أحدث الأخبار
- الصوم يغير خريطة المذاكرة من النهار إلى ما بعد الإفطار
- دار الإفتاء تجيز إفطار المتضررين من الصوم.. والطلاب يمتنعون
تستيقظ مها محمود الطالبة بالصف الثالث الثانوي في الساعة الثانية صباحا بدءاً من أول أيام شهر رمضان لتناول وجبة السحور وتجلس بعد تناول الطعام تستذكر ما تيسر من دروسها استعدادا لأداء امتحان المادة المقبلة.
تقول مها إن امتحانات الثانوية العامة بدأت صباح الأحد الماضي وتنتهي يوم 29 يونيو 2016 وهو ما يعنى قضاء 23 يوما من شهر الصوم في امتحانات 10 مواد.
تقول مها إنه كان من المفترض انتهاء امتحانات الثانوية العامة يوم 28 يونيو لكن بعد إلغاء وزارة التربية والتعليم امتحان مادة التربية الدينية بعد تسريبه زادت مدة الامتحانات يوما.
"المذاكرة بتكون صعبه وبتجبلي صداع وأنا صايمه لكن لازم نذاكر" هكذا تقول مها، مضيفة أنها لم تخض تجربة المذاكرة خلال شهر رمضان من قبل.
المشروبات والصوم
وتضيف مها أنها المرة الأولي التي تخلد فيها للمذاكرة وحضور امتحانات دون أن يكون في مقدورها تناول المشروبات (القهوة- الشاي- العصائر).
وبحسب وزارة التربية والتعليم فإن عدد طلاب الثانوية العامة على مستوى الجمهورية الذين يؤدون الامتحانات الآن 500 ألف و585 طالبا موزعين على 1560 لجنة.
وبحسب التقويم الهجري والميلادي كانت آخر مرة أدى فيها طلاب الثانوية العامة الامتحانات خلال شهر رمضان في العام الماضي.
وقت المذاكرة
من جانبه يقول الطالب محمد مدني إنه بدأ تقسيم وقت المذاكرة مع بداية أول يوم رمضان ليتمكن من الوصول إلى أكبر قدر ممكن من تحصيل المعلومات.
ويضيف مدني أنه يبدأ المذاكرة بعد صلاة التراويح مباشرة لمدة ثلاث ساعات ثم يخلد للنوم ويعود للمذاكرة مره أخرى بعد تناول وجبة السحور لمدة ثلاث ساعات جديدة في حالة إذا كان يوم السحور إجازة من الامتحانات، أما في حالة إذا كان ذاهبا إلى الامتحان في التاسعة صباحا فهو يكتفي بالمذاكرة بعد وجبة السحور لمدة ساعة واحدة فقط.
ويقول مدني إنه خلال السنوات الماضية (أولى وثانية ثانوي) كان يقوم بالمذاكرة أثناء النهار وفي الوقت الذي يريده لأنه لم يكن صائما.
"المذاكرة في الصيام من غير النسكافيه والقهوة ملل"، كما يقول مدني، الذي يضيف أنه اعتاد تناول المشروبات خاصة القهوة والنسكافيه أثناء المذاكرة لكن في ظل الصيام لن يستطيع فعل ذلك أثناء النهار ما يجعله يؤجل استذكار دروسه إلى ما بعد الإفطار.
فتوى الإفطار
وأجازت دار الإفتاء المصرية الإفطار للطلاب المكلفين في شهر رمضان إذا كانوا يتضررون بالصوم فيه -أو يغلب على ظنهم ذلك- بالرسوب أو ضعف المستوى الدراسي.
وشددت دار الإفتاء على أن هذه الفتوى ضرورة والضرورة تقدر بقدرها إذا توافرت شروط الضرر.
الأهالي
يقول أحمد عزت، ولي أمر طالب بالثانوية العامة، إن الامتحانات هذا العام بدأت مع بداية شهر رمضان الكريم وهو ما زاد من الأعباء المالية على كاهله نتيجة دفع مصروفات الدروس وشراء مذكرات وحلول امتحانات من سنوات سابقة لابنه، بالتزامن مع مصروفات احتياجات شهر رمضان من مأكل ومشرب.
ويوضح عزت أن مصروفات ابنه تتخطى 10 آلاف جنيه في العام الدراسي الواحد كمصروفات دروس خصوصية وشراء كتب خارجية للمساعدة على المذاكرة وانتقالات من وإلى المدرسة وأماكن الدروس وكذلك شراء ملابس.
الطلاب يفضلون الصوم
تقول هبة عبد الرحمن، طالبة، إنها سمعت عن فتوى دار الإفتاء الخاصة بإفطار الطلاب المتضررين من الصوم خلال شهر رمضان ولحين أداء الامتحانات لكنها غير راضية عن تلك الفتوى، وتضيف "إحنا بندور على أي عمل يقربنا من ربنا علشان يقف معانا في الامتحانات وننجح.. يبقى ازاي هنفطر رمضان".
وتضيف هبة أن جميع زملائها يسعون جاهدين للتقرب إلى الله خاصة في أيام الامتحانات ليستجيب لدعائهم بالنجاح.
وتقول إنها تقوم بالمذاكرة في نهار رمضان وأثناء الصوم وحين يحل عليها التعب تستريح لمدة ساعة أو ساعتين وتكمل المذاكرة مرة أخرى، مضيفة أنها لا تشعر بالجوع قدر ما تشعر بالعطش والحاجة إلى شرب الماء أو العصائر.
وتقضي هبة فترة ثلاث إلى أربع ساعات ليلا أثناء الاستراحة من المذاكرة في مشاهدة مسلسلات وبرامج شهر رمضان.
عبد الله هاني، طالب، يقول "ازاي هنفطر وناس في البيت صايمة أو في المدرسة الكل هيبص لنا بصة مش كويسة"، مضيفا أنه يفضل المذاكرة ويستريح عندما يحل عليه التعب ولا يفضل الإفطار حتى لو أجيز ذلك.
ويوضح هاني أن هناك أيام راحة تصل إلى يومين أو ثلاثة بين امتحان المادة والتي تليها حتى يستطيع الطلاب المذاكرة وهو ما يسهل من تنظيم وقت للمذاكرة خلال اليوم.
ويضيف أن المذاكرة لمدة ساعتين بشكل جاد تساعده على تحصيل الكثير من المعلومات، هذا بجانب المعلومات التي يحصلها من الدروس الخصوصية التي يحصل عليها بعد الإفطار في شهر رمضان وهو ما يجعله يواصل الصوم دون الحاجة إلى الإفطار من أجل المذاكرة.