أحدث الأخبار
عشن حياة الزهد، وعرفن بالإحسان، ويرجع نسب بعضهن إلى الأسرة النبوية، فخلد من عاشوا في زمنهن أسمائهن في مساجد.
ومن بين 110 آلاف مسجد وزواية في مصر، نستعرض لكم قصص 5 نساء سميت مساجد على أسمائهم، وذاع صيتهن في حدود المنطقة أو المحافظة التي يقع فيها مسجدهن ويجهلهن الكثيرون، وهن السيدة فاطمة النبوية والسيدة سكينة والسيدة حورية والحاجة ذكية والشيخة صباح.
*فاطمة النبوية "أم اليتامى"
مسجد السيدة فاطمة الزهراء، هو المسجد الذي يقع به ضريح السيدة فاطمة النبوية بنت الحسين، ويقع خلف الدرب الأحمر بزقاق يعرف بزقاق السيدة فاطمة النبوية بالقاهرة.
عرفت السيدة فاطمة بأم اليتامى، لأنها كانت صاحبة أول مؤسسة خيرية اجتماعية في تاريخ الإسلام لرعاية أبناء ضحايا وشهداء الحرب.
أنشأ المسجد الأمير عبد الرحمن كتخدا وجدده عباس باشا.
وتقام لها حضرة كل ليلة ثلاثاء ومولد سنوي يستمر نحو عشرة أيام وتكثر زيارتها وتقديم النذور إلى مسجدها في شهر رمضان.
*السيدة حورية "طبيبة المرضى"
يقع مسجد السيدة حورية بمحافظة بني سويف، واسمها الحقيقي زينب بنت أبي عبد الله شرف الدين بن الإمام الحسين بن علي ولقبت بحورية لجمالها وورعها وتقاها.
عُرِف عنها أنها كانت تطيب المرضى وكانت في معركة كربلاء المشهورة قائدة للمستشفى الميداني وهي لا تزال بنت السبعة عشرة عاما.
وأنشأ مسجد حورية "عثمان بك" واستمر في بنائه حتى توفي وأكمل البناء ابنه محمد إسلام باشا وهو من أعيان بنى سويف وأنشئ المسجد عام 1323.
ويعتبر من أشهر المساجد بمحافظة بني سويف وأكثرها ازدحاما بالرواد.
*الشيخة صباح "ست الحبايب"
يوجد مسجد الشيخة صباح -أحد أولياء الله الصالحين - في مدينة طنطا بمحافظة الغربية بشارع البحر مع شارع الفاتح وبه مقامها.
ويلقبها الكثيرون من أبناء محافظة طنطا الذين يقبلون على زيارة مسجدها "ست الحبايب نور الصباح".
تربت في أجواء الصوفية، وهي ابنة الشيخ الصوفي محمد الغباري وعاشت عذراء طوال حياتها قرابة ثمانين عامًا قضتها في أعمال البر ومساعدة المحتاجين ومعالجة من أصابهم عقم والمصروعين وإيواء الفقراء والمساكين.
ولا يزال يتردد على مسجدها النساء والرجال ممن يلتمسون البركة ويبتهلون إلى الله للشفاء وقضاء حوائجهم.
*الحاجة ذكية "سيدة الزهد"
توجد ساحة الحاجة ذكية بالبحر الأحمر ضمن عدة ساحات بمقام الإمام المغربي أبو الحسن الشاذلي، الذي يقع على الطريق الصحراوي بين محافظتي أسوان والبحر الأحمر. والشيخة زكية عبد المطلب من مريدي الإمام الشاذلي وهي التي طلبت من محافظ البحر الأحمر تمهيد الطريق لتيسير وصول الناس للمقام وربط المكان بالعمران.
عاشت حياة التقوى والزهد، وبعد وفاتها أُقيمت ساحة للصلاة باسمها في المقام.
ويتحول المقام في شهر رمضان من كل عام إلى مزار سياحي حيث يقصده الصوفيين والدراويش وأحباب آل البيت والباحثين عن تحقيق مطالبهم.
ومن الطقوس اليومية لمريدي المقام في شهر رمضان، الصلاة والابتهال بالأدعية وقراءة القرآن الكريم حتى آذان المغرب، وبعد تناول الإفطار ينشدون وتقام حلقات ذكر بجميع الساحات.
*السيدة سكينة "بنت الحسين"
نشأت السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب في البيت النبوي في أحضان والدتها الرباب وأبيها الحسين فتشربت أخلاق الداعيات من بيت النبوة محتذية بقدوة النساء جدتها فاطمة الزهراء.
ويقع مسجدها بحي الخليفة بمحافظة القاهرة، ويرجع بنائه إلى عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا عام ١١٧٣ هجريا ثم جددته بعد ذلك وزارة الأوقاف في القرن الثالث عشر الهجري.
واختلف المؤرخون حول صحة وجود جسدها بالضريح المقام في مسجدها، فهناك من قال إنها توفيت في المدينة وهناك من قال إنها دفنت في القاهرة.
ويعد المسجد قبلة لمريدي آل البيت في مصر ويأتيه الزوار من دول أخرى أيضا.
*التماس البركة
وقالت عائشة شكر، باحثة فلكلورية، لأصوات مصرية، إن من سمات الشخصية المصرية حب أولياء الله الصالحين وإقامة موالد لهم وزيارة مساجدهم لالتماس البركة والشفاعة والتقرب من الله بالدعاء.
وحصلت عائشة شكر على درجة الدكتوراه في رسالة بعنوان (الاحتفالات الشعبية بموالد الأولياء والقديسين- دراسة فلكلورية في الشخصية المصرية) عام 2006.
وأضافت أن بحكم النوع تميل النساء لزيارة مساجد النساء لاسيما الصالحات اللاتي عرفن بالزهد والدعوة المستجابة، ويجدن الراحة في مساجدهن ويلتمسن قضاء الحوائج.
وأشارت إلى أن مسجد الشيخة صباح يعد من أكثر المساجد شهرة وازدحاما بالرواد في محافظة طنطا وتمتد شهرتها إلى المحافظات المجاورة.
أما مساجد السيدة فاطمة وسكينة وحورية فتصفهن بصاحبات "الحسب والنسب"، قائلة "كونهن من آل البيت يجعل مساجدهن عامرة بالزوار، ويعتقد الناس أن دعائهم يكون أكثر استجابة في رحاب مساجدهن".
وأشارت إلى وجود مقام يعرف بمقام الشيخة مريم في محافظة الدقهلية يقبل على زيارته النساء والفتيات الراغبات في الزواج، مضيفة "توجد شجرة بجوار مقامها ويعتقد أهل المنطقة أن من تعلق منديلها فوق الشجرة ستجاب دعوتها وتتزوج".
وأضافت أن قصة الشيخة مريم تعود إلى أيام الاستعمار الإنجليزي على مصر ويحكى أنها منعت هجومهم على بلدتها بأن سلطت عليهم مجموعة من الثعابين وهذا سر اعتقاد الناس في كراماتها.
وأشارت إلى أنها من خلال الدراسات والجولات التي قامت بها لإجراء الرسالة وجدت أن أغلب محافظة لا تخلو من مسجد لأحد الأولياء الصالحين من الرجال أو النساء، وقالت "كل ولي ورائه قصة كفاح ويعد نموذج إيجابي يحتذي به وتتبارك به الناس وتقبل على زيارة مسجده".