أحدث الأخبار
- مديحة: هياكل الفراخ بقى سعرها 11 جنيه بعد ما كان 4.5
- رنا: كيلو البانيه بحوالي 72 جنيه ومفيش مفر من الشراء
- مايسة: بحمد ربنا إن ولادي مش بيحبوا المكسرات ولا الياميش
تفكر الأسر المصرية بمختلف مستوياتها المادية أكثر من مرة قبل شراء مستلزمات شهر رمضان، في ظل الارتفاع الكبير لأسعار السلع الغذائية الذي استبق الشهر الكريم.
"مش عارفه هعمل إيه في رمضان، هجيب رز كل يوم بسعر 7 ولا 8 جنيه للكيلو، وأنا بقبض 625 جنيه، وعندي 6 عيال؟"، كما تتساءل مديحة فوزي.
مديحة عاملة بالهيئة العامة للنظافة والتجميل، وزوجها متوفى وليس له معاش، في حين أن خمسة من أبنائها في التعليم، وواحد يؤدي الخدمة العسكرية.
وتفكر مديحة في التخلي عن الأرز كعنصر أساسي في وجبتها، "بفكر أمشّي يوم مكرونة ويوم لسان عصفور، علشان مش هعرف أجيب 2 كيلو رز كل يوم وأدفع 16 ولا 17 جنيه".
وارتفعت أسعار الأرز خلال الأشهر الماضية ما بين ثلاثة وأربعة جنيهات، لتصل إلى 9.5 جنيهات للكيلو، بسبب إقبال التجار على تخزينه.
وقالت وزارة التموين، إنها تعاقدت على شراء 40 ألف طن من الأرز المحلي، لضخه في فروع المجمعات الاستهلاكية بسعر 4 جنيهات ونصف للكيلو.
وتوضح مديحة "مش بس الرز اللي غلي، ده حتى كيلو هياكل الفراخ سعره بقى 11 جنيه، وكنت زمان بجيبه بسعر 4.5 جنيه".
بفكر أمشّي يوم مكرونة ويوم لسان عصفور، علشان مش هعرف أجيب 2 كيلو رز كل يوم
وتضيف "لما عظم الفراخ بقى سعره 11 جنيه، ومش عارفه أجيبه، هجيب اللحمة اللي سعرها بقى 75 جنيه؟".
لا يكفي راتب مديحة، مستلزمات بيتها وأولادها "هيكفوا إيه بس ده أنا بدفع منهم 400 جنيه إيجار، وبعيش على اللي بيطلع لي لو اشتريت طلبات للموظفين ولا حاجة".
أما عن السلع المخفضة التي طرحتها وزارة التموين بالمجمعات الاستهلاكية فتقول مديحة إن "الأسعار ما تفرقش كتير عن بره، والسلع المخفضة مش موجودة باستمرار".
ولا تتوقع مديحة أن تستقبل رمضان بشراء أي من مستلزماته، وتقول "البلح غالي جدا والسكر كمان، ده علبة السوبيا بقت بـ10 جنيه ومش هتكفي حاجة".
سلع المجمع تتحدى الهايبر
في إحدى سلاسل السوبر ماركت الكبيرة تقف منال محمود، وتفاضل بين كرتونة صغيرة تضم بعض السلع الرمضانية بسعر 200 جنيه، وأخرى كبيرة تحوي منتجات أكثر بسعر 500 جنيه.
تقول منال لأصوات مصرية "أعتقد الكرتونة الأصغر مناسبة لي، من حيث حجم السلع والسعر، لكن مش عارفة ميزانية جوزي هتبقى إيه".
تحتوي الكرتونة على ربع كيلوجرام من كل من اللوز وجوز الهند والمشمشية والكركديه والزبيب، بالإضافة إلى 400 جرام من التين المجفف وقمر الدين، ونصف كيلو من التمر الهندي والقراصيا، وكيلو من البلح.
اضطرت منال أن تتصل تليفونيا بزوجها لتخبره بسعر الكرتونة التي ترغب في شرائها، لكن الرد جاء على غير هواها.
"جوزي قال لي بلاش، وخلينا نبص على الياميش في المجمعات الاستهلاكية، بيقولوا أسعاره أقل"، كما تقول منال.
وأعلنت وزارة التموين عن طرح ياميش رمضان بسعر 15 جنيها للعبوة، تتضمن مشمشية وقراصيا وتين مجفف بجانب قمر الدين وجوز هند، فضلا عن تمر يبدأ سعره من 7 جنيهات للكيلوجرام.
وافتتحت وزارة التموين معرض "أهلا رمضان"، بأرض المعارض بالقاهرة وبالتوازي في عدد من المحافظات، في الأسبوع الأخير من شهر مايو الماضي، لبيع سلع غذائية بأسعار مخفضة، وسيستمر حتى يوم 13 من الشهر الجاري.
وقالت الوزارة إنها حققت مبيعات بنحو 10 ملايين جنيه مبيعات خلال يومين من افتتاحه.
