أحدث الأخبار
على عكس كثير من الأمهات اللاتي تسحبهن دوامة الأمومة ومتطلباتها التي لا تنتهي.. كانت تجربة مي -كأم لثلاثة أطفال- هي بداية طريقها إلى عالم الإبداع والمحفز الأكبر لها على الكتابة.
وأصدرت الكاتبة مي أشرف أول أعمالها "اللي خلف مانمش" عام 2012 بعد خمس سنوات من تجربتها كأم، ثم نشرت رواية "خزامى" مطلع العام الجاري، وتعمل حاليا على مشروع رواية جديدة.
وقالت الكاتبة مي أشرف، لأصوات مصرية، "الأمومة فتحت لي باب تجربة جديدة مكنتش متخيلة إنها بالثراء ده، وخلتني أرجع تاني لهواية طفولتي الكتابة بعد ما كنت توقفت عنها بعد الزواج".
وأضافت "تصرفاتي كأم وتصرفات أولادي شكلت عندي فلسفة جديدة للحياة، وبدأت أكتب زي يوميات على فيس بوك وكانت بتلقى استحسان ناس كتيرة وزوجي شجعني على جمعها في كتاب".
ورصدت مي أشرف خلال كتابها الأول "اللي خلف مانمش" مواقف عايشتها كأم لثلاثة أطفال (جانا وجود وأدهم) بطريقة يغلب عليها السخرية، وتقول "قصدت من العنوان مش بس النوم الجسدي لكن إن الأم طول الوقت بتكون قلقانة ومحور تفكيرها منصب على الأولاد".
وأضافت "الكتاب مش عبارة عن نصائح للأمهات إزاي يربوا أطفالهم، لكن بقول من خلاله لكل أم انها تنظر بعمق لتجربتها الشخصية لأننا مهما تشابهت ظروف أمومتنا وأطفالنا لكن في النهاية احنا مختلفين فمحدش هيقدر يقولك تعملي ايه".
لم تقتصر تجربة مي في الكتابة على عالم الأمومة، وإنما جاءت تجربتها الثانية في رواية "خزامى" مختلفة تماما عن كتابها الأول، وهي رواية فلسفية تغوص في أعماق النفس البشرية.
وتدور أحداثها في إطار زمني يبدأ من ثمانينيات القرن العشرين حتى العقد الرابع من القرن الحالي، في استشراف لشكل الحياة بعد ما يقرب من 20 سنة في المستقبل.
وتقول مي: "تجربة الأمومة أعادت لي الإلهام لكن لم يتوقف الأمر عند الكتابة عن الأمومة وتحررت سريعا من هذا القالب".
وكان لتجربة الأمومة تأثير آخر على حياة مي التي تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 2001 وعملت مديرة إدارة الدراسات الاقتصادية بوزارة الاتصالات قبل أن تحصل على إجازة رعاية طفل ممتدة منذ عامين.
وتقول مي "من فترة حسيت اني مش مبسوطة في شغلي واني مجرد آلة ومش لاقية نفسي فتوقفت لإعادة البحث عن نفسي، ومن الاكتشافات اللي اكتشفتها حبي للرسم وبدأت اتعلمه وأشارك في معارض بلوحاتي".
أفضل وقت لمي لممارسة هواية الرسم أو الكتابة هو نوم أطفالها أو ذهابهم إلى المدرسة، وتقول "أي ست حياتها بتتغير بعد الزواج والأمومة، لكن لازم متسبش نفسها تتشفط في دوامة الأمومة وشخصيتها تتلاشى لازم تعمل تخصص وقت لنفسها تعمل فيه أي حاجة بتحبها".
وأضافت "الأمومة قوة مغناطيسية رهيبة ومجهود فظيع، لكن مينفعش الأم تخليها تلغي شخصيتها التانية كزوجة وامرأة وإنسانة لأنها بعد سنيين طويلة لما الأولاد يكبروا هتحس بوحدة شديدة وانها أهدرت حياتها ومكنتش بتعمل أي حاجة غير انها أم".
وقالت إن الأعباء المفروضة على الأم تستلزم تفعيل بنود قانون العمل التي تجعلها توازن بين دورها في العمل ودورها في المنزل.
وأضافت "أغلب أماكن العمل مش موفرة لنا حضانة والحضانات الخاصة غالية جدا، ومفيش مدير بيراعي ظروف الأم العاملة بالعكس بيفضلوا ملاحقينك بالتليفونات بعد وقت الشغل وبشكل عام أسلوب التعامل مع الست في العمل مجحف لطبيعتها ولأدوارها الآخرى".
وتشير إلى أن النظام المؤسسي غير المتوافق مع احتياجات الأمومة يجبر كثير من السيدات على ترك العمل بعد الإنجاب، متسائلة "لما يبقى مطلوب من الأم انها تربي وتذاكر للأولاد وتوديهم التمارين، بعد ده كله هيبقى فيها دماغ إزاي تعمل أي حاجة لنفسها؟".