أحدث الأخبار
بينما أثار قرار البريطانيين الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مخاوف حول مستقبل تجارتهم مع مصر، فإن تلك المخاوف لم تطل استثمارات المملكة المتحدة، التي تعد من أكبر المستثمرين في مصر.
وقال حسين شكري، عضو مجلس الأعمال المصري البريطاني، لأصوات مصرية، إنه "لاشك أن الاقتصاد البريطاني سيتأثر سلبا من قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقد يدخل في دورة من الكساد وتراجع معدلات النمو، لكن لا أعتقد أن الاستثمارات البريطانية في مصر ستتأثر بذلك".
ووافق البريطانيون يوم الخميس الماضي على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، في قرار تاريخي ضرب الأسواق المالية العالمية، وهوى على إثره الجنيه الاسترليني 10% أمام الدولار وهو مستوى لم يسجله منذ نحو 31 عاما.
ووصل حجم الاستثمارات البريطانية في مصر نحو 5.4 مليار دولار بنهاية شهر أبريل 2016، وفقا لبيانات حصلت عليها أصوات مصرية من الهيئة العامة للاستثمار.
وقال شكري إن "الشركات البريطانية التي تعمل في مصر شركات كبيرة لديها قدرات تكنولوجية متقدمة وتعمل في العالم كله، ولا أعتقد انها ستتأثر.. الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يعني أن تتوقف الشركات عن العمل".
وهو ما اتفق عليه مهاب جزارين، رئيس شركة فارما أوفرسيز وعضو مجلس الأعمال المصري البريطاني، قائلا "من المبكر جدا أن نحدد مدى تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على استثمارات شركاتها في مصر".
وكان مصدرون مصريون أبدوا قلقهم من إمكانية وقف تطبيق اتفاقية الشراكة الأوروبية على صادراتهم إلى بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، والتي تمنحهم ميزة التصدير بدون جمارك.
وسجلت قيمة الصادرات المصرية إلى بريطانيا، وهي ثالث أكبر شريك تجاري لمصر بعد الصين وإيطاليا، نحو 777.4 مليون دولار خلال العام الماضي، بينما بلغت وارداتها نحو 1.3 مليار دولار.
وأضاف جزارين أنه لا يعتقد أن الشركات البريطانية ستتأثر خاصة أنها تعمل في قطاعات نشطة ومهمة في مصر، "الشركات البريطانية تعمل في مجالات البترول والاتصالات والبنوك وهي مجالات نشطة جدا وتحقق نتائج جيدة".
ووفقا لبيانات هيئة الاستثمار، تتركز الاستثمارات البريطانية بشكل أساسي في قطاعات الصناعة بنحو 2.6 مليار دولار، والخدمات 815.8 مليون دولار، والإنشاءات 628 مليون دولار، والتمويل 459 مليون دولار، والسياحة 458.9 مليون دولار، والزراعة 305.9 مليون دولار، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 92.3 مليون دولار.
ومن أشهر الشركات البريطانية العاملة في مصر فودافون وبريتش بتروليم وبريتش جاز وبنك إتش إس بي سي، وبنك باركليز.
وقال جزارين إن التأثير السلبي الذي شهدته بريطانيا خلال الأيام الماضية عقب إعلان نتيجة الاستفتاء هو "تأثير وقتي ولن يستمر طويلا، في كل الأحوال نحن نتحدث عن بريطانيا وهي دولة كبيرة اقتصاديا".
وأشار شكري إلى أن الخوف الحقيقي مما جري هو تأثر اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي "لكن كل هذا لن يظهر بشكل واضح قبل الإعلان عن تفاصيل عملية الخروج والصيغة الجديدة التي ستربط بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي".
وقال بنك استثمار فاروس في مذكرة بحثية صدرت، منذ يومين، إن ما بين 40 إلى 50% من الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر يأتي من الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن معظم استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر بقطاعي البترول والغاز وأنها من المتوقع أن تستمر في التدفق.