أحدث الأخبار
بعد تأهلها للأولمبياد قالت ريم قاسم، طالبة الهندسة المعمارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن تأهلها لبطولة ريو دي جانيرو يؤكد أن الرياضيين ليسوا فاشلين أكاديميا.
وتعد ريم قاسم أول امرأة مصرية وعربية تتأهل للمنافسة في فئة السباحة الحرة لمسافة 10 آلاف متر في دورة الألعاب الأوليمبية، التي تقام في الفترة من 5 إلى 21 أغسطس المقبل، وذلك بعد تأهلها في السباق التأهيلي للأولمبياد لمسافة 10 كم في ماراثون السباحة الذي أقيم بمدينة سيوتيبال البرتغالية في يونيو الماضي ومواجهتها- كأكبر منافسة من أفريقيا- لكبار السباحين العالميين.
وقالت ريم قاسم "حلم لكل رياضي أن يشارك في الألعاب الأوليمبية، وكان هذا دائما هدفاً بالنسبة لي"، وفق ما أورده بيان للجامعة الأمريكية اليوم الثلاثاء حصلت "أصوات مصرية" على نسخة منه اليوم الثلاثاء.
وعلقت ريم على السباق التأهيلي بالبرتغال قائلة "كنا 48 امرأة في هذا السباق وكانت كل واحدة منا تقاتل حتى آخر نفس لأنها تريد أن تذهب إلى دورة الألعاب الأوليمبية".
وأشارت إلى أن جزءا من هذا التحدي كان يتمثل في السباحة في المياه البرتغالية قائلة "السباحة في المحيط بالبرتغال ليست سهلة على الإطلاق، فالتيار هناك قوي حقاً، وهذا هو السبب وراء إقامة المسابقة بالبرتغال لوضعنا في أصعب بيئة ممكنة".
وأشارت قاسم إلى أن اجتياز الماراثون في المياه الحرة لا يعتمد على القدرة على التحمل فحسب، فالسباحة في المحيط أو البحر تجعل كل سباق يختلف عن غيره، قائلة "السباح عليه أن يتكيف مع التيار والأمواج ودرجة حرارة المياة".
وأضافت "في حمام السباحة أنت تعلم ما تنوي القيام به، وتقوم بالتدرب عليه وتستطيع ضبط السرعة وكل شيء آخر ثم تكرر كل ذلك في المسابقة، أما في السباحة الحرة فالأمر مختلف تماماً، فأنت تحاول باستمرار التكيف مع الظروف.. إذا كنت محظوظاً فإن الماء سيكون دافئاً، مثلما اعتدت عليه هنا في مصر".
ومارست ريم قاسم السباحة منذ عمر 4 سنوات، وشاركت بعد ذلك في مسابقات 800 و1500 متر بحمام السباحة حيث قامت بتحقيق الرقم القياسي المصري في المسابقتين.
وأشارت ريم قاسم إلى أن التدريب للمنافسة في حمام السباحة يحتاج إلى مجهود ومهارة قائلة إنها عندما بدأت تدريبات السباحة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة نصحها أحد مدربيها بتجربة مسابقات ماراثون السباحة.
وعندما اكتشفت ريم قاسم موهبتها في هذه الرياضة قررت أن تركز كل طاقتها على مسابقات الماراثون.
وتقوم ريم قاسم بالسباحة في حمام السباحة كل يوم وتسافر إلى الإسكندرية أو شرم الشيخ في نهاية كل أسبوع للسباحة في البحر.
ومع التدريب تسع مرات في الأسبوع تعتبر الحياة بالنسبة لقاسم كطالبة بالجامعة مليئة بالتحديات وخاصة كطالبة هندسة معمارية.
وتقول ريم إن تخصصها الدراسي صعب ويتطلب الكثير من العمل ولكنها تحاول بذل قصارى جهدها لتحقيق التوازن بين الدراسة والتدريب وهو ما نجحت فيه.
وأضافت أن "الناس لديها هذه الصورة النمطية أن الرياضيين فاشلون أكاديمياً ولكني أعلم إنني يمكن أن أفعل ذلك، واخترت هذا التخصص الدراسي لأني أريده حقاً".
وعرض على ريم قاسم منحة دراسية كاملة للسباحة في إحدى الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية ولكنها لم تذهب لأن المنحة كانت تشترط دراسة إدارة الأعمال بينما كانت ريم قاسم مهتمة بمجال الهندسة المعمارية.
وتصف ريم قاسم الهندسة المعمارية بأنها مجال إبداعي حيث يمكنها من التعبير عن أفكارها وأضافت أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة أعطتها هذه الفرصة مع الاستمرار في التدريب على السباحة.
وأشارت ريم قاسم إلى قيمة البقاء على مقربة من أسرتها وأصدقائها وزملاء السباحة ومدربتها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لويز بيرتني.
وريم قاسم عضو بفريق السباحة بالجامعة الأمريكية وساعدت الفريق على الحصول على المركز الثاني في بطولة الجامعات الثالثة والأربعين.
وتتدرب ريم قاسم بجد واجتهاد استعدادا لدورة الألعاب الأوليمبية ريو 2016 لعلمها أنها ستواجه أكبر تحد في حياتها، قائلة "أعلم أن الأمر سيكون صعباً في ريو وذلك لاشتراك أفضل عشر سباحات في العالم في البطولة، وهو ما لم يكن في البرتغال".
وأضافت أن "السباق في ريو سيكون أكثر سرعة وأكثر صعوبة ولهذا أبذل قصارى جهدي في التدريب وأقوم برفع سقف توقعاتي لمواكبة الرياضيين الذين أراهم على شاشة التليفزيون."
وتعتبر ريم قاسم نموذجاً تقتدي به المرأة العربية الشابة وتقول "أنا متحمسة لوضع معايير جديدة لمسابقات ماراثون السباحة لجميع العرب وجعلهم فخورين".