أحدث الأخبار
قررن توثيق تجاربهن كأمهات والكتابة عن أطفالهن، من خلال ديوان شعر حمل عنوان "ديوان الأمومة" الذي صدر منذ أيام عن دار ميريت للنشر لعدد من الشاعرات من عدة دول عربية.
ويعد "ديوان الأمومة" أول ديوان يصدر في مصر عن تجربة الأمومة، إلا أن التجربة في حد ذاتها ليست جديدة فهي موجودة في أمريكا وأوروبا.
ويضم الديوان نصوص وشهادات لشاعرات من مصر وفلسطين وسوريا وليبيا والعراق.
وقالت الشاعرة رنا التونسي، صاحبة فكرة إطلاق الديوان، "فكرت في ديوان عن الأمومة عشان كنت عاوزة أكون صريحة مع ابني، وأقوله إني بكبر زيه وبتعلم".
وأضافت "أكتر شعور إنساني جربته كان الأمومة فحبيت أعرف الشاعرات الأخريات حسوا بده إزاي؟"، موضحة أن "الأمومة مش معناها الأم الأيقونة بس، لكن الأمومة بالنسبة لي رحلة أنا وابني ماشيين فيها سوا".
وأشارت رنا التونسي إلى أنها جمعت نصوص الكتاب والشهادات على مدار ست أشهر تقريبا.
* "كتاب الألعاب"
ولم تكن التجربة الأولى لرنا التونسي في الكتابة عن ابنها، فقد صدر لها منذ عامان ديوان "كتاب الألعاب" صادر عن دار شرقيات، خصصت نصفه الأول للكتابة عن طفلها في كتابة شعرية جديدة لتجربة الأمومة.
وترى أن كل تجربة لكل كاتبة شاركت في ديوان الأمومة مختلفة وغير متوقعة وشديدة الخصوصية، ولكن هناك خيطا يجمع بين كل التجارب.
وشارك في "ديوان الأمومة" مرام المصري، وهدى حسين، وسمر دياب ومنال الشيخ، وجاكلين سلام، ورنيم ضاهر، وسميرة البوزيدي، ومايا أبو الحيات، ورجاء غانم، وعزة حسين، وهدى عمران، ومروة أبو ضيف، وسها السباعي، وسارة عابدين، وسهى زكي، وأميمة عبد الشافي، ورنا التونسي.
"تسعة أشهر والحياة تبرعم في الأحشاء
كما تبرعم قصيدة في الخيال
تسعة أشعر وجسد ينمو في جسد
تسعة أشهر والإنتظار يحبك الأمل" .. من نص مرام المصري بديوان الأمومة.
* الكتابة بعد الأمومة
وتقول الشاعرة عزة حسين "في الحقيقة لم أكن أتحمس لمثل تلك التجارب، وكثيرًا ما اعتبرتها إفلاسًا، واحتيال على الكتابة الإبداعية، لكن الأمر اختلف كثيرًا بعدما صرت أمًّا صار لدي ما أقوله حول تلك التجربة".
وعن فكرة شراكة أخريات في نفس التجربة، رأت عزة أن هذه الشراكة شجعتها على الكتابة، قائلة "كنت سأخجل أن أكتب لولا شعوري بشراكة العديد من المبدعات من أماكن متفرقة من العالم".
وتوضح أن "الأمومة إرث ثقيل جداً، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأم الكاتبة أو المبدعة المنقسمة بين إشكالياتها وذاتها، وبين هذا الصغير الذي يعادل ظهوره محوًا بشكل ما لهذه الذات".
وترى عزة حسين أن أي كاتبة فجأة تكتشف تلاشي ذاتها من أجل طفلها، وأن أي ثورة ضد هذا التلاشي تضعها في حرب مع كل الإرث الثقافي والنفسي للعالم، والنتيجة عقدة ذنب وصراع وشتات، موضحة أن الكثيرات من المبدعات لم يستطعن الصمود بإزائه، فاخترن الانتحار كأسهل وسيلة للهرب.
وتعتبر أن تجربة "ديوان الأمومة" مثل جلسة جماعية للعلاج والتطهر والاندماج والتواصل، قائلة إن "الإبداع عموما بلا فائدة سوى وجوده في حد ذاته، وحتى لو كانت النتيجة الوحيدة للتجربة هي البوح، فتلك محصلة رابحة أيضًا".
"اليوم فكرت في المقايضة
أن أقايض بعضا من أشيائي مقابل بهجة جديدة
مثلا الأمومة مقابل الخفة
الذكريات مقابل الحاضر
الكابوس مقابل السكينة
لكني لا أعرف إن كنت قادرة على هذا بالفعل".. من نص سارة عابدين بديوان الأمومة.