أحدث الأخبار
"زِج زِج" هو عنوان عرض مسرحي، يروي واقعة تاريخية عن نساء نزلة الشوبك المغتصبات من قبل جنود الاحتلال الإنجليزي عام 1919.
ويعتمد العرض، الذي استضافه مسرح ستوديو ناصبيان، بجمعية النهضة العلمية والثقافية "جيزويت القاهرة" الخميس الماضي في عرض خاص، على وثائق وجدت في أرشيف وزارة الخارجية البريطانية، تتكلم عن الحادث وأحداث أخرى أثناء ثورة 1919.
كما يتخذ العرض الذي يستغرق 90 دقيقة من تحقيقات واقعة نزلة الشوبك نقطة بداية لأحداثه.
والمسرحية من إخراج ليلى سليمان، وتمثيل نادية أمين، منى هلا، ريم حجاب، زينب مجدي، نانسي منير، وإنتاج وتدريب ممثل وتصميم إضاءة روود غيلينس، وبحث تاريخي كاثرين هولز، مساعدي الإخراج حكيم عبد النعيم، حبيبة مخلوف، تصميم الملابس لينا علي.
ووقعت أحداث الشوبك قبل حوالي مائة عام، أثناء احتلال مصر، حيث ھجم جنود الجیش الإنجلیزي بوحشیة، على قریة صغیرة قرب الجیزة، وعُقدِت محكمة عسكریة للتحقیق في ادعاءات سكان ھذه القریة بأن الجنود نھبوا وأحرقوا قریتھم بالإضافة إلى ترویعھم وإعدام خمسة من الأعیان.
ومن بین الشھود الذین تم استدعاؤھم للشھادة، بعض النساء اللاتي تم اغتصابھن على ید جنود الاحتلال على مدار الأشھر التي تلت ھذه الحادثة.
ووقع الاختيار على تسمية المسرحية "زِج زِج"، وهي كلمة كان يستخدمها الجنود البريطانيون كناية عن رغبتهم في ممارسة الجنس.
وقالت ليلى سليمان مخرجة العرض، "استخدمت الحركة الوطنیة قصص الستات دول في شعاراتھا ومنشوراتھا، ولكن سرعان ما اتنسى الحادث ده واتهمش في الخطاب السیاسي للاستقلال ونسى الستات دول".
واعتبرت العرض توثيقا لھذه اللحظة من التاریخ وإحياءً لهذه الواقعة وشھادات الاغتصاب التي قدمتھا نساء مصریات في وقت كان يصعب على المرأة الحديث عن هذا العنف الذي تعرضت له.
وعن سبب اختيارها لفكرة العرض، قالت ليلى سليمان "ده اختيار فني بحت.. صعب ان أي حد يقرا نص التحقيقات وما يتأثرش بيها وخصوصا أن التاريخ طمس الحقيقة ديه".
وأوضحت "المسرح تجسيد للحظة من الحياة ولا يقتصر دوره على الترفيه"، قائلة "الوثائق وشهادات نساء الواقعة مغرية لأي حد إنه يعمل عنها عرض أو فيلم".
وقالت "التاريخ ركز على الزعماء وأمهات الأمة وما ركزش على البطولات اللي حصلت في الريف والعنف اللي اتعرض له الفلاحون في الفترة ديه خاصة اغتصاب النساء".
واعتمدت المخرجة في العرض على النساء فقط، وقررت أن يلعبن كل الأدوار في المسرحية (دور الضحايا، والعساكر، والمحقق)، موضحة أنها تعمدت ذلك حتى تعكس ميزان القوى بشكل بصري من خلال تبادل الأدوار.
وأشارت ليلى إلى اعتمادها على وثائق الخارجية البريطانية بالإضافة إلى تحقيقات مديرية الجيزة التي تمت في مصر، وأجزاء من الكتاب الأبيض (ملف المطالبة بالاستقلال الذي قدمه سعد زغلول وزعماء الأمة في باريس).