أحدث الأخبار
احتلت البطولة النسائية ومشاكل المرأة حيزا كبيرا في فيلم هيبتا أكثر الأفلام المصرية رواجا هذا الموسم والذي ارتفعت إيراداته في الأسبوع الرابع إلى 20 مليون جنيه، لكن آراء النقاد اختلفت في تقييم أسلوب تعامل الفيلم مع المرأة.
ويستعرض فيلم "هيبتا المحاضرة الأخيرة" 4 قصص متوازية تجسد مراحل الحب السبع كما قدمها المؤلف محمد صادق في كتابه الذي حقق نجاحاً كبيراً في مصر والعالم العربي وصدرت منه 36 طبعة.
الفيلم بطولة عمرو يوسف، وماجد الكدواني، ونيللي كريم، وياسمين رئيس، وكندة علوش، وأحمد بدير، وأحمد داوود، وجميلة عوض، وأحمد مالك، سيناريو وائل حمدي، عن رواية لمحمد صادق، وإخراج هادي الباجوري.
ورغم أن الفيلم حظي بإقبال جماهيري واسع وإشادات عدد من نجوم السينما ورواد فيس بوك، إلا أنه واجه انتقادات ترى أنه اعتبر المرأة ضمن الاحتياجات الأساسية للرجل، ونظر للعلاقات العاطفية بمعزل عن حجم الظلم في توزيع الامتيازات بين الرجال والنساء.
قهر المرأة
وترى الناقدة الفنية إسراء إمام أن الفيلم يميل لبناء درامي يوضح القهر الذي تعاني منه المرأة، معتمدا على ما ورد في الرواية، وجاء ذلك من خلال عدة شخصيات هي "دينا" و"علا"، و"أميرة" اللواتي عانين من القهر بطرق مختلفة.
وقالت: "دينا أمها قهرتها ومنعهتا من التواصل مع كريم لأن سنها صغير، وعلا مقهورة باسم الدين لأنها محجبة رغم رفضها للحجاب، وأميرة مقهورة من زوجها بسبب خيانته المستمرة".
وأضافت: "رؤى الوحيدة اللي قدرت تتحرر من القهر بعد مشاحنات مع أهلها لأن أهلها كانوا عاوزين يجوزوها الشخص اللي اغتصبها باسم العرف الاجتماعي".
وتوضح: "علا أسوأ نموذج عبر عن القهر لأنها رجعت اتحجبت وماقدرتش تتخلص من إلحاح الأفكار اللي اتربت عليها، وخصوصا بعدما بقت لوحدها وانفصلت عن رامي، فماعدش حد جنبها يدعمها فكريا ونفسيا".
وقالت إسراء إمام إن جمهور رواية "هيبتا" "أغلبهم عايشين حياة القهر بنسب متفاوتة، والفيلم احتفظ بنفس الحالة التي ركزت عليها الرواية عن المرأة لأنها في نظر جمهور الرواية الأصدق والأقرب.
المرأة تحرك الأحداث
ويرى الناقد الفني، رامي المتولي، أن المرأة كانت في الفيلم محركا للأحداث بشكل كبير، بل على العكس كانت تغير أيضا مجرى الأحداث، ولم تكن رد فعل للرجل، مشيرا إلى شخصية "رؤى"، وشخصية "دينا" حيث كانتا السبب في دفع الرجل للأمام.
ولا ينفي المتولي أن الفيلم عرض أنماطا تقليدية من النساء متجسدة في علا الشخصية النمطية التقليدية، لكن هناك شخصيات قوية ومؤثرة مثل شخصية "رؤى" وشخصية "دينا".
ويؤكد المتولي أن كل النساء حتى التقليدية منهن أثرن بشكل كبير في تغيير حياة ومسار الرجل، بدءا من المريض الذي استطاع أن يتحمل الألم من أجل حبيبته، أو الرسام الذي قرر الالتحاق بالعمل من أجل زوجته، أو الحبيب الذي أصبح أستاذا كبيرا بسبب مساندة زوجته.
ويعتبر أن الفيلم حمل فكرة مغايرة للواقع، مشيرا إلى اعتماده على فكرة رئيسية وهي حصر مراحل الحب في سبع خطوات، قائلا "ده مش واقعي بالمرة ولا يمكن اختزال الحب في 7 خطوات".
وأوضح الناقد الفني أن هناك أحداثا غير منطقية في الفيلم منها، رفض والدة دينا لمشاعرها تجاه كريم رغم أنها في مشاهد أخرى كانت تطمئن على حاله ورغم أن الطبقة الوسطى العليا لا تلجأ لهذه الطريقة من القهر.
تجربة شخصية
ولا تجد، الناقدة ماجدة خير الله أي مشكلة في أن العلاقة العاطفية تبدأ من الرجل، فلا يعني ذلك إهانة المرأة أو قهرها، موضحة أن صاحب القصة رجل يروي تجربته مع الحب في مراحل عمرية مختلفة.
ورأت أن الفيلم عرض العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل متوازن، مشيرة إلى أن الفكرة الرئيسية تنطلق من رجل يروي تجربتة الشخصية عن الحب.
ولا ترى أن الشخصيات النسائية التي قدمها الفيلم هي شخصيات تقليدية، مشيرة إلى أن الشخصيات قررت مصيرها بنفسها، مستشهدة بشخصية أميرة التي انتحرت بسبب خيانة زوجها ودينا التي تركت خطيبها من أجل رجل آخر أعجبها، ورؤى التي اختارت حياتها بمعزل عن أسرتها.