أحدث الأخبار
تلاحقت ردود الفعل الغاضبة من اقتحام قوات الأمن مساء أمس الأحد لمبنى نقابة الصحفيين المصريين لأول مرة في تاريخها لإلقاء القبض على اثنين من الصحفيين بتهمة التحريض على التظاهر في واقعة تأتي بعد أيام من احتفال النقابة باليوبيل الماسي وعشية احتفال العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة.
وكانت شبكة الإنترنت الساحة الأولى التي انطلقت عبرها الانتقادات، وأطلق محتجون على يوم اقتحام النقابة "الأحد الأسود".
وكان أعضاء في مجلس النقابة قالوا إن قوات أمن اقتحمت المبنى مساء الأحد وألقت القبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا اللذين قالا في وقت سابق إن هناك أمرا صادرا من النيابة بضبطهما بتهمة التحريض على التظاهر.
ولجأ خالد البلشي وكيل مجلس نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الحريات الموجود في المغرب وقت الاقتحام إلى الانترنت، ودعا عبر صفحته على موقع فيس بوك إلى رد قوي وسريع من الجماعة الصحفية على ما وصفه بأنه "الاعتداء غير المسبوق على مؤسسة النقابة وعلى الصحافة المصرية"، مشيرا إلى أن "ما حدث أمر جلل وخطير ولا يجوز أن يتم تجاوزه دون وقفة حقيقية للدفاع عن المهنة وعن النقابة".
وسرعان ما ظهر وسم (هاشتاج) #نقابة_الصحفيين على موقع تويتر ليصبح ضمن الأكثر تداولا في مصر، واستنكر مستخدمو تويتر الواقعة "التاريخية"، فيما ظهرت على فيسبوك وتويتر أيضا هاشتاجات #الأحد_الأسود #اقتحام_نقابة_الصحفيين #الصحافة_مش_جريمة.
الأمن يغلق الطريق
ودعا نشطاء إلى النزول لمقر نقابة الصحفيين والاعتصام بداخلها، ووضعوا صورا سوداء من مستخدمين تعبيرا عن احتجاجهم على ما حدث.
لكن قوات الأمن أغلقت الطريق أمام نقابة الصحفيين نهار اليوم الاثنين، ومنعت المرور إلا لمن يحمل بطاقة عضوية النقابة. وقال شاهد من "أصوات مصرية" إن عدد المتواجدين في داخل النقابة بلغ نحو 100 صحفي بعد ظهر اليوم الذي يوافق عطلة شم النسيم ويأتي ضمن عطلة طويلة لنهاية الأسبوع تضمنت أيضا عيد القيامة لدى المسيحيين.
ودعا نقيب الصحفيين يحيى قلاش الذي هرع إلى مبنى النقابة إلى إقالة وزير الداخلية، معتبرا أنه أقل إجراء يمكن اتخاذه بعد اقتحام مبنى النقابة التي انشئت عام 1941.
وطالب بيان للنقابة أيضا بإقالة الوزير مجدي عبد الغفار، وأكد أن مجلس النقابة في حالة انعقاد دائم واعتصام مفتوح، داعيا إلى جمعية عمومية في النقابة يوم الأربعاء المقبل، كما دعا رؤساء تحرير الصحف إلى اجتماع آخر في نفس اليوم.
الداخلية تبريء نفسها
ومن جانبها، قالت وزارة الداخلية في بيان رسمي إنها تصرفت وفقا لإجراءات قانونية. وأضافت أنها استأذنت النيابة بشأن ضبط وإحضار عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير الإلكترونية، ومحمود السقا طالب ومتدرب بـ"بوابة يناير الإلكترونية" بتهمة التحريض على خرق قانون تنظيم حق التظاهر والإخلال بالأمن ومحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد، مشيرة إلى أن مأمورية مكونة من 8 ضباط توجهت إلى النقابة، وقام المذكوران بتسليم أنفسهما طواعيةً وتم اصطحابهما لعرضهما على النيابة المختصة كطلبها.
ونفت الوزارة اقتحام النقابة "بأي شكل من الأشكال أو استخدام أى نوع من القوة"، مؤكدة أن جميع الإجراءات تمت فى إطار القانون وتنفيذاً لقرارات النيابة العامة فى هذا الشأن.
الغضب يوحد المعارضين والمؤيدين
لكن البيان لم يجد في تخفيف الغضبة والانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام مبنى النقابة. وكتب الإعلامي الساخر باسم يوسف المقيم بالولايات المتحدة، قائلا عبر موقع تويتر إن "بلطجية الدولة المسماة بالشرطة اقتحموا النقابة وقبضوا على عمرو بدر ومحمود السقا، نظام جبان خايف مرتعش يعيش ويحيا على الظلم".
