كُتب دراسية جرفتها مياه السيول، ومدارس تضررت ويحتاج ترميمها لنفقات بمئات الآلاف من الجنيهات وشهور طويلة.

ملفات ورقية، وأجهزة حاسب آلي تحمل بيانات الطلاب طوتها المياه تحت الأرض، أو ربما نقلتها السيول ونثرتها في شوارع وضواحي بمحيط المدارس.

المشاهد السابقة وصف لما حدث على أرض الواقع من جراء سيول اجتاحت مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، ومنطقة ساقلتة بمحافظة سوهاج نهاية الأسبوع الماضي.  

حرَّكت مياه السيول الحجر والبشر، ولم تحرك حكومات متعاقبة لتتخذ تدابير ما قبل وقوع الكارثة، لتظل الحكومات ومنها الحالية تتخذ استعدادها بعد وقوع الكارثة.

5 آلاف و238 طالبا وطالبة -بحسب مديرتي تعليم رأس غارب وسوهاج- تضررت مدارسهم البالغ عددها 15 مدرسة تضرراً بالغاً من جراء السيول، وتحتاج إلى ترميم.

وقال وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني -أمام لجنة التعليم بالبرلمان يونيو الماضي- إن مصر تحتاج إلى إنشاء 138 ألف فصل جديد للقضاء على الكثافات العالية في 20 ألف مدرسة تمثل نسبة 41% من مدارس مصر، مشيراً إلى أن بعض المناطق وصل فيها عدد الطلاب للفصل الواحد 140 طالبا.

مديريتا التعليم في سوهاج ورأس غارب أكدتا على أنه جاري تدبير أماكن بديلة للطلاب لاستكمال دراستهم الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، ومحاولة دراسة إمكانية توفير كتب لمن أتلفت مياه السيول منازلهم وكتبهم، علاوة على أن لجنة من هيئة الأبنية التعليمية بدأت الثلاثاء في حصر التلفيات والأضرار التي لحقت بالمدارس، وحتى كتابة هذه السطور كانت اللجنة لم تنتهي بعد من عمليات الحصر.

* رأس غارب

يقول هشام عواد -مدير الإدارة التعليمية بمدينة رأس غارب- إن الأضرار الناجمة عن السيول دمرت 8 مدارس ما بين تعليم أساسي وإعدادي وثانوي عام، وفني ثلاث سنوات.

ويضيف عواد أن المدارس التي دمرت كان بها ما يقرب من 3 آلاف طالب بمراحل تعليم مختلفة، وجاري تدبير أماكن بديلة للمدارس برأس غارب لاستكمال الطلاب دراستهم مع بداية الأسبوع المقبل.

"المدارس التي تضررت تحتاج إلى شهور لترميمها وإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق"، هكذا يقول مدير الإدارة التعليمية عن حجم التلفيات بمباني وأسوار المدارس.

* أسماء المدارس

ويوضح عواد أن أسماء المدارس التي تضررت بشكل كامل هي (الثانوية بنات بجوار مجلس مدينة رأس غارب، الثانوية بنين بجوار عمارات الكمين، عثمان بن عفان الإعدادية، ابن سيناء الإبتدائية، الساعاتي الإبتدائية، الإمام محمد عبده الإعدادية، عمر بن الخطاب الإبتدائية، الثانوية التجارية نظام الثلاث سنوات).

ويقول عواد إن القوات المسلحة بجانب الإدارة التعليمية تسعى جاهدة لتوفير أماكن بديلة للطلاب لمواصلة دراستهم خلال الأسبوع المقبل على أقصى تقدير.

* تلف البيانات

محمود الورداني* -مدرس أول لغة عربية بأحد المدارس المتضررة- قال، لأصوات مصرية، إن جميع الملفات والبيانات الورقية أو تلك التي تم تسجيلها على أجهزة الحاسب الآلي دمرت بالكامل.

ويضيف الورداني أن النظام السائد في المدارس هو أن تكون الحجرات الخاصة بشؤون الطلاب بالطابق الأرضي تسهيلاً للحركة، مضيفاً أن السيول اقتحمت جدران الأسوار وحطمتها ثم غمرت الطابق الأول من المدارس وأغرقت جميع محتوياته بما فيها بيانات الطلاب وملفاتهم.

"حتى أجهزة الكمبيوتر التي يتم تسجيل أعمال السنة عليها وبيانات الطلاب برضوا غرقت وبالتأكيد تلفت" كان يقولها الورداني بمرارة، مشيراً إلى أنه سيعيد تقييم أعمال السنة للطلاب من جيد ما يمثل عليه عبء عملي كبير، ولكن يقول "قدّر الله وما شاء فعل لازم نتحمل هنعمل إيه". 

ويقول الورداني إن شدة سرعة مياه السيول جرفت الرمال من حول أساسات المدارس ما جعل بعضها يُصاب بتصدعات وشروخ في الجدران.

* الكتب الدراسية

فرج عبد العال -ولي أمر طالب بمدرسة عثمان بن عفان- تضرر منزله يقول إن نجله فقد جميع كتبه الدراسية ومستلزمات الدراسة (كشكول–كراسة-أقلام-يونيفورم) بعدما تضرر منزله من السيول.

ويقول عبد العال "السيول دمرت المنزل بالكامل بكل محتوياته حتى الكتب الدراسية لأبنائي"، مضيفاً أن لديه من الأبناء ثلاثة منهم اثنين بالتعليم الإعدادي.

ويقول هشام عواد -مدير الإدارة التعليمية برأس غارب- إنه يسعي، ومديرية التعليم بمحافظة البحر الأحمر، إلى حل أزمة وتوفير الكتب المدرسية التي أتلفتها السيول في منازل الطلاب.

ويكمل عبد العال أن منزله كان يقع قبل أن تجرفه السيول بالقرب من مدرسة عثمان بن عفان التي تضررت من السيول أيضا، موضحاً أنه بعدما تضرر منزله ومدرسة أولاده يجلس الآن في خيمة أقامتها له ولأسرته جمعية خيرية برأس غارب.

* مدارس سوهاج

لم تكن مدارس محافظة سوهاج -والتي تضررت أيضا جراء السيول- أحسن حال من مدارس رأس غارب.

إذ أعلن محمد حسام الدين وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج -في بيان رسمي- تأجيل الدارسة في 7 مدارس تابعة لقرية الحاجر بالإدارة التعليمية بمركز ساقلتة لتضرر المدارس من السيول.

وأوضح البيان أن المدارس التي تم تأجيل الدراسة فيها هي (شروق السوايدة الابتدائية بقرية الحاجر وتضم 295 تلميذا، ومدرسة الحاجر الجديدة الابتدائية وتضم 516 تلميذا، والزهري أبو ليلة الابتدائية وبها 474 طالباً، ونجع العوايسة الابتدائية المشتركة وتضم 297 طالبا، والإعدادية ويدرس بها 278 طالباً، والحاجر الابتدائية بنين وتضم 378 تلميذا وتلميذة).

وتظل الحكومة على وضعها واقفة مكتوفة الأيدي أمام كوارث السيول، ويبقى المواطن وحده هو من يتحمل ويعاني.

*تعني اسم مسعار