أحدث الأخبار
هاجم الإعلام الرسمي المصري صناع فيلم "اشتباك" المشارك في مهرجان كان الفرنسي حتى قبل عرضه على شاشات السينما في مصر، فيما رأت نقابة السينمائيين أن هذا الهجوم "يحمل اتهامات جزافية ورفضت استخدام الإعلام كوسيلة هدم للمصداقية مخالفاً للدستور المصري".
وبدأ الهجوم على الفيلم الذي شارك في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي، بتقرير ضمن برنامج "أنا مصر" الذي يذاع على التلفزيون الرسمي، وشكك التقرير في صناع الفيلم ونواياهم، وأنه يأتي ضمن سلسلة المؤامرة المستهدفة للبلاد، ووصف مخرج الفيلم بناشط "السبوبة".
وتدور معظم أحداث الفيلم -وهو للمخرج محمد دياب وتأليف خالد دياب- داخل عربة ترحيلات، يجتمع فيها شرائح مختلفة، تضم الإسلامي والعلماني والمعتدل والمتطرف والمؤدلج، والشباب الذي لا يحمل هوية سياسية محددة.
ويتناول الفيلم شخصية رجل شرطي غير فاسد كما يقول موقع فاريتي.
وساهم في إنتاج الفيلم -الذي يتصدر بطولته كل من هاني عادل ونيللي كريم- عدد من الجهات الإنتاجية، فهو إنتاج مصري فرنسي مشترك وساهمت في تمويله أيضا ألمانيا والإمارات.
وقال المخرج محمد دياب إن التقرير الذي أعده التلفزيون المصري عن فيلم "اشتباك"، كان بمثابة إدانة جعلته يفكر في تسليم نفسه للسلطات الأمنية.
وأضاف دياب، في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، "أماني الخياط تواصلت معي مشكورة. لست من محبي الصدام ومؤمن أن التواصل الإنساني يذيب الخلاف".
واستكمل دياب بقوله "أوضحت أن الإعلام من حقه أن يتساءل ولكن التقرير المغلوط والمقتطع كان اتهاما وإدانة لدرجة أني فكرت أن أسلم نفسي للسلطات. ودعوت أماني لأن ترى الفيلم ثم تكوِّن رأيا وبعدها نكمل حوارنا".
علق السيناريست عمرو سمير بقوله إن "الرجل الذي أخرج فيلما يتكلم العالم كله عنه، وشارك به في مهرجان كان، وقيل على فيلمه إنه من أهم عشرة أفلام في العام الحالي، يتم تشويهه وتخوينه بالتلفزيون المصري الذي شتمه وقال عنه ما لا يقال".
وأكد سمير أنه قرر عدم الظهور مرة أخرى كضيف في أي برامج يبثها التلفزيون المصري، قبل أن يتم الاعتذار إلى مخرج فيلم "اشتباك" عما بدر في حقه من إساءات.
وأضاف سمير، عبر حسابه على فيس بوك، أن الرسالة المراد إيصالها هي "أنه ليس أمامنا غير أفلام (السبكي) التي لا ترضي الجمهور الراغب في فن حقيقي، هذا هو المطلوب".
وأصدرت نقابة السينمائيين بيانا صحفيا بشأن هجوم المذيعة أماني الخياط على المخرج محمد دياب وفيلم "اشتباك".
وقال البيان إن "نقابة المهن السينمائية والاتحاد العام للنقابات الفنية وجبهة الإبداع والموقعون أدناه يعلنون دعمهم وفخرهم لفريق عمل فيلم (اشتباك)، وحقهم في العمل والتعبير الإبداعي الحر، كما نعلن رفضنا الكامل لما قالته المذيعة أماني الخياط، والتشهير والإساءة للزميل محمد دياب المخرج والكاتب السينمائي".
وأضاف البيان "ونحن نربأ أن يستخدم الإعلام كوسيلة هدم للمصداقية مخالفاً للدستور المصري، الذي كفل حق التعبير والرأي والإبداع. ونعلن التضامن والمساندة لزملائنا الذين رفعوا اسم بلادنا عاليا بصناعة فيلم مصري يستطيع المنافسة في المحافل الدولية. ونحن نحترم القانون والدستور المصري. مع الاحتفاظ بحقنا في الرد القانوني على أي تجاوز في حق المهنة والعاملين بها".
وتفرض الحالة التي خلقها صناع الفيلم، بجمع هذه الشرائح المتنوعة في عربة الترحيلات، حوارات بينهم حول ما يدور في البلاد من مشاهد عنف تظهر أمامهم من شباك العربة.
"وسط كل الفوضى هناك لحظات حقيقية من الإنسانية والتواصل" كما يسرد موقع "فيرست شوينج" السينمائي أحداث الفيلم، معتبرا أن المخرج أراد أن يقول من خلال هذه اللحظات الإنسانية إنه "بالرغم من القتال المستمر نستطيع أن نتواصل، لا يهم من نحن، كلنا بشر".
وربما يكون عدم انحياز مخرج الفيلم لأي من أطراف الصراع السياسي في مصر بعد 30 يونيو هو ما يدفعه للقول بأنه فيلم "مزعج للجميع"، حيث يقول لنيويورك تايمز إنه "حاول أنسنة كل الشخصيات في الفيلم"، حتى رجال الشرطة.
وعرض الإعلامي خيري رمضان مشهد سيارة الترحيلات من فيلم "اشتباك" المشارك في مهرجان كان السينمائي، مشيرا إلى أن الفيلم ليس له علاقة بالإخوان.
وقال رمضان -خلال برنامجه "ممكن" على قناة "سي بي سي"- إن الفيلم لا علاقة له بالسياسة، ولكنه يظهر ما حدث بعد إسقاط الإخوان ويظهر وحشيتهم، مشيرا إلى أن الفيلم نال إعجاب الغرب ولكنه تعرض للانتقاد من الداخل، وأضاف أن أن أغلب الذين ينتقدوه لم يروه.
وقال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي والباحث في علم النفس السياسي، إن الاحتفاء بفيلم اشتباك في مهرجان كان، رغم أن الفيلم يتناول قضية تسيء إلى الداخلية وهي قضية اختناق الشباب المحتجز في عربيات الترحيل، "أمر يثير الريبة والشك".
وتساءل مجدي، في مُداخلة هاتفية على قناة LTC، "لماذا الاحتفاء وأثناء هذا التوقيت خصوصا أننا في مصر نخوض معركة مع الإرهاب وحرب معلومات تستخدم فيه أحدث طرق العمليات النفسية وتصدير الإحباط إلى الشعب".
وأكد مجدي أنه لا ينكر دور الفن والإبداع في الارتقاء بالشعوب وتحسين صورة مصر أمام العالم، ولكن "هل من الممكن أن يساهم فنانو مصر في تشويه سمعتها؟".