أحدث الأخبار
دفعها شغفها بالسينما منذ الطفولة وإيمانها بقوتها الناعمة، لرصد تأثير الأفلام السينمائية على العلاقات والصراعات الدولية في رسالة ماجستير تعد الأولى في مصر التي توثق لتلك العلاقة.
وحصلت المخرجة والباحثة مافي ماهر، يوم الأربعاء، على الماجستير بتقدير امتياز، وناقش الرسالة عدد من أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وهم نادية أبو غازي (المشرفة على الرسالة) وعمرو الشبكي، ونيفين مسعد.
وحملت رسالتها عنوان "صورة الحادي عشر من سبتمبر في السينما الأمريكية والمصرية، دراسة تحليلية مقارنة".
*السينما قوة ناعمة
وقالت مافي ماهر، لأصوات مصرية، "رصدت من خلال الرسالة إزاي السينما كقوة ناعمة ممكن تكون أداة لنقل صورة عن الذات وعن الآخر تآثر على الرأي العام وصانع القرار في الصراعات الدولية".
واختارت الباحثة موضوع هجمات 11 سبتمبر 2011 التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، وقارنت بين الأفلام الأمريكية والأفلام المصرية التي تطرقت لتلك الأحداث وكيف تم تناولها دراميا وتأثير ذلك على الرأي العام في العالم.
وقالت مافي ماهر "في مقابل 54 فيلم أمريكي تناول أحداث 11 سبتمبر وتداعياتها وفي مقدمتها حرب العراق، كان فيه 5 أفلام مصرية ومتمش التسويق لها لتوصيل رؤيتنا للعالم".
وهذه الأفلام هي "ظاظا، ليلة سقوط بغداد، معلش إحنا بنتبهدل، إسكندرية نيويورك" وتصف تناولها للأحداث بأنه "سطحي وساذج لدرجة مثيرة للشفقة" فيما عدا فيلم "إسكندرية نيويورك" للمخرج يوسف شاهين.
*صورة العرب في السينما الأمريكية
أما عن الأفلام الأمريكية فقالت "وصلوا من خلالها صورة عن نفسهم تخدم مصلحتهم وتم تصوير الجندي الأمريكي وهو يقتل العراقيين باعتباره بطل وضحية للإرهابيين".
وأضافت "حتى وهم بينتقدوا إدارة بوش خلال حرب العراق صوروها بشكل يظهرهم كمجتمع ديمقراطي عنده قدرة على نقد الذات لأن بعض الأفلام دي اتعرضت وبوش لسه في الحكم".
وتابعت "في المقابل تم تشويه صورة المواطن العربي وربطه بالجهل والتخلف والفقر ودايما الست كانت بتظهر منتقبة وتابعة للراجل".
وأحداث 11 سبتمبر 2001 هي مجموعة من الهجمات الجوية التي شهدتها الولايات المتحدة، واستهدفت برجي مركز التجارة الدولية ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، والمتهم في تلك الأحداث هو تنظيم القاعدة.
وبدأت حرب العراق في مارس عام 2003 واستمرت حتى عام 2011، من قبل قوات متعددة الجنسيات قادتها أمريكا بدعوى امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وأن ذلك يهدد أمنها وأمن حلفائها.
وعن جواز فكرة المقارنة بين السينما الأمريكية ذات الإمكانيات الضخمة والسينما المصرية، وخاصة مع كون الحدث يخص أمريكا بالدرجة الأولى قالت "هو ده قلب وهدف الرسالة لأن أحداث سبتمبر مش مجرد طيارتين ضربوا برجين في أمريكا لكن حدث غير خريطة الشرق الأوسط".
وأضافت "انعكاسات الحدث أثرت على العالم ولسه بتأثر على النظرة للعرب والمسلمين ومفترض أن مصر بتمثل الشقيقة الكبرى للعرب ومن أهم القوى الأقليمية وعشان كده هي معنية بالأحداث".
وتابعت "قلة عدد الأفلام ومستواها مش راجع لعدم الإماكنيات ولكن لعدم الوعي بأهمية وتأثير السينما في توصيل صوتنا للعالم والدليل على كده أن السينما الإيرانية قادرة تشارك في المهرجانات الدولية رغم محدودية إمكانياتها".
وأشارت إلى أن تصوير الأحداث في بعض هذه الأفلام الأمريكية جاء بناءا على توجيه من الدولة لكبار المنتجين.
*الاستثمار في السينما
وقدمت الباحثة توصيات في رسالتها لصناع القرار للاستثمار في السينما لأنه "بمثابة استثمار في الأمن القومي"، كما أوصت بدعم الدولة لشباب المبدعين.
وقالت"لازم نبذل مجهود عشان أفلامنا تشارك في المهرجانات الدولية وتوصل للعالم ومينفعش يفوتنا أننا نصور الثورة المصرية والثورات العربية سينمائيا".
*فقر المصادر العربية
وأشارت إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال فترة العمل على الرسالة التي امتدت لعامين هي "الفقر الشديد في المصادر باللغة العربية"، قائلة "ملقتش مصادر باللغة العربية أرجح لها واعتمدت على 300 مرجع كان أغلبهم باللغة الإنجليزية والفرنسية بالإضافة لأبحاث ومقالات د.نادية أبو غازي في مجال علم اجتماع السينما اللي خلتني أقدر أعمل الرسالة".
وتخرجت الباحثة والمخرجة مافي ماهر من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2007 من سياسة واقتصاد، وعملت كمساعد مخرج وقدمت أربعة أفلام قصيرة، كان أخرها فيلم "بهية" الذي شارك في أكثر من 17 مهرجانا دوليا.