أحدث الأخبار
أفنت حياتها في الدفاع عن المرأة والمطالبة بالمساواة بينها وبين الرجل، فكانت هدى شعراوي صوتا للنساء في وقت سلبت فيه حرياتهن وأبسط حقوقهن.
وطالما أرادت هدى شعراوي أن تخصص للمرأة حيزا مساويا للرجل في المجتمع على مستوى التعليم والعمل والزواج، فكانت لها مطالبات مناصرة للمرأة بعضها تحقق والبعض الآخر لم يستجب له حتى الآن.
وتمر، اليوم 12 ديسمبر، ذكرى وفاة هدى شعراوي، نصيرة المرأة المصرية.
ووُلدت نور الهدى محمد سلطان، التي عُرفت باسم هدى شعراوي، بمدينة المنيا في يونيو 1879، وتلقت تعليمها في المنزل، فحفظت القرآن الكريم، وتعلمت مبادئ القراءة والكتابة، وتعلمت الفرنسية والتركية.
وكانت رائدة الدعوة إلى تحرير المرأة هي أول من نادت برفع سن زواج الفتاة إلى 16 عاما، فضلا عن وضع قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة، وإلغاء ما يسمى بـ"بيت الطاعة" لإجبار الزوجة على العيش مع زوجها كما طالبت بإقامة دار لحضانة الأطفال لرعاية أطفال الأمهات العاملات، إلا أن ثلاثة قرون لم تكف لتحقيق كل هذه المطالب.
بيت الطاعة
وقالت انتصار السعيد، مديرة مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، إن المآساة تقع في أن القانون المصري الخاص بالأحوال الشخصية لا يتطور، فبالنسبة لمسألة بيت الطاعة، ذكرت أن النساء حتى الآن يجبرن على العيش مع أزواجهن ويتم مقاضاتهن حتى بدون علم الزوجات وإن هناك قضية مرفوعة عليهن من قبل الزوج، وأضافت أن العناوين التي تجبر الزوجة على الإقامة بها تكون عناوين "وهمية".
رفع سن الزواج
وعلقت انتصار السعيد على مطلب هدى شعراوي بخصوص رفع سن الزواج، بأن هذا البند موجود بالفعل في القانون إلا أن البعض لا يلتزم به وتقدم بعض العائلات على تزويج بنتاهم في سن صغير.
دور حضانة
آمنت هدى شعراوي بأهمية المرأة والأم في العمل ونادت بضرورة توفير سبل الاهتمام بأطفالها من خلال إنشاء دور لرعاية الأطفال، ولكن حتى الآن لا توجد حضانات داخل مقرات العمل أو على مسافة قريبة منها.
وتقول انتصار السعيد إنه لا يتم بناء حضانات في مكان العمل إلا إذا تواجدت حوالي مئة أم في مقر العمل وهو ما يعرقل إجراءات بناء الحضانات ويؤدي إلى تغافل المؤسسات عن إنشائها فتضطر الأم العاملة إلى ترك أطفالها في حضانات خاصة بعيدة عن عملها.
مكاسب جزئية
وتقول منى عزت، مسؤول برامج النساء والعمل بمؤسسة المرأة الجديدة، لأصوات مصرية، إن مكاسب المرأة في القانون هي مكاسب جزئية وليست كاملة مستشهدة بموقف إضراب درية شفيق، إحدى رواد حركة تحرير المرأة في مصر، عن الطعام من أجل الحصول على حق المرأة في الانتخاب.
وتعتقد انتصار السعيد أن عدم حصول المرأة على كافة حقوقها حتى الآن يقع على عاتق القانون، قائلة "القانون فيه ترقيع ولا يتطور وحتى لو صلحنا فيه بيحصل عمليات ترقيع والمشكلة إن المجتمع شايف إن المرأة واخدة حقوقها كاملة".
وصرحت انتصار السعيد أن مؤسستها ترحب باستقبال نواب ونائبات البرلمان إذا أرادوا إجراء حوار مجتمعي لمناقشة شئون خاصة بالمرأة.
حق التعليم العالي والانتخاب
وعلى الرغم من عدم الاستجابة لبعض مطالب هدى شعراوي، إلا أن بعض مطالبها الأخرى لبِّيت، فهي صاحبة الفضل في فتح أبواب التعليم العالي للفتيات، وأسست لجنة تحت اسم جمعية الرقي الأدبي للسيدات فى أبريل سنة 1914.
وهي من أول من ساهموا في تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914، بهدف رفع مستوى المرأة الأدبي والاجتماعي.
كما انشغلت بتفعيل دور المرأة السياسي في المجتمع فطالبت بإشراك النساء مع الرجال في حق الانتخاب، وهو الأمر الذي تحقق على يد درية شفيق بعدما أضربت هي وزميلاتها عن الطعام حتى تمت الموافقة على مطالبهن.
وبجانب نشاطها الاجتماعي والسياسي كان لها نشاط ثقافي، فأنشأت جريدة "الإجيبسيان" عام 1925 باللغة الفرنسية ووصفتها جريدة "الفيجارو" بأنها "حلقة الوصل بين الشرق والغرب".
كما أصدرت مجلة نصف شهرية باسم "المصرية" كان بين محرريها فكري أباظة وتوفيق الحكيم بجانب كثير من المحررات المثقفات.
وقد تم جمع أعمالها النثرية والشعرية في كتاب "ذكرى فقيدة العروبة".
أدوار تقليدية
وتقول منى عزت، إن المجتمع يحصر النساء في أدوار تقليدية لابد أن تكون بداخلها وصاية ذكورية تتحكم في شؤونهن.
وترى أن السبب وراء عدم الاستجابة لتلك المطالب التي نادت بها هدى شعراوي منذ القرن التاسع عشر، هو نتيجة عدة عوامل متراكمة، منها ظهور الأزمات الاقتصادية وصعود التيارات الدينية المتشددة وتأثر أصحاب القرار من الحكومة والبرلمان بثقافة ونظرة المجتمع غير المنصفة للمرأة.