تمثل البنات الأغلبية الساحقة من رواد أول مدرسة لتعليم الباليه في محافظة المنيا والتي أسست منذ عام في تحد للخطوط الحمراء التي يشهرها الصعيد في وجه فتياته ونسائه.

وتشكل الفتيات نسبة 99.3% من طلاب مدرسة الباليه التي أسسها مركز "ألوانات" الثقافي، بحسب ماركو عادل مؤسس المركز، الذي قال لأصوات مصرية:"عندنا 149 طالبة وطالب واحد بس، وأغلب الولاد بيشتركوا في رياضات الجمباز والكيك بوكس وبيعتبروا أن الباليه للبنات بس".

ويأمل عادل أن يزداد الوعي بمرور الوقت و"الناس تفهم أن الباليه فن للولد وللبنت".

وتأسس مركز "ألوانات الثقافي" عام 2014 بمحافظة المنيا، ويوفر مساحة لتعليم الفنون بمختلف أنواعها، فيما تأسست مدرسة البالية في يونيو 2015.

ولم يكن قبول مجتمع الصعيد بوجود مدرسة لتعليم الباليه بالأمر السهل، وقال ماركو عادل:"قابلنا رفض وتهديدات عشان نقفل المدرسة ومازال في ناس كتير مش متقبلة الفكرة وشايفين أن الباليه ده عري ومينفعش في مجتمع صعيدي".

وأضاف" لكن في المقابل كان في ناس متقبلة وفاهمة أنه فن راقي، وحلمهم أن ولادهم يتعلموا الباليه ويقدموا عروض قدام الناس وغالبا بيكونوا من سكان المدن على عكس كتير من سكان القرى".

ولا تزال فتيات ونساء بالصعيد يعانين من عادات وتقاليد تفرضها طبيعة المجتمع الذكوري مثل الزواج المبكر والختان والحرمان من التعليم والعمل والحرمان من الإرث.

وتستقبل مدرسة الباليه الأطفال من عمر 4 سنوات حتى 18 عاما، وتتضمن فترة الدراسة 9 مستويات، ولم تنته حتى الآن أول دفعة من اجتياز المستويات التأسيسية.

وقال مؤسس مركز "ألوانات":"بعض الطلاب اجتازوا المستوى الرابع ولسه قدامهم 5 مستويات وبعد مرحلة التأسيس هيبدأوا يدربوا على تقديم عروض قدام الجمهور لأول مرة وحاليا بنستقبل الدفعة التالتة من الطلاب".

وأشار إلى تحد أخر يقابلهم يتعلق بالتمويل كون المدرسة مستقلة ويلتحق بها الطلاب مقابل اشتراك شهري رمزي، قائلا:"هدفنا نشر الفنون والثقافة بالأساس عشان كده عملنا اشتراك رمزي عشان نقدر نضم أكبر عدد من الطلاب اللي نفسهم يتعلموا".

 وأضاف:"وبنحاول نتغلب على مشكلة التمويل بتنظيم أنشطة مختلفة وتكييف نفسنا على الإمكانيات الموجودة".  

ووفقا لبيانات خريطة الفقر التي أعلن عنها الصندوق الاجتماعي للتنمية في عام 2014 فإن نسبة الفقر في مصر تتركز بشكل أكبر في محافظات الصعيد.

فمن أصل 10 محافظات هي الأفقر في مصر، تنتمي 9 منها للوجه القبلي، وفقا لبيانات الخريطة.