البانيه في السما
اعتادت رنا علي، ألا تدقق كثيرا في أسعار المنتجات التي تشتريها من السوبر ماركت الفاخر القريب من منزلها في المهندسين، لكنها انتبهت هذه المرة لارتفاع سعر كيلو "البانيه" (صدور الدجاج المخلية) بشكل كبير.
وتقول رنا "الحقيقة أنا مش بركز في الأسعار إلا لما الميزانية تبدأ تخرب، بس لقيت البانيه بقى سعره 72 جنيه للكيلو، بعد ما كان 46 جنيه، من غير سبب واضح".
سعر البانيه في السوبر ماركت بقى 72 جنيه للكيلو، بعد ما كان 46 جنيه
وكان الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء أعلن عن ارتفاع معدل زيادة أسعار المستهلكين سنويا في إجمالي الجمهورية، خلال شهر أبريل الماضي، إلى 10.9%، مقارنة بنحو 9.2% في شهر مارس، وهذه هي المرة الأولى التي يرتفع فيها التضخم على أساس سنوي منذ شهر نوفمبر الماضي.
وأرجع الجهاز ارتفاع معدل التضخم إلى زيادة أسعار الخضروات والأرز والحبوب والدواجن والفاكهة والملابس.
وقالت بنوك استثمار لأصوات مصرية في وقت سابق إن القفزة التي شهدها الدولار في مواجهة الجنيه منذ مارس الماضي كانت السبب الرئيسي وراء صعود معدل زيادة أسعار المستهلكين (التضخم) في أبريل، متوقعة موجة تضخمية جديدة بداية من يونيو.
كان البنك المركزي خفض قيمة الجنيه في السوق الرسمية بنحو 14% في مارس الماضي ليصل الدولار إلى 8.78 جنيه. لكن سعر العملة المحلية هوى في السوق السوداء خلال أبريل ليتجاوز الدولار 11 جنيها، واستمر يدور حول هذا المستوى حتى الآن.
لا تعرف رنا إن كانت أسعار الأرز أو المكرونة والسكر ارتفعت أم لا، وتقول "مش عارفة الحقيقة، كل اللي أعرفه إن اللحمة سعرها ارتفع جدا، وصل 112 جنيه للكيلو، والفراخ الكيلو منها بقى سعره 27 جنيه بعد ما كان 17 جنيه".
لم تقرر رنا التخلي عن شراء بعض السلع بسبب ارتفاع الأسعار، وتقول "هعمل إيه يعني مش هبطل أجيب للعيال بانيه، ولا مكسرات زي كل سنة".
لكن مايسة محمد، ربة منزل، تقول "أنا بحمد ربنا إن ولادي مش بيحبوا المكسرات ولا ياميش رمضان علشان ما اضطرش أجيب حاجة منهم، لأن أسعارهم مش معقولة خالص".
تمسك مايسة لفة قمر الدين وتقول "دي مثلا كان سعرها السنة اللي فاتت 25 جنيه لكن السنة دي 35 جنيه".
واتخذت مايسة قرارا بشراء المستلزمات الضرورية جدا فقط، وهي تلوم على سلوكيات المواطنين تجاه غلاء الأسعار، "إحنا اللي بنخلي الحاجات تغلا بشكل كبير. أنا بشوف الناس بتنزل قبل رمضان تشتري حاجات كأنها آخر مرة هتشتري ولا هتاكل".
وتضيف "لو كل واحد خد كفايته بس وما معملش خزين ملوش لازمة، الأسعار هتفضل زي ما هي، لكن الطوابير دي بتخلي التجار تغلي أكتر".
لا للياميش
هدى توفيق، ربة منزل، ترفع هذا العام شعار لا للياميش مع غلاء الأسعار وتقول "كنت زمان بجيب من كل نوع كيلو، دلوقتي ما رضيتش حتى أبص عليه".
وتضيف هدى، التي تسكن بمنطقة عين شمس وزوجها على المعاش، "جوز الهند كان سعره السنة اللي فاتت 20 جنيه للكيلو، بس دلوقتي بقى 40 جنيه، يعني ضعف، والتمر هندي بقى سعره ضعفين".
كل اللي كنت بجيبه وينفع استغنى عنه مش هجيبه خلاص، المعاش هيكفي إيه ولا إيه
الأسعار زادت بنسبة 100%، كما تؤكد هدى، "ويا ريت الحاجات كويسة، لأ، جودتها مش حلوة".
اعتادت هدى الذهاب لأحد البائعين بمنطقتها لشراء مستلزمات رمضان سنويا، لكن "المرة دي رحت ملقتش عنده بضاعة كتير زي كل سنة، لأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير. مفيش حد مبسوط لا بايع ولا شاري".
تستعد هدى، التي تعيش مع زوجها وابنتيها لاتخاذ إجراءات تقشفية مع حلول شهر رمضان، بسبب ارتفاع الأسعار، وتقول "كل اللي كنت بجيبه وينفع استغنى عنه مش هجيبه خلاص، المعاش هيكفي إيه ولا إيه".