أحدث الأخبار
حذر ناشرون من أن صناعة الكتاب في مصر تواجه مستقبلا قاتما، وسط توقعات بتراجع المبيعات بأكثر من النصف، مع ارتفاع اسعار الخامات، والذي تفاقم مع تعويم الجنيه وتحرير سعر صرفه أمام الدولار، قبل نحو شهرين من معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر انعقاده في يناير المقبل.
ووفقا لبيانات اتحاد الناشرين المصري يبلغ عدد دور النشر الأعضاء في الاتحاد 500 دار.
وبحسب بيانات غرفة تجارة القاهرة، تستورد مصر ما يزيد على 250 ألف طن من ورق الكتابة والطباعة المستخدم في إنتاج كتب الدراسة والكتب الخارجية والكشاكيل والكراسات، و150 ألف طن من الورق الخاص بإنتاج الجرائد سنويا.
وتشير بيانات الغرفة أيضا إلى أن إنتاج مصر من الورق 200 ألف طن سنويا من خلال 22 مصنعا بينهم مصنعان حكوميان هما ادفو- قنا لصناعة الورق.
دور نشر
يقول محمد البعلي مدير صفصافة للثقافة والنشر إن أسعار مستلزمات الطباعة ارتفعت بنسبة 60% تقريبا خاصة بعد تعويم الجنيه.
ويضيف أن ارتفاع سعر الورق، وبالذات المستورد والذي يستخدم في طباعة الكتب، يزيد من الأعباء المالية على كاهل الناشرين، خاصة في ظل ركود حاد لمبيعات الكتب وطباعتها.
ويقول البعلي"محدش هيشتري كتب" لسببين الأول ارتفاع أسعار مستلزمات الطباعة من احبار وورق وغيرها ما يجعلنا كناشرين مضطرين إلى رفع سعر الكتاب ما بين 20 إلى 30 % .
وأضاف أن السبب الثاني لركود سوق الكتاب خلال الفترة المقبلة هو غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ما يجعل المواطن الذي كان يفضل القراءة ويشتري كتبا من حين إلى آخر ينشغل الآن بتدبير تكلفة شراء المأكل والملبس "الناس هتاكل وتشرب ولا هتشتري كتب".
شريف المُلا صاحب دار نشر مصر العربية يقول إن صناعة النشر تأثرت كثيرا بعد ثورة يناير وفي طريقها إلى الانهيار وسط غفلة من الحكومة "التي لا تهتم بالمثقفين ولا حتى الكتب".
وتوقع المُلا أن يصل سعر الكتاب الذي يباع حاليا مقابل 30 جنيها إلى 100 جنيه، وهو ما يعتبره سعرا مرتفعا للغاية على فئة القراء والمثقفين، لكن دور النشر لا يوجد لديها مفر من رفع أسعار الكتب خاصة بعد أن زادت تكلفة طباعة الكتاب لأكثر من النصف تقريبا متأثرة بتراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار وأزمة عدم وجود ورق الطباعة المستورد.
ويقول القلا إن غالبية دور النشر ستتأثر كثيرا خلال الفترة المقبلة خاصة مع قدوم معرض الكتاب والذي من المتوقع ان تنخفض خلاله نسبة مبيعات الكتب إلى النصف.
مصنع ورق
ويقول عمرو خضر رئيس مجلس إدارة المصنع الدولي لتحويل الورق إن أسعار طن الورق المستورد ارتفعت إلى ما بين 10 آلاف و12 ألف جنيه بدلا من 8 آلاف جنيه قبل 8 أشهر.
ويضيف أن تحرك سعر الجنيه ارتفاعا وانخفاضا مقابل الدولار بعد عملية التعويم يجعل المستورد غير قادر على الاستيراد وتحديد سعر بيع الورق المستورد وخوفا من الخسارة نتيجة تذبذب السعر بين اليوم والأخر.
ويوضح خضر أن مستوردي الورق كانوا يعانون قبل تعويم الجنيه من نقص العملة الخضراء التي يحتاجون إليه لسداد ثمن البضاعة التي يستوردونها من الخارج وهو ما قلل المعروض من الورق عن الطلب خاصة مع دخول المدارس وطباعة الكتب المدرسية.
اتحاد الناشرين
عادل المصري رئيس إتحاد الناشرين المصريين يقول إن 60 دارا للنشر توقفت عن دفع الاشتراك السنوي للاتحاد والبالغ 700 جنيه، وبحسب القانون رقم 25 لسنة 1965 بشأن انشاء اتحاد الناشرين، فلا يحق لدار النشر طباعة أو نشر كتب إلا إذا كانت عضوا في الاتحاد. وأوضح أن عدم دفع دور النشر للاشتراك السنوي يعني توقفهم عن العمل نتيجة ارتفاع أسعار الورق والخامات.
ويضيف المصري أن أزمة ارتفاع أسعار الورق تزيد سعر الكتب بنسبة 50% تقريبا مع اقتراب معرض الكتاب.
وطالب المصري الجهات المعنية بعمل مشروعات للقراءة مثل مشروع مكتبة الآسرة التابعة للهيئة العامة للكتاب والمتوقف حاليا.
ويضيف أنه من شأن مشروعات القراءة دعم شراء أو استعارة الكتب من المكتبات لمواجهة شبح غلق دور النشر أبوابها.
وبدأ مشروع مكتبة الأسرة عام 1994 وروج به لمشروع القراءة للجميع والذي ارتبط أسمه بسوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ولذلك توقف المشروع بعد ثورة 25 يناير 2011.
وطالب المصري أيضا أدارة أرض المعارض بتخفيض سعر الإيجار للناشرين أثناء معرض الكتاب المقبل، مشيرا إلى أن إيجار المتر المربع في المعرض وصل إلى 500 جنيه.
ويؤكد المصري على أن دور النشر كانت قبل أزمة الورق وارتفاع الأسعار تصدر ما بين 60 إلى 80 كتابا سنويا، لكن مع وصول أزمة ارتفاع أسعار الورق ذروتها أصبح متوسط اصدار دار النشر الواحدة من 25 إلى 30 كتابا سنويا.