من مصر إلى فرنسا.. المرأة المضطهدة بين "البكيني" و"البوركيني"

الخميس 18-08-2016 PM 04:37

امرأة مسلمة ترتدي البوركيني بينما تسبح في شاطئ في مارسيليا بفرنسا - صورة من رويترز

بين حظر فرنسا "البوركيني" من شواطئها بموجب القانون، ومنع كثير من نساء المجتمعات العربية من ارتداء "البكيني" بسلطة العادات والتقاليد.. تعاني المرأة من الاضطهاد في الشرق والغرب.

* "كان" الفرنسية تبادر بالحظر

بادرت مدينة كان الفرنسية بحظر ارتداء "البوركيني" (لباس البحر الذي يغطي جسد المرأة بالكامل) في الشواطىء العامة، وتبعها أكثر من بلدة فرنسية مثل فيلينوف لوبيه، وسيسكو.

وصدر حكم قضائي يؤيد ذلك القرار في 13 أغسطس الماضي، وبدأ تنفيذه على أرض الواقع وتغريم عدد من السيدات 38 يورو بسبب ارتدائهن للبوركيني على الشواطىء الفرنسية.

وآثار القرار جدلا عالميا وغضبا في صفوف نساء مسلمات، عبرن لوسائل الإعلام عن رفضهن التعدي على حريتهن الشخصية والمساس بمعتقداتهن الدينية.

وبرر عمدة "كان" ديفيد ليسنارد قراره بأن "البوركيني يشبه الزي الموحد، وهو رمز للتطرف الإسلامي".

وتعرضت مدينة نيس الفرنسية لهجوم مؤخرا نفذه مسلم فرنسي من أصل تونسي، دهس حشدا من الأشخاص بشاحنة خلال الاحتفالات بالعيد الوطني لفرنسا في يوليو الماضي، وأسفر الهجوم عن قتل نحو 80 شخصا وإصابة 18 آخرون بجروج خطيرة.

* إيطاليا ترفض أن تحذو حذو فرنسا

في حين أعلن وزير الداخلية الإيطالي انجيلينو الفانو أن إيطاليا لن تحذو حذو فرنسا في حظر "البوركيني" على الشواطىء العامة، لكنها تعتزم تنظيم عمل الأئمة والمساجد.

وقال الوزير الإيطالي -في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أمس الأربعاء- إن القيود التي تفرضها فرنسا على النزول إلى الشاطئ بلباس البحر الإسلامي غير بناءة لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.

* عادات وتقاليد الشرق تمنع "البكيني"

وفي المقابل، تلزم عادات وتقاليد المجتمعات العربية -وفي مقدمتها مصر- كثيرا من النساء بارتداء "البوركيني" أو ما يعرف بـ"المايوه الشرعي" تجنبا للتحرش والمضايقات، حيث تعرضت 99% من النساء في مصر لنوع من التحرش، وفق دراسة أصدرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2013.

ويفرض الدين الإسلامي على المرأة ارتداء زي يغطي كامل الجسد فيما عدا الوجه والكفين، إلا أنه لا يوجد ما يمنع المرأة المسلمة أن ترتدي "البكيني" في الشواطىء الخاصة، ورغم ذلك تقيد المجتمعات المتحفظة حقوق النساء المسلمات وغير المسلمات في ارتداء "البكيني" في الشواطىء العامة، ولا يوجد في أغلب هذه المجتمعات شواطىء غير مختلطة خاصة بالنساء فقط.

وقالت داليا عبد الحميد، مسؤول ملف النوع الاجتماعي وحقوق النساء بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن مثل هذه القرارات تقوض حرية النساء وتحرمهن من حقوقهن في اختيار ملابسهن، سواء كانت صادرة من الدولة أو مفروضة عليهن بحكم المجتمع.

وأضافت، في تصريحات لأصوات مصرية، "ينظر للنساء في المجتمعات العربية والغربية دوما باعتبارهن حماة الهوية الوطنية للدولة سواء كانت علمانية أو إسلامية وهو ما ينتهك حقوقهن في الاختيار".

ووصفت داليا عبد الحميد قرار فرنسا بأنه "محزن"، قائلة "من المؤسف أن نرى انتهاك حقوق المرأة يحدث هنا وفي الدول الأخرى".

* تمييز عالمي ضد النساء

ووصف محمد عبد العزيز، مدير مؤسسة الحقانية للحقوق والحريات، قرار حظر "البوركيني" بأنه انتهاك لمبدأ الحرية الشخصية الذي تنص عليه كل الدساتير في العالم، قائلا "من حق كل شخص أنه يلبس اللي هو عاوزه سواء بكيني أو بوركيني".

وقال إن الصراع بين "البكيني" و"البوركيني" يعبر عن اختلاف الثقافات بين المجتمعات العربية والغربية، وتشابه التمييز ضد المرأة في العالم كله.

تعليقات الفيسبوك