أحدث الأخبار
"سيدتي الجميلة".. لقب اشتهرت به الفنانة شويكار، واختارته الكاتبة والناقدة السينمائية ناهد صلاح عنوانا لكتابها الصادر حديثا عن المهرجان القومي للسينما المصرية.
وكرمت الفنانة شويكار خلال المهرجان في 14 أكتوبر الماضي وتسلم المخرج شريف حمودة جائزة تكريمها بدلا منها لاعتذارها عن الحضور.
وقالت الكاتبة والناقدة ناهد صلاح، لأصوات مصرية، إن المخرج سمير سيف رئيس المهرجان طلب منها قبل نحو شهرين إصدار كتاب عن شويكار بمناسبة تكريمها ووافقت على الفور لحبها وتقديرها الكبير للفنانة.
وأشارت إلى أنها خلال رحلة البحث في أرشيف السينما وعبر مقابلاتها الشخصية مع الفنانة فوجئت بالكثير، وتقول "كنت منتظرة أقابل الفنانة الجميلة اللي فيها خفة ودلع وفوجئت إني قدام فنانة من العيار التقيل ووصفتها في كتابي بأنها امرأة عقل لذكائها الشديد وذهنها الحاضر واشتباكها مع كل اللي بيحصل حولها في العالم".
وأضافت "فاجأتني كمان بأنها قارئة جيدة جدا، مطلعة على كلاسيكيات الأدب المصري والفرنسي نظرا لدراستها بالمدارس الفرنسية وتخصصها في الأدب الفرنسي في الجامعة".
ورصدت الكاتبة خلال "سيدتي الجميلة" أبرز المحطات الفنية في تاريخ شويكار الفني وكيف انضمت إلى عالم الفن، وتقول "رغم انتماء شويكار لعائلة ثرية لها جذور تركية لكن والدها كان متفتحا ولم يمنعها عن التمثيل".
ودخلت شويكار بوابة الفن من خلال المسرح في الستينات، وقالت الناقدة ناهد صلاح إن شويكار تزوجت وهي لا تزال ابنة السادسة عشرة وتوفي زوجها الأول حسن صادق الجواهرجي وترك لها ابنة في رعايتها وهو ما دفعها للخروج للعمل.
ورشحها لأول أدوارها السيد بدير لتقوم بدور البطولة أمامه في مسرحية "السكرتير الفني" لكنه اعتذر عن المسرحية نتيجة سفره ورشح الفنان الكبير فؤاد المهندس للقيام بالدور بدلا منه وكانت هذه المسرحية بداية تعارف الثنائي الشهير "المهندس" و"شويكار".
وأشارت الناقدة إلى أن شويكار بدأت حياتها بالأدوار الناعمة الخفيفة التي لعبت فيها دور الفتاة "الدلوعة" وقدمت الكثير من الأفلام مع فؤاد المهندس زوجها الثاني من بينها العتبة جزاز، شنبو في المصيدة، أخطر رجل في العالم، سفاح النساء، فيفا زلاطا، ثم انفصلت عنه.
وقدمت في فترة السبعينات والثمانينات أدوارا متنوعة تميزت بالنضج الفني فلعبت فيها دور المرأة الفقيرة والشعبية والغاوية مقدمة نماذج مختلفة للمرأة المصرية في أفلام سعد اليتيم والكرنك وأرزاق يا دنيا ودايرة الانتقام.
وأشارت الكاتبة إلى أنها سألت شويكار كيف استطاعت أن تقدم دور "بنت الباشا" بنفس براعة "الفتاة الشعبية" وكان ردها بأنها اعتمدت على المخزون الشخصي لديها كونها نشأت في كنف عائلة ثرية لها جذور تركية، وفي الوقت نفسه لديها جزء فلاحي مصري حيث ولد أبوها في محافظة الشرقية وعاش فيها.
وقالت الكاتبة ناهد صلاح إن شويكار تمردت على الشكل التقليدي للممثل الكوميدي الذي يتسم بسمات شكلية تصلح لتقديم هذا النمط، وقدمته ببراعة شديدة ظهرت خلال دورها في مسرحية "سيدتي الجميلة".
وأضافت "كانت بتقوم بمجهود بدني كبير في التنطيط والحركة على المسرح والتمرين على تنغيم صوتها وهي بتتكلم عشان يخرج بالشكل اللي جذب ضحكات الجمهور، في وقت كان فيه سيطرة ذكورية على أدوار البطولة الكوميدية، وكانت نجمات الكوميديا بياخدوا أدوار صغيرة زي ماري منيب وزينات صدقي لكن شويكار وصلت للبطولة وده جزء من تميزها".
وأشارت الكاتبة إلى إحدى الصعوبات التي واجهتها خلال مرحلة البحث والتي تتمثل في وجود كثير من المعلومات المغلوطة عن الفنانة توثقت منها بالعودة إلى أرشيف المركز الكاثوليكي للسينما، مضيفة "الأرشيف الفني عندنا بائس جدا وفيه مشكلة واعتمدت على قراءاتي ومتابعتي لأفلامها ولقاء شخصي جمعني بيها".
وأضافت أن من أشهر المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها تاريخ ميلاد الفنانة حيث ينسبه البعض إلى مارس في حين أنها ولدت في 24 نوفمبر، وتقول إنها احتفظت بسنة ميلادها ولم تفصح عنها خلال اللقاء.
وكان آخر أعمال الفنانة شويكار فيلم "كلمني شكرا" للمخرج خالد يوسف، قبل أن تعتزل الفن والأضواء محتفظة بمساحة من الخصوصية، وتصفها الناقدة الفنية ناهد صلاح بأنها إحدى أيقونات الفرحة والبهجة والجمال في تاريخ السينما المصرية.
وناهد صلاح، كاتبة وناقدة سينمائية، تنوعت كتابتها بين الأدب والفن، وصدر لها في عام 2014 رواية بعنوان "الحتة الناقصة.. حكايات افتراضية"، وصدر لها مؤلفات أخرى منها "الفتوة في السينما المصرية"، و"محمد منير حدوتة مصرية"، و"حسين صدقي.. الملتزم"، و"سمير صبري.. حكايتي مع السينما"، و"الفلاحة في السينما المصرية"، و"عمر الشريف.. بطل أيامنا الحلوة"، ومجموعة قصصية بعنوان "دومينو".