أحدث الأخبار
نجا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من مصير الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عقب فشل محاولة قطاع من الجيش التركي الانقلاب على حكمه.
وقتل أكثر من 90 شخصا وأصيب المئات مساء الجمعة، فيما ألقي القبض على 1563 عسكريا في تركيا بعد محاولة انقلاب قامت بها عناصر من الجيش، لكنها فشلت بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس رجب طيب إردوغان للنزول إلى الشوارع للتعبير عن تأييدهم له.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير نشر على موقعها اليوم السبت، إنه عندما أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي قبل ثلاث سنوات، دعمت الحشود الكبيرة في الشوارع -ومعظم المعارضة الليبرالية- الجيش بحماس. ووصفت الصحيفة سقوط مرسي بأنه كان "قاس وسريع".
وعزل الجيش الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، عقب احتجاجات حاشدة على حكمه للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وانتخب عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش أثناء حكم مرسي، رئيساً للبلاد عقب عام من الإطاحة به.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حليف مرسي الإسلامي المخلص، كان قلقاً منذ الإطاحة بمرسي من أن يحاول الجيش التركي القيام بأمر مماثل.
وتابعت لكن عندما بدأت محاولة الانقلاب ليل الجمعة في إسطنبول وأنقرة كان رد الفعل مختلفاً بشكل صارخ. فقد ملأ المحتجون على الانقلاب العسكري الشوارع في تحد لحظر التجول الذي أعلن، كما أدانت كل الأحزاب المعارضة الانقلاب وطالبت باستمرار الحكومة الديمقراطية.
وقالت الصحيفة إنه في نهاية اليوم كانت هذه المعارضة الشعبية الساحقة للانقلاب، والتي عظمتها وسائل التواصل الاجتماعي، هي ما قضى على محاولة يوم الجمعة لإسقاط إردوغان. وأضافت "الأتراك العاديون اكتشفوا أنه بكل عيوبه وميوله السلطوية فإن إردوغان المنتخب كرئيس في انتخابات ديمقراطية منذ أقل من عامين، أفضل من ديكتاتورية عسكرية غير خاضعة للمساءلة من المرجح أن تلحق المزيد من الضرر بالحريات".
وأضافت الصحيفة "في النهاية هذا هو ما حدث في مصر، حيث قام قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي، عقب حملته المتشددة على أنصار مرسي من جماعة الإخوان المسلمين، بملاحقة الجماعات الليبرالية التي دعمت في البداية استيلائه على الحكم".
وبحسب الصحيفة فإردوغان الذي رفض الاعتراف بشرعية السيسي كرئيس منذ ذلك الحين، دأب على تذكير مواطنيه أن مصر منذ تولي السيسي الحكم أكثر قمعا من البلد التي كانت عليها قبل بداية ثورات الربيع العربي في 2011.
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل مرسي، وهو الأمر الذي وصفته تركيا بـ"الانقلاب على الشرعية"، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. ودأب الرئيس التركي على توجيه انتقادات لاذعة لإدارة السيسي.
وقالت مصر شهر يونيو الماضي إن عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة مرهون باعتراف تركيا "بشرعية إرادة الشعب المصري ممثلة في ثورة 30 يونيو".
وقالت الصحيفة إن أوجه التشابه بين الحالتين كانت في كثير من الأذهان مساء الجمعة. المتظاهرون الذين خرجوا إلى شوارع إسطنبول كثيرا ما رفعوا أيديهم بشعار رابعة -وهو رمز المقاومة ضد السيسي الذي يشير إلى فض اعتصام مؤيدي جماعة الإخوان في أغسطس 2013 بمدان رابعة العدوية وما أسفر عنه من مقتل المئات- وهذا الرمز مألوف لمعظم الأتراك.
وأضافت أن إردوغان على عكس مرسي له إنجازات ملموسة.
وقالت الصحيفة إن السؤال الكبير الآن هو "كيف سيتحول شكل العلاقة بين إردوغان والمعارضة السياسية في البلاد، التي أيدته في ساعة الضيق؟"
وأضافت حتى الآن، كان على رأس أولويات إردوغان تحقيق تغييرات دستورية من شأنها تهميش المعارضة وتوسيع سلطاته التنفيذية كرئيس إلى مستويات شبه ديكتاتورية، وهي خطة تفتقر إلى الأغلبية البرلمانية اللازمة.
وقالت مع صورته الجديدة كمنقذ للنظام الدستوري في تركيا، فقد يميل إردوغان إلى اغتنام الزخم للدفع بهذه الخطط، أو أنه قد يلجأ إلى استخدام هذه المناسبة لبناء جسور مع خصومه السياسيين. وأضافت لم يعط إردوغان بعد مؤشرا على المسار الذي سيختاره.
وكان أحد العوامل التي أدت إلى الإطاحة بمرسي هو رفضه لطلب المعارضين وقطاع عريض من الشعب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد إخفاقه بعد عام من توليه الرئاسة في الوفاء بتعهداته، كما انتقده البعض لما اعتبروه سعياً منه ومن جماعة الإخوان المسلمين -التي ينتمي لها- للإنفراد بالحكم الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات حاشدة ضده.