أحدث الأخبار
- انخفاض الإعلانات والأزمة المالية للقنوات وارتفاع تكلفة الإنتاج الأسباب الرئيسية
- عدد كبير من الفنانين خفضوا أجورهم هذا العام مع تراجع قدرة القنوات الفضائية على الدفع
انخفض عدد المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان 2016 إلى النصف تقريبا، وذلك بالمقارنة مع السنة الماضية، وهو ما أرجعته شركات إنتاج إلى صعوبات مالية تواجه القنوات الفضائية، وتراجع الإعلانات، وارتفاع تكلفة الإنتاج.
فبينما تراوح عدد المسلسلات المخصصة للعرض في رمضان خلال الأعوام الماضية ما بين 50 و60 مسلسلا، فإنها لم تزد خلال العام الحالي عن 30 مسلسلا، بحسب ما قاله عدد من المنتجين.
وقال هاني شكري، رئيس مجلس إدارة شركة JWT، المنتجة لمسلسل "أفراح القبة" المباع حصريا لقناة النهار، بالتعاون مع شركة الشروق للإنتاج الإعلامي، إن عدم سداد القنوات الفضائية قيمة المسلسلات التي تعاقدات على عرضها خلال السنوات الماضية، دفع المنتجين للإحجام عن إنتاج مسلسلات جديدة.
ولم تنتج JWT سوى مسلسل "أفراح القبة" هذا العام، بينما شاركت في إنتاج 3 مسلسلات خلال العام الماضي، وهي "تحت السيطرة"، و"حارة اليهود"، و"بين السريات".
وقال شكري إن قنوات رئيسية كانت لها حصة كبيرة في المسلسلات الرمضانية لم تسدد، أو تأخرت في السداد وهو ما أدى إلى تراجع حجم الإنتاج خلال العام الجاري.
وأضاف أن "متوسط تكلفة المسلسل تتراوح بين 35 و40 مليون جنيه.. لما القناة الفضائية تشتريه ومتدفعش المستحقات أو تتأخر في الدفع.. كيف يستطيع المنتج أن يُقدم على إنتاج مسلسل جديد ومن أين يجلب أجور الممثلين والديكورات وأطقم العمل".
وقال شريف المعلم، رئيس مجلس إدارة الشروق للإنتاج الإعلامي، إن بعض القنوات مديونة بالملايين إلى المنتجين.
واتفق جمال العدل، رئيس مجلس إدارة العدل جروب، مع شكري والمعلم في مشكلة عدم سداد القنوات الفضائية لمستحقات المنتجين، مضيفا أن "إنتاج الدراما مثل كل القطاعات الأخرى التي تعاني نوعا من الركود والكساد في ظل الظروف الاقتصادية الحالية".
وقال العدل إن "حالة من الركود أصابت إنتاج المسلسلات كنتيجة طبيعية للحالة الاقتصادية في البلد وضعف السيولة المتاحة للإنتاج".
وأضاف أن تراجع حجم وسعر الإعلانات عامل مهم في الصعوبات المالية التي تواجه القنوات الفضائية.
"هي دورة اقتصادية..الفضائيات بتجيب إعلانات..علشان تكسب وتدفعلنا ثمن المسلسل، لكن في ظل الحالة الاقتصادية الحالية، مبقاش في سوق لأن القنوات لا تجلب إعلانات تكفي لتغطية التكاليف المرتفعة لإنتاج المسلسلات، وبالتالي لا تسدد أو تدفع على عدة مراحل..وهو ما يحد من قدرة المنتج على إنتاج عمل جديد"، كما يقول العدل.
وأضاف أن "هناك شركات إنتاج كبيرة جدا يعتبر نشاطها مجمدا حاليا نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد".
وأنتجت شركة العدل جروب مسلسين فقط خلال رمضان الحالي وهما "سقوط حر"، ومسلسل "فوق مستوى الشبهات"، وكانت أنتجت 3 مسلسلات العام الماضي.
ويقول العدل "كنا هننتج المسلسل الثالث لكن ملحقناش".
وقال شكري إن بعض المنتجين اضطروا إلى توقيع "عقود ثلاثية" مع القناة الفضائية -الراغبة في عرض المسلسل- وشركة إعلانات، بحيث تسدد شركة الإعلانات ثمن المسلسل للمنتج وتخصم ما دفعته من مستحقات الإعلانات التي تعرضها على هذه الفضائية.
وأشار شكري إلى أن تكلفة الإنتاج ارتفعت بشدة خلال العامين الماضيين، وساهم في ذلك "عرض أجور كبيرة من بعض الفضائيات الخليجية على نجوم المسلسلات".
وقال إن عددا كبيرا من الفنانين خفضوا أجورهم خلال العام الجاري مع "انخفاض قدرات القنوات الفضائية على الدفع"، معتبرا أن تراجع أجور الفنانين هو "عودة لمعدلاتها الطبيعية المقبولة بعدما وصلت إلى أرقام مبالغ فيها".
وقال كريم بدر، مدير إنتاج في شركة طارق نور، إن إنتاج الأعمال الدرامية أصبح مكلفا جدا، خاصة مع تركيز صناع المسلسلات على الإنتاج بجودة تضاهي الإنتاج السينمائي، حتى يكون شكلها جيدا ويمكن تسويقها.
ويوضح المعلم أن القنوات الفضائية الخليجية خفضت خلال السنوات الأخيرة عدد المسلسلات المصرية التي تشتريها خلال رمضان، لتتراواح ما بين 4 إلى 5 مسلسلات، "بعد ما أصبح هناك إنتاج خليجي ولبناني".
وبالتالي فإن "الاعتماد الأساسي أصبح على القنوات المصرية.. ومع انخفاض دخل تلك القنوات وارتفاع مديونياتها عند المنتجين لم يعد بمقدورها شراء عدد كبير من المسلسلات".