 99% من النساء المصريات يتعرضن لنوع من التحرش. وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان، في نوفمبر 2012، إن أكثر من 70% من النساء في مصر يتعرضن للتحرش في الشوارع والأماكن المختلفة والمواصلات العامة.
وعلقت على شكاوى بعض الفتيات ومبادرات مناهضة التحرش من الضغط عليهن للعدول عن تحرير محضر للمتحرش قائلة: "بقول لكل بنت خدي حقك وصممي عليه أيا كان المعترض عشان تحمي نفسك وتحمي الأخريات".
وكرمت اللواء حنان محمود مطلع الشهر الجاري خلال احتفالية شهر أعياد المرأة، التي نظمتها رابطة المرأة العربية في المجلس الأعلى للثقافة، ضمن مجموعة من النساء الرائدات في مجالاتهن.