أحدث الأخبار
خمسة أشهر فقط هي التي فصلت بين موعد تجليس البابا تواضروس على رأس الكنيسة الأرثوذكسية، في نوفمبر 2012، والاعتداء على مقر الكاتدرائية بالعباسية في سابقة لم يسجلها التاريخ الحديث من قبل.
وسبق الاعتداء على الكاتدرائية بيوم واحد حادث الخصوص الطائفي، والذي شهد مقتل مسلم و6 أقباط بينهم واحد مات حرقا في أبريل 2013، ووقع الاعتداء على الكاتدرائية عقب تشييع جثامين الضحايا في مشهد أثار ردود أفعال ساخطة على المستويين المحلي والدولي.
لم تتخل الكنيسة عن هدوئها المعتاد في هذا الموقف بل طالبت قياداتها الشباب الثائر وقتئذ بضبط النفس، لكن الكثيرين اعتبروا ذلك ضرورة واجبة نظرا لوقوع الحادث في عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين، ما يستدعي التهدئة من الكنيسة وعدم الجنوح للتصعيد.
وبعبارة "وطن بلا كنائس.. خير من كنائس بلا وطن" حدد البابا تواضروس الثاني، موقف الكنيسة من اعتداءات أنصار الإخوان المسلمين على الكنائس والتي تزامنت مع فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.
لم يختلف الخط الذي تبناه البابا تواضروس منذ تجليسه، في نوفمبر 2012، عن الذي تبناه سلفه البابا شنودة في التعامل مع حوادث الاحتقانات الدينية ضد الأقباط، والذي يميل دائما إلى التهدئة وضبط النفس دون المطالبة بمحاسبة الجناة.
والتزاما بهذه الوتيرة الهادئة، طالب البابا تواضروس الجميع بـ"غلق الطريق على من يحاولون المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة الطائفية"، تعليقا على حرق منازل وتجريد سيدة مسيحية مسنة من ملابسها في إحدى قرى محافظة المنيا.
وشهدت قرية الكرم بالمنيا، يوم الجمعة الماضي، واقعة عنف طائفي تضمنت حرق عدة منازل وتجريد سيدة مسنة من ملابسها قِيل إن نجلها ارتبط بعلاقة عاطفية مع سيدة مسلمة. ونفت السيدة صحة الشائعة وألقت باللوم على طليقها واتهمته بمحاولة تشويه سمعتها.
وطالبت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في بيان اليوم، الجميع بالتحلي بضبط النفس والعيش المشترك، لكن شبابا من نشطاء الأقباط استهجنوا تأخر الكنيسة في التعقيب على الحادث وهاجموا عددا من القيادات الكهنوتية من خلال مشاركتهم بالتعليقات على صفحة المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة على "فيس بوك".
وقال رامي كامل، رئيس مؤسسة شباب ماسبيرو لحقوق الإنسان، إن بيان الكنيسة حول أحداث المنيا لا يعبر عن غضب الأقباط ولا يرتقي لتلبية طموحهم في محاسبة الجناة.
وقال كامل، في تصريح لأصوات مصرية، إن موقف الكنيسة من حادث تجريد السيدة المسيحية من ملابسها في المنيا "متخاذل"، مؤكدا أن الكنيسة تحاول الحفاظ على دورها السياسي باعتبارها إحدى مؤسسات الدولة وليست مؤسسة روحية.
وحاولت أصوات مصرية الاتصال بالمتحدث الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية للتعقيب على موقفها من حادث المنيا، لكنه لم يرد.