أحدث الأخبار
قال كاتبان أمريكيان إن نبرة منتقدي الرئيس عبد الفتاح السيسي في واشنطن تغيرت مؤخرا رغم دعوات المجتمع الدولي له منذ تولي السلطة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وحكم القانون وحرية الصحافة في مصر منذ توليه المنصب قبل عامين.
وأضاف الكاتبان جوش روجين وايلي ليك في مقال بقسم الرأي على موقع وكالة الأنباء العالمية بلومبرج على الإنترنت أن السيسي قال يوم الأربعاء إنه لا ينبغي التعامل مع وضع حقوق الانسان في مصر من منظور غربي وحذر من أن سقوط دول في الشرق الأوسط يمكن أن يذكي نيران الإرهاب. وقال السيسي إنه أوضح تلك النقاط لوفد زائر من الكونجرس الأمريكي بقيادة رئيس لجنة الأمن الداخلي مايكل مكول.
وقال الكاتبان إنه حين كان الوفد يقابل زعماء مصر كانت الشرطة المصرية ترد عشرات الصحفيين الذين كانوا يحتجون على القاء القبض على زميلين لهما اتهما "بنشر أخبار كاذبة وتهديد الأمن القومي"، حسب المقال.
وذكر الكاتبان أن وفد مكول كأن الأحدث في سلسلة من الزيارات لمشرعين أمريكيين بارزين إلى القاهرة في الأسابيع القليلة الماضية في اطار تواصل متزايد بين الكونجرس وحكومة السيسي يهدف إلى إذابة الثلج في العلاقات الباردة التي تلت ما وصفه الكاتبان "بإنقلاب" السيسي في 2013 . وأضافا أنه أثناء تلك الزيارات، أبلغ المشرعون الأمريكيون الذين سبق أن سعوا إلى تقييد المساعدة الأمريكية لمصر، السيسي بأنهم الآن أكثر استعدادا للعمل معه ومع حكومته، رغم بواعث قلقهم بشأن تعامله مع شعبه.
وكان لينزي جراهام رئيس اللجنة الفرعية للمخصصات الخارجية في مجلس الشيوخ، واحدا من أقوى منتقدي السيسي. وقاد المسعى لسن قانون يجعل المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر مشروطة بالإصلاح السياسي.
وقال الكاتبان إنه "بعد زيارة القاهرة في ابريل والاجتماع مع السيسي لساعتين، أبلغنا أنه غير رأيه."
ونقلا عن جراهام قوله "أعتقد أنه شخص يمكن أن نعمل معه. أعتقد أنه الشخص المناسب في الوقت المناسب، لكن أفعاله ستحدد ما إن كنت أنا على صواب أم خطأ." وتابع "كلنا نفهم أن السيسي ليس كاملا لكن فشل مصر سيكون كارثة للعالم."
وأضاف جراهام أن التراجع المثير في الوضع الأمني في المنطقة منذ 2013 وحاجة مصر للمساعدة لمحاربة الإرهاب وخاصة في سيناء غير حسابات كثير من المشرعين الذين أرادوا استخدام العصا أكثر من الجزرة لتشجيع السلوك الجيد للسيسي.
وسبق أن عمل جراهام بجد إلى جانب جون مكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وآخرين لتشريع قيود على تقديم مساعدة لمصر على مدى السنوات الثلاث المنصرمة. ويقول إنه يريد "خطة مارشال" للشرق الأوسط تزيد المساعدة الأمريكية بدرجة كبيرة لمصر ودول الخليج.
ونقل عنه الكاتبان قوله لهما "أقف على أهبة الاستعداد مع أعضاء كثيرين في الكونجرس لتقديم مزيد من المساعدة لمصر لأننا لا يمكننا أن نخسر مصر." وتابع "التدهور في المنطقة جعلنا جميعا ندرك أن علينا العمل بجد أكبر لتحقيق الاستقرار."
وقاد رئيس مجلس النواب بول ريان ايضا وفدا إلى القاهرة في إبريل. وقال للصحفيين لدى عودته إن وفده أثار مسألة الحملات الأمنية للدولة على المجتمع المدني مؤخرا.
وأضاف "كل وفد أمريكي ينبغي أن يفعل ذلك." وقال إن رسالته للرئيس المصري هي "أنت تصعب علينا أن ندعمك حين يكون لديك انتهاكات لحقوق الإنسان كثيرة إلى هذه الدرجة."
وقال ريان إن السيسي أبلغ وفده أنه يرى "هدفه الأولي" هو تحقيق الاستقرار في مصر. لكن ريان رد قائلا "حين تتبنى الاستقرار، يجب أن تراعي الجماهير."
وذكر الكاتبان أن التحول في الانتقاد من جانب الكونجرس من العلن إلى الحوارات الخاصة مع السيسي وحكومته يتماشى مع إدارة أوباما. وخفف وزير الخارجية جون كيري حديثا مزاعمه في 2013 بأن السيسي يقوم "باستعادة الديمقراطية"، لكن كيري تمسك بأن المساعدة الأمريكية يجب أن تستمر.
وأضافا أن وزارة الخارجية الأمريكية تخلت مرارا في عهد كيري عن شروط في التشريعات للافراج عن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لمصر رغم أن الحكومة المصرية لم تف بالمؤشرات المرجعية التي حددها الكونجرس بشأن الاصلاح والتقدم في مجال حقوق الانسان.
وقال الكاتبان إن إدارة أوباما والكونجرس اتفقا أخيرا فيما يبدو بعد أربع سنوات من السياسة المرتبكة والمتغيرة بشأن مصر على أنه رغم أن السيسي "يدوس على حقوق شعبه إلا أنه مفضل على أي بديل متاح".
وأضافا أنه تحول كبير من حماس واشنطن للاحتجاجات الحاشدة في ميدان التحرير قبل خمس سنوات فقط. وتابعا أن الكونجرس والرئيس أوباما اليوم "يدعمان اليوم سجان المحتجين الذين شجعوهم في وقت ما".