أحدث الأخبار
نجحت الطالبة "رندا منير" في جذب اهتمام رواد فيس بوك بصور مشروع تخرجها التي نشرتها عبر حسابها، وقارن كثيرون بين ما نحتته يد الفنانة الصغيرة وبين ما وصفوه بـ"المسخ" و"التماثيل المشوهة"، التي انتشرت مؤخرا في عدد من الميادين.
وقالت رندا منير، طالبة كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، لأصوات مصرية، إنها سعيدة بالاحتفاء والتشجيع الذي قابلته من رواد فيس بوك ومحبطة من تجاهل المسؤولين لمشروعها.
ونشرت رندا صور لثلاثة تماثيل تجسد طفلين وامرأة عجوز تنطق وجوههم بالبهجة، نحتتهم من أجل مشروع تخرجها الذي منحته عنوان "كن طفلا"، وحظيت الصور بإعجاب نحو 10 آلاف شخص منذ نشرها قبل خمسة أيام.
كما قام نحو ألفي شخص بمشاركة (share) صور مشروعها على صفحاتهم، مبديين إعجابهم الشديد بموهبة "فنانة المستقبل".
وأضافت رانيا:"الفن للناس وأنا مبسوطة إنه عجبهم لكن مشفتش أي اهتمام من المسؤولين، ومحدش طلب أنه يستغل الشغل ده بأنه يتحط في متحف أو ميدان"، وأنهت كلامها بنبرة إحباط "لا حياة لمن تنادي".
وعادت البهجة لتتسلل إلى صوتها وهي تحكي عن كواليس مشروع تخرجها قائلة:"اخترت فكرة تعبر عن شخصيتي، أنا بحب الأطفال وبحب العفوية والمرح اللي بيتميزوا به ونفسي أشوف كل الناس بتبتسم وتضحك وأكون سبب في ده".
وأشارت إلى أن التماثيل الثلاثة أخذت منها شهر ونصف في نحتها من الطين الأسواني، معبرة عن سعادتها بحصولها على تقدير امتياز في مشروع التخرج.
وعن تمثال الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قام بنحته الطالب حسام مصطفى أحد زملائها في الكلية، قالت رندا:"ده مكنش مشروع تخرجه لكن مشروع عادي اطلب مننا كلنا إننا نعمله بهدف اختبار المهارة مش أكتر وملهوش هدف سياسي".
وأضافت:"كل فترة بيطلب مننا ننحت تمثال لشخصية مشهورة والاختيار المرة دي كان للرئيس السيسي".
وتطمح رندا منير بعد أن تخرجت من كلية الفنون الجميلة أن تستمر في مجال النحت وتحقق فيه شهرة واسعة، قائلة:"بحلم أكون زي النحاتة الإنجليزية باربارا هيبورث اللي قدرت تحقق شهرة عالمية ويكون لها أسلوبها الخاص ومدرستها في النحت وهي نموذج ملهم بالنسبة لي خاصة لإنها ست وتفوقت على رجالة كتير في مجال النحت".
وأضافت:"ونفسي ألاقي مكان يستغل الموهبة اللي عندي وأشوف الشغل الحلو في كل مكان حتى لو مش أنا اللي عملاه عشان الناس تمتع عينها بالجمال".
وعلقت رندا على التماثيل التي أثارت سخرية رواد فيس بوك في الفترة الماضية بعد وضعها بعدد من الميادين قائلة:"السبب هو عدم اهتمام المسؤولين وإنهم بيطلبوا الحاجة من حد غير متخصص ومش فاهم يعني إية نحت وفن".
وأضافت:"لو قالوا عاوزين حد يعمل حاجة هيلاقوا فنانين كتير في كليات فنون جميلة في كل مصر لو هم عاوزين بجد يجملوا الشوارع والميادين".
ومن التماثيل التي أثارت السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي ومطلع العام الجاري، تمثال "نفرتيتي" الملكة الفرعونية التي عرفت بكونها رمزا للجمال الأنثوي، والذي وضع بمدخل مدينة سمالوط بالمنيا في شهر يوليو 2015.
وطالت السخرية والانتقادات تمثال عروس البحر الذي ظهر في مدينة سفاجا في نوفمبر الماضي، والشكل الجديد الذي خرج به تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الموجود بميدان باب الشعرية بعد ترميمه ودهنه باللونين البني والذهبي.
وجاءت تعليقات رواد فيس بوك على مشروع تخرج الطالبة رندا منير لتعيد للأذهان تلك النماذج غير الموفقة فكتب محمود عبد الحكيم:"لما المنيا مليانة نحاتين شباب بالروعة دي، ليه بيفاجأوا العالم كله بالتماثيل اللي فضحت مصر".
وكتبت سها سنباوي:"مشروع تخرج لبنت صغيرة ..ياريت تشجعوها بدل المسخ اللي حطوها في ميادين مصر".
فيما كتب محمد عبد الدايم :"الفنانة دي تعيد التفاؤل بخصوص مستقبل فن النحت في مصر".
واشتهرت مصر بتفوقها في فن النحت منذ عصر الفراعنة وصولا للعصر الحديث ومن أشهر رواد فن النحت المصريين محمود مختار وجمال السجيني وأحمد عبد الوهاب وآدم حنين.