أحدث الأخبار
الوضع الاقتصادي للبلاد هو أكبر تحد يواجه مصر الآن، من وجهة نظر الشباب، الذي يرى 87.6% منه أن مواجهة الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار تمثل "التحدي الأكبر أمام الحكومة المصرية"، بحسب ما كشفه استطلاع رأي نشره تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2016.
وتبعاً للتقرير، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يرى 6.5% من الشباب أن مواجهة الفساد المالي والإداري أهم تحد أمام الحكومة، بينما اعتبر 1.6% أن تحقيق الأمن الداخلي والاستقرار أهم التحديات.
وقال 1.4% من الشباب إن تعزيز الديمقراطية أهم تحد، و3.1% رأوا أن هناك تحديات أخرى متنوعة أكثر أهمية.
واعتبرت الأمم المتحدة أن رؤية الشباب للفقر كأهم تحد سببها أن طموحات الشباب المصري والعربي تصطدم دائما بالفقر والركود الاقتصادي والإقصاء الذي يتعرضون له، هذا بالإضافة إلى فشل الحكام في تلبية رغباتهم بسبب عنف الدولة وهشاشتها في نفس الوقت.
وبحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ معدل البطالة بين الشباب المصري في الربع الأخير من 2015 نحو 27.6%، وبلغ المعدل بين الذكور 22.1%، وبين الإناث 42.4%.
وقال التقرير إن تمكين الشباب عبر توفير خدمات جيدة فيما يخص التعليم والصحة والعمل والإسكان وتمويل مشاريعهم، يكسر دوامة الإقصاء ويغير علاقات القوة داخل المجتمع، وإلا سيزيد السخط.
ويرى معدو التقرير أن العشوائيات هي سبب رئيسي لزيادة سخط الشباب على الحكم، حيث يسكن 41.5% من الشباب المصريين في الحضر، جزء كبير منهم في عشوائيات، وهؤلاء يتعرضون لإقصاء اجتماعي، وعنف وفقر متفشٍ، وهو ما يؤجج التوتر والاستقطاب الاجتماعيين.
ويهتم تقرير التنمية الإنسانية لعام 2016 بالشباب العربي لأن المنطقة العربية هي الأكثر شبابا بين كل مناطق العالم، "ولكن حكومات هذه المنطقة تقوم بأشكال متعددة من التمييز ضد هذا الشباب، ما يجعله الأسوأ حالا بين كل مناطق العالم، وفقا لعديد من المؤشرات"، بحسب التقرير.
ووفقاً للتقرير، تبلغ نسبة الشباب 27.9% من السكان في المنطقة العربية.
وتقول هيلين كلارك، مديرة برنامجِ الأمم المتحدة الإنمائي، إن الدول العربية شابة، فما يقارب من ثلث سكان المنطقة شباب في أعمار 15 - 29 سنة، وهناك ثلث آخر يقل عمره عن 15 عاما، وسيبقى هذا الزخم السكاني إلى العقدين القادمين على أقل تقدير، ويوفر فرصة تاريخية يتحتم على البلدان العربية اغتنامها.
ويقول التقرير إن شباب المنطقة يشتركون في معاناتهم من واقع التنمية الإنسانية، وإنهم يشعرون بدرجاتٍ مختلفة بقلق عميق حيال مستقبلهم، ويسيطر عليهم إحساس دفين بالتمييز والإقصاء، ولا يُحصّل جزء كبير منهم تعليماً جيداً أو عملاً مقبولاً أو رعايةً صحيةً مناسبةً، ولا يمتلكون تمثيلاً كافياً في الحياة العامة ولا كلمةً مسموعةً في تكوين السياسات التي تؤثر في حياتهم.
كان ترتيب مصر قد تراجع 52 مركزا خلال 3 سنوات في مؤشر تنمية الشباب لعام 2016، لتأتي في المركز 138 من بين 183 دولة شملها المؤشر، مقارنة بالمركز 86 في عام 2013، وفقا للمؤشر الذي تصدره مؤسسة الكومنولث.