فاطمة رشدي.. رائدة المسرح والسينما والإنتاج النسائي

الجمعة 25-03-2016 PM 01:30

الفنانة فاطمة رشدي

عاشت حياتها بالفن وللفن منذ طفولتها وحتى رحيلها، وكانت فاطمة رشدي واحدة من أبرز رائدات المسرح والسينما المصرية كممثلة ومخرجة ومؤلفة وصاحبة فرقة مسرحية لتترك بصمتها في تاريخ المرأة المصرية التي تحتفل بعيدها السنوي هذا الشهر.

ولدت في الإسكندرية عام 1908، وكانت أخواتها رتيبة وإنصاف رشدي فنانات وهو ما دفعها إلى طريق الفن في سن مبكرة وهي لا تزال في التاسعة من عمرها.

وبدأت أول أدوارها حين أسند إليها أمين عطا الله، صاحب الفرقة المسرحية التي كانت تغني بها شقيقتاها، دورا ثانويا في إحدى مسرحياته، وظهرت بعدها مع عدة فرق مسرحية حتى تعرفت على رائد فن المسرح عزيز عيد.

تتلمذت على يده ولقنها دروسا في القراءة والكتابة وأصول التمثيل وتزوجها فيما بعد وعملت بمساعدته في مسرح روز اليوسف ثم في فرقة رمسيس وصارت بطلة للفرقة.

وأتيح لفاطمة رشدي بفضل ذلك الدعم الكبير القيام بأدوار البطولة في عدة مسرحيات من بينها الذئاب والصحراء والقناع الأزرق والشرف وغيرها.

كما شاركت عزيز عيد البطولة في مسرحية "النسر الصغير" بعد تعريبها وهي المسرحية التي قدمتها الفنانة العالمية سارة برنار لأول مرة، ومن هنا حصلت فاطمة رشدي على لقبها "سارة برنار مصر".

وذاع صيت برنار في أوروبا في أوائل سبعينات القرن الثامن عشر، وأصبحت من أشهر ممثلات أوروبا وأمريكا، وتوفيت عام 1923 .

وقدمت فاطمة رشدي مسرحيات خارج مصر في العراق وبيروت وظلت تشكل ثنائيا ناجحا مع عزيز عيد حتى انفصلت عنه بسبب غيرته الشديدة وهو ما جعلها تنفصل عن مسرح رمسيس.

وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر، والتي اخرجت نجوماً مثل محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات.

وقدمت فرقة فاطمة رشدي العديد من النصوص المترجمة والمقتبسة بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات أحمد شوقي.

حاولت شق طريقها بعد ذلك في عالم السينما وقدمت أول تجربة سينمائية لها عام 1928 في فيلم "فاجعة فوق الهرم" لكنها لم توفق فيه وانتقدته الصحافة والنقاد لضعف مستواه.

انصرفت بعدها إلى المسرح لعدة مواسم ثم عادت إلى الشاشة بفيلم الزواج، والذي عرض عام 1933، كمؤلفة ومخرجة وممثلة، ومثل أمامها فيه محمود المليجي في أول أدواره السينمائية.

وتوالت أفلامها بعد ذلك ومنها الهروب وثمن السعادة  حتى قدمت واحد من أهم أفلامها وهو فيلم العزيمة مع المخرج كمال سليم رائد الواقعية المصرية، والذي تزوجته بعد انفصالها عن عزيز عيد.

وتقول الناقد السينمائية ماجدة خير الله، لأصوات مصرية، إن فيلم العزيمة يعد أول فيلم واقعي مصر وظل لفترة كبيرة واحدا من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

وأشارت إلى أن فاطمة رشدي لها بصمة في تاريخ المرأة المصرية التي يحتفل بعيدها السنوي يوم 16 مارس إذ كانت من أوائل المصريات اللاتي عملن في مجال التمثيل وأول منتجة مصرية.

وأضافت "كان من النادر في ذلك الوقت أن تجد ممثلة مصرية وأغلب المشاركات في أفلام مصرية في وقتها كن أجنبيات أو من أصول أجنبية على الأقل مثل روزاليوسف".

وتتابعت أفلام فاطمة رشدي بعد ذلك ومن بينها الطريق المستقيم مع يوسف وهبي وبنات الريف ومدينة الغجر وعواصف والطائشة والجسد.

وقالت ماجدة خيرالله إن فاطمة رشدي أسهمت بشكل كبير في مجال السينما وأنتجت العديد من الأفلام.

واعتزلت فاطمة رشدي الفن في أواخر الستينات وعاشت بعيدا عن الأضواء، وكانت في أواخر أيامها تعيش وحيدة في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة حتى كشفت جريدة الوفد عن حياتها البائسة.

وتدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل، وحصلت على شقة، لكنها ما لبث أن توفيت عام 1996.

وتركت ورائها تركة فنية تقدر بنحو 16 فيلما و200 مسرحية.

وأطلق اسمها على أحد شوارع القاهرة الكبرى بمنطقة الهرم في الجيزة إحياءً لذكراها واعترافًا بفضلها.

تعليقات الفيسبوك