أحدث الأخبار
قال تلفزيون "آي 24" الإسرائيلي إن التوتر يخيم على احتفالات مصر هذا العام بتحرير سيناء وذلك بعد قرار الحكومة المصرية بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للسعودية.
وأضاف، في تقرير بموقعه على الانترنت اليوم الاثنين، إنه في تاريخ مصر الحديثة لا حدث يضاهي أهمية حرب 1973 ضد إسرائيل وما ترتب عليها من استعادة مصر لسيادتها على شبه جزيرة سيناء.
وتابع التقرير أن الاحتفال الرسمي بتحرير سيناء خيم عليه هذا العام توتر بعد قرار حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى السعودية.
ودعت قوى سياسية ونشطاء للتظاهر، اليوم، بالتزامن مع ذكرى تحرير سيناء، اعتراضا على توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض والتي نُقلت بموجبها السيادة على جزيرتي صنافير وتيران، من مصر للسعودية.
وتظاهر الآلاف أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة يوم 15 ابريل وتعهدوا بالعودة اليوم لمواصلة الاحتجاج على الاتفاقية. لكن شوارع وسط القاهرة بدت خالية وسط تشديد أمني في المناطق المتوقعة للمظاهرات.
وقال التقرير "حتى مؤيدي الرئيس يعتقدون أنه ارتكب زلة في العلاقات العامة بربط إعلان تسليم الجزيرتين للسعودية بخطط إطلاق اسم العاهل السعودي الملك سلمان على جسر مزمع جديد يمر فوق مضيق تيران".
ونقل التقرير عن أستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي قوله إنه على الرغم من أن جسر مضيق تيران من شأنه أن يعزز من مكانة مصر كمركز عالمي لنقل البضائع والركاب، "إلا أن الحكومة كان عليها أن تتحدث بشفافية للعامة عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية".
وقال حمزاوي "بعض الأشخاص يريدون فقط معارضة السيسي ولذلك يغضون البصر عن الوثائق التي تثبت أن الجزيرتين سعوديتان".
وقال التقرير إنه بالنسبة لخصوم السيسي فإن تسليم الجزيرتين فرصة للطعن في وطنيته.
وأضاف أن حديث جماعة الإخوان المسلمين أصبح يربط بشكل متزايد الوطنية المصرية بنقد سياسات الحكومة الاقتصادية والقيود المفروضة على حرية التعبير.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم الإخوان قوله إن "غضب المصريين يتزايد بسرعة".
وأضاف "نعبر عن رفضنا لبيع جزء من أرض الوطن عن طريق النظام الفاسد الذي عينه الجيش.. ذلك النظام الذي جعل الفقراء أكثر فقرا، والذي لا تتردد شرطته الوحشية في قتلهم بقسوة لأتفه الأسباب".
ودعت جماعة الإخوان المسلمين - التي أعلنتها الحكومة المصرية جماعة إرهابية في ديسمبر 2013- أنصارها للمشاركة في الاحتجاج على اتفاقية ترسيم الحدود.
وذكر التقرير أن مساحة انتقاد السيسي ضاقت بوضوح خلال الأسابيع القليلة الماضية، مضيفا أن عددا من النشطاء من أنحاء مصر اعتقلوا من قبل قوات الأمن قبيل الاحتجاجات على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية.
وأشار إلى أن بعض المثقفين المناهضين للحكومة وقادة جماعات معارضة اعتقلوا أثناء تواجدهم على مقاه بوسط القاهرة.
وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات موسعة لعدد من النشطاء والصحفيين خلال الأيام الأربعة الماضية ووجهت لهم اتهامات بالدعوة للتظاهر يوم 25 أبريل والانضمام لجماعة إرهابية.
وحذر وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، قبل يوم من التظاهرات، من أن "أجهزة الأمن سوف تتصدى بمنتهى الحزم والحسم لأي أعمال يمكن أن تخل بالأمن العام"، وقال"سوف يتم التعامل بكل قوة مع أي محاولة للتعدي على المنشآت الحيوية والهامة.. ولن يسمح بالخروج عن القانون تحت أي مسمى".
وقال الرئيس السيسي، خلال كلمة ألقاها الأحد بمناسبة عيد تحرير سيناء، إن هناك من يحاول التأثير على أمن واستقرار الدولة وترويع المواطنين، مشددا على أن الدولة ستتصدى لهذه المحاولات بحزم.
وذكر التقرير أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل أمر يوم السبت بتغيير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون عقب دعوة برنامج بالتلفزيون الرسمي لمظاهرات بالتزامن مع ذكرى تحرير سيناء واستنكاره لتسليم الجزيرتين للسعودية.
وذكر التقرير أن وزارة الداخلية طالبت المواطنين بالبقاء بعيدا عن الشوارع.
وقال التقرير إنه نادرا ما يتم منح تصاريح للاحتجاجات في مصر، وإن دعوة حركة شباب 6 أبريل وجماعة الإخوان للتظاهر ستضع أتباعهما في مرمى قناصة الشرطة وفرق التدخل السريع التابعة للجيش المنتشرة في شوارع القاهرة وخارجها.
وأضاف أن استعراض القوة المخيف من قبل الدولة ليس الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحد من قوة (نطاق) الاحتجاجات فمجتمع الأعمال في مصر يدعم عملية تسليم الجزر.
وتابع التقرير، أن رجال الأعمال يرون أن التعهدات السعودية بتخصيص مبلغ 22 مليار دولار في صورة مساعدات واستثمارات ستساعد في تعزيز الأمن في البلاد أكثر من الاحتفاظ بجزيرتين صحراويتين لأربعة وثلاثين عاما عقب إجلاء إسرائيل منهما.
وأشار التقرير إلى أن النهج الواقعي ظهر في مقال رأي نشر في صحيفة أخبار اليوم للملياردير نجيب ساويرس.
ونقل التقرير عن ساويرس قوله في المقال "إن قناعتي هي أنه لا يمكن لرجل عسكري وضع حياته علي كفه عندما استجاب إلي شعبه في ٣٠ يونيو أن يفرط في ملليمتر واحد من أرض مصر"!