أحدث الأخبار
بين 168 دولة، صُنفت فنلندا كثاني أنظف بلد -في العالم- من الفساد بعد الدنمارك التي احتلت المرتبة الأولى، في تقرير منظمة الشفافية الدولية الأخير، وهو التقرير الذي جاءت مصر فيه بالمرتبة 88.
هلسنكي، تامبيري، وفاسا ومدن فنلندية أخرى لم ألحظ رجل شرطة واحدا في أي من شوارعها، حتى أني تعرفت على الشرطة الفنلندية للمرة الأولى من صورة في كتيب تعريفي زودتني به الخارجية الفنلندية.
وسط العاصمة هلسنكي، تحديدا خارج محطة القطار المركزية -وهي في مقام محطة مصر، مع اختلافات منها أن المحطة الأوروبية تكاد تكون فارغة من الناس- وُضعت دائرة من الورود والشموع الجنائزية حول أحد أعمدة الإنارة وكُتبت بعض السطور بالفنلندية على الأرض.
"شاب في العشرينيات قُتل هنا"، تقول مايسة فتيتي التونسية التي تعيش في فنلندا، عن الصورة التالية.
وفي سبتمبر الماضي، توفي جيمي كارتونين (28 عاما)، بنزيف في المخ، بعد أسبوع من تعرضه للضرب، أثناء مروره بجانب مظاهرة نظمتها حركة المقاومة الفنلندية يوم 10 من الشهر نفسه.
والمقاومة، هي الفرع الفنلندي لحركة تحمل الاسم نفسه في دول الشمال الأوروبي (السويد، الدنمارك، النرويج، وفنلندا) عدا آيسلندا، ويعارض أنصارها هجرة الأجانب إلى بلادهم.
وهاجر العام الماضي، إلى البلد -القريب من القطب الشمالي- 32 ألف لاجئ، تقول وكالة أنباء رويترز في موقعها بالإنجليزية إن أغلبهم من العراق.
وعلى ذِكر العراق، نظم عشرات العراقيين بالعاصمة هلسنكي، 8 أكتوبر الماضي، مسيرة إحياءً لذكرى عاشوراء، وكانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها الشرطة الفنلندية في الشارع.
بالعودة إلى حادث القتل الذي هز هلسنكي، فحسب صحف فنلندية، ألقت الشرطة القبض على أحد أنصار حركة المقاومة وقالت، في بيان صحفي، إن المتهم (26 عاما) ذكر خلال التحقيق أن "كارتونين مر أمام المتظاهرين وبصق"، لهذا السبب ضربه.
المتهم الذي لم تذكر الشرطة ولا الصحف اسمه، اُحتجز على ذمة القضية، بقرار من المحكمة، يوم 21 سبتمبر أي بعد 11 يوما من الحادث.
وبعد ثلاثة أيام من قرار المحكمة، خرج ما يقرب من 15 ألف مواطن في بلد تعداد سكانه لا يتجاوز 5 ملايين ونصف المليون، في مسيرة ضد العنصرية. "طالبوا الحكومة بالتوقف عن التراخي مع أحزاب وحركات اليمين المتطرف" تقول مايسة فتيتي التونسية المقيمة هناك.
"الفنلنديون ليسوا قديسيين، وينزلق بعضهم إلى الجانب الخاطيء من الطريق، لكن احترام القانون قوي أمام أي سلوك غير مقبول"، هذا أحد أهم الأسباب التي عزت إليها فنلندا انخفاض معدل الفساد لديها، كما جاء في كتيب الخارجية.