زاد إنفاق المصريين على السياحة الخارجية بنسبة 10% خلال العام المالي الماضي، ليصل إلى نحو 3.3 مليار دولار، مقابل نحو 3 مليارات دولار في العام السابق، بحسب بيانات البنك المركزي.

لكن إنفاق المصريين على السفر للخارج في العام الماضي ارتفع بأكثر من الضعف مقارنة بمستواه قبل عشر سنوات، إذ لم يزد عن نحو 1.6 مليار دولار في العام المالي 2005-2006 .

وتأتي هذه الزيادة في الإنفاق في وقت تعاني فيه السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر، تحت وطأة التوترات السياسية والأمنية، من تراجع إيراداتها لتصل إلى نحو 7.4 مليار دولار في العام المالي الماضي، وهو مستوى يقترب من معدلاتها قبل عشر سنوات، حيث بلغت الإيرادات السياحية في عام 2005-2006 نحو 7.2 مليار دولار.

ويقول عادل زكي، نائب رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، إن نحو 80% من مدفوعات السياحة الخارجية للمصريين تذهب إلى رحلات العمرة والحج.

ويوضح زكي أنه "عندما كانت إيرادات السياحة الأجنبية كبيرة لم نكن نشعر بأزمة في الإنفاق على رحلات العمرة والحج..لكن الآن أصبح هذا الإنفاق يمثل عبئا على موارد الدولة الدولارية".

وطالب زكي وزارة السياحة بتطبيق القانون الذي يُلزم الشركات بجذب إيرادات بقيمة معينة، قبل أن يُسمح لها بممارسة نشاط العمرة والحج.

لكن باسل السيسي رئيس لجنة السياحة الدينية في غرفة الشركات السياحية، يقول إن إنفاق المصريين على العمرة والحج لا يصل سنويا إلى مليار دولار.

إلا أن أعداد المعتمرين في ازدياد بشكل سنوي، كما يقول السيسي، مشيرا إلى أن عددهم خلال العام الجاري وحده سوف يرتفع ليصل إلى 1.2 مليون معتمر وحاج بزيادة 20% عن العام الماضي.

وتختلف هذه التقديرات عما أعلنه وزير السياحة يحيى راشد، في مقابلة على فضائية سي بي سي مطلع الشهر الجاري، من أن أعداد المعتمرين والحجاج خلال العام الجاري ستزيد إلى نحو 1.4 مليون شخص، معتبرا أن "هذه ثقافة يجب مواجهتها".

وتعبر السياحة الوافدة مصدرا رئيسيا من مصادر العملة الصعبة التي تحصل عليها مصر، بينما تمثل سياحة المصريين في الخارج، سواء الدينية أو الترفيهية، رافدا من روافد إنفاق العملة الصعبة التي تعاني البلاد من تراجع مواردها منها.

وتراجعت السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الخمسة الماضية، وجاء حادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء في نهاية أكتوبر الماضي ليقوض آمال انتعاشها، بعد أن كانت قد بدأت بالفعل في التحسن.

ونقلت وكالة رويترز عن مستشارة وزير السياحة عادلة رجب أن الإيرادات السياحية تراجعت 66% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري لتهبط إلى 500 مليون دولار فقط مقابل 1.5 مليار دولار قبل عام.

وقالت المستشارة إن 1.2 مليون سائح فقط زاروا مصر في الربع الأول من 2016 انخفاضا من 2.2 مليون قبل عام.

وتظهر بيانات البنك المركزي أن إيرادات السياحة سجلت أسوأ معدلاتها في عام 2013 -2014 بنحو 5.1 مليار دولار نزولا من 9.8 مليار و9.4 مليار دولار في العامين السابقين. وارتفعت الايرادات في 2014-2015 إلى 7.37 مليار دولار.

وكانت الإيرادات السياحية بلغت ذروتها في عام 2009-2010 بنحو 11.6 مليار دولار.

وتراجع احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي إلى نحو 16.5 مليار دولار في نهاية مارس الماضي، مقابل 36 مليار دولار قبل يناير 2011.