وكتب الإعلامي شريف عامر بصفحته على تويتر "ممكن كل واحد يمسك في تفصيلة من تفاصيل كثير، لكن باختصار شديد، الطريقة دي مش هتنفع".
وأكد الكاتب الصحفي أيمن الصياد، فيما وصفه أنه "إنعاش لذاكرة الذين أدمنوا تهمة الأخونة" أن أحد الذين تم القبض عليهم داخل #نقابة_الصحفيين، عضو اللجنة المركزية لحركة "تمرد".
وقال الصياد، في تغريدة أخرى، "عندما تقتحم قوات الأمن نقابة الصحفيين للمرة الأولى في تاريخها، وليلة اليوم العالمي لحرية الصحافة فالواقعة تغني عن أي تعليق".
وقال الناشط الحقوقي جمال عيد إنه "في 3 مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، في 1 مايو من كل عام سيتذكر العالم أن وزارة الداخلية اقتحمت نقابة الصحفيين في مصر".
وأضاف عبر صفحته على فيسبوك "أن يعتذر وزير الداخلية ويستقيل، أضعف الايمان، أن يعتذر رئيس الوزراء ويقيل وزير الداخلية، تصحيحا للخطأ، أن يعتذر رئيس الجمهورية ويقيل الحكومة كلها، كاعتذار وتأكيد لعدم تكراره مستقبلا، أن يعتصم مجلس النقابة وتحتجب الصحف أو تخرج بيضاء، لحين رد الاعتبار."
وحذر من أن "يمر الاقتحام كغيره من الإجراءات البوليسية، وتنكسر قلعة الرأي، وينتكس المجتمع، والحدث لو تعلمون جلل".
وانضم صحفيون واعلاميون مؤيدون للحكومة إلى موجة الغضب، وسعوا إلى توجيه سهام الانتقادات إلى وزارة الداخلية. وقال ياسر رزق "رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم" القومية في اتصال هاتفي مع برنامج هنا العاصمة على فضائية سي بي سي، إن الرئاسة لم يكن لديها علم باقتحام الأمن لنقابة الصحفيين وغير راضية عنه.
وقال الإعلامي خيري رمضان في تدوينة على تويتر إن "اقتحام نقابة الصحفيين جريمة لا يمكن قبولها وتسئ إلى النظام الذي ننتظر قراره، كأن هناك من يريد تدمير العلاقة بين رأس الدولة والإعلام".
وعبر تويتر أيضا، وصف الإعلامي خالد صلاح، الذي كان برنامجه الحواري التلفزيوني يعرض لقاءً مع المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم وقت تصاعد الأحداث في نقابة الصحفيين، اقتحام نقابة الصحفيين من قبل الأمن بأنه "خطوة غير مسبوقة تاريخياً، ولا يمكن السكوت عليها، هذا السلوك مرفوض جملة وتفصيلاً".
ونشر صحفيون المادة 69 و70 و71 من قانون نقابة الصحفيين، الذي يمنع تفتيش مقار نقابة الصحفيين، إلا بمعرفة أحد أعضاء النيابة العامة وبحضور نقيب الصحفيين.
وقالت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها على سي بي سي إن "اقتحام نقابة الصحفيين غياب للعقل السياسي للدولة، لا يوجد أحد فوق القانون لكن أكيد هناك طرق أفضل من هذه أفضل من اقتحام النقابات وترويع الصحفيين واستفزازهم".
وخلال برنامجه على قناة دريم قدم وائل الإبراشي عزاءً إلى "كل الذين امتهنوا مهنة الكلمة أو الذين انتموا لنقابة الصحفيين في سابقة هي الأولى من نوعها"، مضيفا أنه "سينسب لهذا العهد أن فيه اقتحمت نقابة الصحفيين".
وقال عمرو أديب، في افتتاحية برنامجه على قناة القاهرة، إن "قوات الداخلية اقتحمت نقابة الصحفيين في سابقة تاريخية"، واصفا المشهد بـ"الرهيب".
وفي نفس الوقت، أصدر مؤيديون للرئيس عبد الفتاح السيسي هاشتاج #بلاها_صحافة اعتراضا على موقف الصحفيين من اقتحام نقابتهم، فيما أطلق آخرون هاشتاج #انفخ_يا_سيسي تعبيرا عن تضامنهم مع الرئيس.