جلس محمد عبد العظيم يفكر هل سيتمكن هذا العام من شراء أضحية العيد كما تعود.. أم سيضطر للاستغناء عن هذه العادة في ظل ارتفاع أسعار الماشية والأغنام.

يقول عبد العظيم، الذي لا يتعدى معاشه الشهري 1600 جنيه، "كل سنة بنتشارك مع قرايبنا ونشتري بقرة، كل واحد منا بياخد نصها، لكن السنة دي الأسعار ارتفعت جدا".

كل عام يستعد عبد العظيم للأضحية بالمشاركة في "جمعية" مع بعض أقاربه "بعمل جمعية وبحاول أقبضها قبل العيد على طول علشان أدفع فلوس الأضحية".

تكلف عبد العظيم نحو 6 آلاف جنيه العام الماضي نظير الحصول على نصف بقرة، "بعد مصاريف الدبح والتقطيع، دفعنا حوالي 6 آلاف جنيه وده رقم كويس بالنسبة لي"، حسبما يقول.

لكن "السنة دي سألت الجزارين والتجار اللي بتعامل معاهم، لقيت الأسعار زادت جدا عن السنة اللي فاتت"، كما يقول عبد العظيم.

عبد العظيم ليس الوحيد الذي يشتكي من زيادة لأسعار، فخالد الجميل، تاجر مواشي من محافظة المنوفية، يشكو هو الآخر من الارتفاع الشديد للأسعار.

وهو ما برره الجميل، 45 عاما، بأن "أكل المواشي غلي جدا وده رفع كل حاجة.. والنتيجة أن مكسبنا بقى مفيش".

يوضح الجميل أن سعر كيلو اللحم قائم (حي) في العجول وصل إلى 37 جنيها هذا العام "السنة اللي فاتت كنا بنبيعه بحوالي 32 أو 34 جنيه".

ويضيف "الماشية اللي كانت بتعمل 11 ألف بقت ما بين 13 و15 ألف السنة دي، وكله حسب الميزان".

كما ارتفعت أسعار الخراف إلى 45 جنيها قائم (حي) للكيلو الواحد، بدلا من 40 جنيها، كما يوضح الجميل.

ويقول الجميل إن أسعار طعام المواشي وتحديدا "الردة والعلف والبرسيم" زادت جدا هذا العام.

ويشتري الجميل كل 3 أيام شيكارة ردة تزن 100 كيلو بسعر 120 جنيها "بجيب الشكارة بتكفي 5 مواشي لمدة 3 أيام بالعافية وكمان مش بأكلهم بضمير".

ويقول نائب رئيس شعبة القصابين، هيثم عبد الباسط، إن نسبة الزيادة في أسعار الأضاحي وصلت في بعض المناطق إلى 20% مقارنة بالعام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف.

ويضيف عبد الباسط لأصوات مصرية أن مصر تستورد نحو 80% من أعلاف الماشية وبسبب أزمة الدولار ارتفعت أسعار الأعلاف.

محمود عيد، تاجر مواشي بمنطقة عين شمس بالقاهرة، يعاني من "قلة زبائنه هذه الأيام رغم انه موسم شرا وبيع".

يقول عيد، الذي يجلس أمام شادر خاص به مليء بالخراف والمواشي، "أنا اضطريت أقلل الكمية اللي بشتريها كل سنة بنسبة 50% علشان الأسعار زادت ومفيش شرا".

منذ نحو 3 أسابيع جهز عيد الشادر الخاص به أمام محل جزارة تابع له بمنطقة عين شمس، "السنة دي جهزنا كل حاجة وجيبنا المواشي لكن ملقناش زبائن كل سنة".

يضيف عيد "الزبائن بتيجي تسأل ولما تعرف الأسعار تروح وما تجيش تاني".

وترتفع أسعار عيد قليلا عن الأسعار في الريف ويقول "أنا بجيب مواشي وخرفان من الأرياف وبدفع فلوس عربيات بتنقلهم للقاهرة، وده ساهم في زيادة الأسعار".

يدفع عيد نحو 250 جنيها للسيارة التي تنقل المواشي من إحدى محافظات الوجه البحري إلى عين شمس "كنت زمان بدفع حوالي 120 جنيه دلوقتي السعر زاد ومقدرش أعترض".

يأمل عيد أن يكون باع كل ما لديه من مواش وخراف بحلول عيد الأضحى "ربنا يكرم ونبيع ونطلع لنا بحسنة"، كما يقول.