أحدث الأخبار
كان أول ظهور لها في السينما المصرية في فيلم "ليلى" وهو أول فيلم مصري صـامت، وفي نفس العام قررت آسيا داغر الاتجاه لمجال الإنتاج السينمائي بجانب التمثيل.
ولدت آسيا داغر وهي من أصل لبناني، في أبريل عام 1901 بقرية تنورين في لبنان، وبدأت حياتها كممثلة في لبنان عندما قدمت فيلمها القصير "تحت ظلال الأرز" عام 1922.
وفي عام 1923 سافرت إلى مصر بصحبة شقيقتها ماري وابنتها الصغيرة ماري كويني، حـيث ظهرت كممثلة في أول فيلم مصري صـامت وهـو ليلى عام 1927 الذي أنتجته عزيزة أمير.
لم تتردد آسيا داغر في الاتجاه للإنتاج بعد فترة قصيرة من دخولها عالم التمثيل، وأسست في عام 1927 شركة لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام، واستمرت في الإنتاج بينما توقفت شركات إبراهيم لاما وبدر لاما، وعزيزة أمير، وبهيجة حافظ ولذلك استحقت لقب عميدة المنتجين وأصبحت شركتها لوتس فيلم أقدم وأطول شركات الإنتاج السينمائي المصري عمراً.
ويرى الناقد الفني، أسامة عبد الفتاح، أن آسيا داغر صانعة سينما عظيمة من جيل الرواد النساء اللواتي أنفقن كل أموالهن على صناعة السينما.
ويوضح أن آسيا لم تنتج للسينما لتكون بطلة أفلامها، مشيرا إلى أنها توقفت عن التمثيل بعد فترة قصيرة من اتجاهها للإنتاج، قائلا "أسيا خدمت السينما من أجل السينما وليس من أجل بطولات وشهرة".
كان أول بطولة لها في فيلم "غادة الصحراء" عام 1929 وهو باكورة إنتاجها فقد استعانت بالفنان التركي وداد عرفي لإخراج هذا الفيلم، ثم مع إبراهيم لاما لإخراج فيلم "وخز الضمير" عام 1931، وبعدها تعرفت على السينمائي والروائي والصحفي أحمد جلال، فأخرج لها كل ما أنتجته من أفلام في الفترة ما بين عامي 1933 و1942 والتي قاربت العشرة أفلام، أهمها: "عيون ساحرة" عام 1934، "شجرة الدر" عام 1935، "فتاة متمردة" عام 1940.
وفي أواخر حقبة الأربعينيات قررت آسيا بشكل مفاجيء التوقف تماماً عن التمثيل والتفرغ للإنتاج دون أن تفصح عن أسباب اتخاذها لهذا القرار، وبعدها أنتجت مجموعة من الأعمال الهامة يأتي على رأسها أمير الانتقام، ورد قلبي، والناصر صلاح الدين، وهذا الأخير تكلف انتاجه 200 ألف جنيه، وهو ما كان يعد وقتها (في عام 1963) أضخم ميزانية وضعت لفيلم مصري على الاطلاق.
واستمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه عز الدين ذو الفقار ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين، فلم يكن منها إلا أن تؤجل البدء في العمل حتى نصحها ذو الفقار بالاستعانة بالمخرج يوسف شاهين، وكان هذا أول تعامل لها معه.
وبعد أن تزوج أحمد جلال من ابنة أختها الفنانة ماري كويني وأسسا معاً استوديو جلال، تفرغ لإخراج أفلام شركته الخاصة مع زوجته، فكان لابد لها أن تبحث أسيا عن مخرج آخر، فاستعانت بهنري بركات وكان وقتها مساعد مخرج شاب في الثامنة والعشرين من عمره، ليقوم بإخراج فيلم "الشريد" عام 1942.
وقال عبد الفتاح "كانت آسيا رائدة حقيقية فقد استعانت بعدد من المخرجين الجدد الذين أصبحوا من الكبار في عالم الإخراج منهم: هنري بركات، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، يوسف معلوف، عز الدين ذو الفقار، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كمال الشيخ".
وأضاف "تعتبر آسيا وغيرها من المنتجات رائدات عالميات لأنه لم يكن هناك منتجات سيدات في السينما العالمية وهوليود".
كما قدمت عددا من النجوم منهم فاتن حمامة وهي في بداية حياتها الفنية تخطو نحو السادسة عشرة من العمر في فيلم "الهانم" عام 1947، واكتشفت صباح سينمائياً وقدمتها في فيلم "القلب له واحد" عام 1945، وصلاح نظمي في فيلم "هذا جناه أبي" عام 1945.
وتوفيت آسيا في يناير 1986 عن عمر يناهز 78 عاما.