أحدث الأخبار
"كرباج" هو اسم العرض المسرحي الذي بدأ، مساء أمس السبت، على مسرح الجيزويت، مجسدا ما تتعرض له المرأة في المجتمع من عنف بمختلف أشكاله.
وتدور فكرة العرض حول إظهار حجم معاناة المرأة المعنفة من خلال ربط امرأة من يديها وقدميها في وحدة خشبية معدة للجلد وسيقوم أحد أبطال العرض بجلدها 100 جلدة حقيقية، لتوضيح التأثير النفسي للتحرش.
وقالت سماح حمدي بطلة العرض إن الجلد يتم بشكل ممنهج ليدل على أن نظرة المتحرش بمثابة ضربة كرباج على جسد المرأة، موضحة أن الهدف من العرض هو عمل محاكاة من خلال الجلد لجرائم العنف ضد المرأة بدءا من والعنف الأسري، حتى التحرش اللفظي والجسدي في الشوارع والمواصلات العامة والعمل.
وأوضحت بطلة العرض أنها تتلقى الضربات في صمت ودون أن تصرخ أو تعبر عن ألمها لتحاكي الواقع معبرة عن صمت الفتيات وعدم الحديث عن التحرش أو الاعتداء الجسدي الذي يتعرضن له في ظل ثقافة تنظر إلى المرأة على أنها مصدر "للمتعة أو الغواية".
وتتابع "المرأة بمثابة مسيح العصر إذ يلقي عليها المجتمع الشرقي الذكوري اللوم ومسؤولية العنف الذي تعرضت له مما يجعلهم يستمرون بخطاياهم دون الشعور بالذنب، وكأنها خلقت لتكون مخلص للرجل".
وسماح حمدي، هي فنانة تشكيلية اتخذت من الفن الأدائي رسالة للتعبير عن أفكارها، وعبرت من قبل عن رفض المجتمع والأهل لتأخر زواج الفتاة من خلال ارتداء فستان زفاف وتجولت به في محطات المترو وشوارع القاهرة تحت مسمى "مفيش حاجة اسمها عانس"، بهدف تغيير النظرة المجتمعية لعدم زواج الفتيات أو تأخر زواجهن.
وأضافت سماح حمدي "كل يوم تهان آلاف النساء في شوارع القاهرة وتتعرض نساء كثيرات للاغتصاب داخل بيوتهن من أزواجهن أو أقارب لهن، بموافقة صامتة من قبل باقي أفراد العائلة".
ويتم خلال العمل المسرحي تصوير مشهد أدائي ذو طبيعة خاصة على مرحلتين، في المرحلة الأولى يحاول ترجمة مشاعر النساء إثر كل اعتداء وتجسيد الاعتداءات-نفسية أو جسدية- وأثرها على الجسد، وكيف سيكون شكلها، أما المرحلة الثانية فتحاول أن تضع الجاني مكان الضحية وتصور مدى تحمله نفس الألم الذي تتحمله الضحية جراء أفعاله.
ويستمر العرض لثلاثة أيام، والحضور مجاني أو بدعوات رسمية.