أحدث الأخبار
بتسلمها رئاسة الحكومة أمس الأربعاء، انضمت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا إلى قائمة قصيرة من النساء اللائي يرأسن دولا على مستوى العالم في الوقت الراهن، والتي تخلو -القائمة- من أي امرأة مصرية.
*امرأة حديدية جديدة لبريطانيا
وتعد تيريزا ماي (59 عاما) ثاني سيدة تتولى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا بعد مارجريت تاتشر، التي لقبت بالمرأة الحديدية؛ لإنقاذها الاقتصاد البريطاني من فترة كساد، وبدورها ماي تقابل تحدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما أعقبه من هبوط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 30 عاما.
وتسلمت تيريزا ماي، التي تولت منصب وزيرة الداخلية منذ عام 2010 ولمدة ست سنوات، رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لديفيد كاميرون الذي تقدم باستقالته لاعتراضه على قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبعد الانسحاب المفاجىء لمنافستها الوحيدة "أندريا ليدسوم" وزيرة الطاقة.
وأيدت رئيسة الوزراء البريطانية البقاء في الاتحاد الأوروبي لكنها قالت إن نتائج الاستفتاء يجب أن تحترم إذا كانت النتيجة لصالح راغبي الخروج.
وتعهدت بالعمل على بناء مستقبل أفضل لبريطانيا وعدم اللجوء إلى موازنة طارئة لتغطية نفقات وخسائر قد تترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد.
وعرفت تيريزا ماي بأناقتها وذوقها المتميز في اختيار لباسها، كما عرفت بمواقفها السياسية القوية منذ انتخابها كنائبة عن حزب المحافظين عام 1997.
*نساء على رأس الدول والحكومات
ونجح عدد من النساء في الوصول لمنصب رئيسة الدولة أو رئيسة الحكومة وعلى رأسهن باك غن الرئيسة المنتخبة لكوريا الجنوبية، والتي باشرت عملها عام 2013 وتستمر مدة رئاستها خمس سنوات، وهي السيدة الأولى التي تصل لهذا المنصب في دولتها.
وتعد إليزابيث الثانية هي الملكة الدستورية لستة عشر دولة من مجموع ثلاثة وخمسين من دول الكومنولث التي ترأسها، وهي (بريطانيا، استراليا، كندا، نيوزيلندا، أنتيجوا وباربودا، بابوا غينيا الجديدة، باربادوس، بليز،البهاما، توفالو،جامايكا، جرينادا، سانت كيتس ونيفيس، سانت فنسنت والجرينادين، جزر سليمان، سانت لوسيا).
كما ترأس الملكة إليزابيث الثانية كنيسة إنجلترا، وهي أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش بعد تخطيها فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدتها الملكة فيكتُوريا البلاد، حيث تسلمت السطلة منذ عام 1952.
وتتعاون سيدتان على حكم سانت لوسيا، فهي إحدى الدول التابعة لحكم الملكة إليزايبث الثانية، كما تتولى فيها بيرليت لويزي منصب الحاكم العام أو ممثل الملكة وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، وتولته منذ عام 1997.
وصعدت على عرش الدنمرك الملكة مارغريت الثانية عقب وفاة والدها الملك فريدريك التاسع عام 1972.
وتولت السياسية ديلما روسيف منصب رئيسة البرازيل منذ عام 2011، وكانت السيدة الأولى التي تصل للمنصب إلا أنها عزلت من منصبها بتهمة التلاعب في حسابات الحكومة، بهدف إخفاء العجز المتزايد، في مايو 2016 وإلى الآن لم يتم اختيار رئيس جديد للبرازيل.
أما النساء اللائي وصلن إلى منصب رئيس الحكومة ففي مقدمتهن أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، والشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش.
*في مصر أعلى منصب لامرأة.. وزيرة
وفي مصر كان أعلى منصب وصلت له سيدة هو وزيرة، ولا يتجاوز عدد الوزيرات في الحكومة الحالية 4 وزيرات من إجمالي 35 وزارة، بما يمثل نسبة 11.4%، وهن د.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، ود.سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، ود.نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار.
ولم تقترب المرأة من قبل من منصب رئيس الحكومة، أما رأس الدولة فكانت هناك محاولة نسائية واحدة للترشح لانتخابات الرئاسة، من جانب الإعلامية بثينة كامل في انتخابات عام 2011 لكنها لم تتمكن من استيفاء باقي الأوراق اللازمة للترشح وبذلك لم تصبح مرشحة للرئاسة المصرية.
واحتلت مصر المركز 101 من مجموع 142 دولة في مؤشر تولي الوظائف القيادية للنساء وفق تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2015.
وعلى مستوى التمكين السياسي للمرأة، تراجعت مصر من المركز 134 عام 2014 إلى المركز 136 من بين 142 دولة على مستوى العالم، لكن من المتوقع أن يشهد عام 2016 تحسنا في هذا المؤشر بعد نتيجة الانتخابات البرلمانية لعام 2015 والتي أفرزت عن وجود 89 نائبة بالبرلمان.
*الدستور يسمح والعقلية الذكورية تمنع
وقالت عزة كامل مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية "أكت"، لأصوات مصرية، إنه لا يوجد مانع دستوري أو قانوني لتولي النساء في مصر منصب رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية، لكن المجتمع والفكر الذكوري السائد هو ما يمنع.
وأضافت:"ما زال يُنظر للمرأة على أنها في مرتبة أدنى، ولا يزال وصولها لمنصب رأس الدولة بعيد المنال".
وأشارت إلى أن المرأة لا تحصل على فرصتها مثلها مثل الرجل لاختبار قدرتها على القيادة، قائلة:"المرأة تُحصر في وزارات بعينها، فلم يحدث أن تولت امرأة وزارة كالداخلية أو الدفاع أو حتى التعليم، ورغم إخفاق كثير من الرجال في هذه المناصب إلا أن المرأة لم تحصل على فرصة مثلهم لاختبار قدرتها على النجاح أو الفشل".
وقالت عزة كامل إن نجاح البرلمانيات في تحقيق إنجازات ملموسة سيصب في صالح المرأة وربما حينها "تتغير نظرة المجتمع إلى سقف قدراتها".