أحدث الأخبار
قصة صمود لسيدة ساقها القدر إلى طبيب شخَّص مرضها على أنه سرطان دم وبعد رحلة مريرة وطويلة مع العلاج تكتشف الكاتبة الصحفية، ناهد السيد، أنها مريضة ذئبة حمراء وتقرر التخلي عن العلاج الكيميائي والاعتماد على الغذاء الصحي والمقاومة الذاتية للمرض.
يعرف "الذئبة الحمراء" بأنه مرض يصيب النساء أكثر، خاصة في المرحلة العمرية من 15 إلى 45 عاما، وهو مرض مزمن يصيب الجهاز المناعي فيجعله ينتج أجساما مضادة تهاجم الجسم بدلا من حمايته من الميكروبات مما يؤدي إلى حدوث التهابات تصيب الجلد والمفاصل والكلى والدم وغيرهم.
ناهد السيد زوجة وأم لثلاثة أبناء، اتخذت هذا القرار بعدما أنهك العلاج الكيماوي جسدها، وشعرت بهجوم مرض الذئبة الحمراء التي أطلقت عليه "قاتل" بعدما فتك بجسدها الضعيف.
قررت التوقف عن العلاج لمدة أسبوعين، محاولة مواجهة المرض من خلال مقاومتها الذاتية، وبدأت مسيرة من الإرادة، اتخذت من تدوين يومياتها على فيس بوك وسيلة للمقاومة.
وقالت ناهد في يومياتها "الدكاترة وفقوا على تجربتي وهما مضايقين وقالوا لي أنتي بتخاطري بحياتك، حالتك خطيرة لا تحتمل التجربة وبصراحة ما عملتش مجهود في النقاش لأنهم قالوا لي مش هنقدر نجبرك لأن هيبقي العلاج بدون نتيجة".
وتضيف "طلبت منهم يباركو تجربتي عشان أعيش وأنا واقفه على رجلي وبامارس مهامي زى باقي البشر مش عايزة أقعد استنى العلاج يدبحني بسكينه تلمه".
ورأت أن المشكلة ليست في الألم قائلة "المشكلة إن الذئبة الحمرا نشطت لما حسيت بقوتي ومن طبيعتها تحسسك أنها مهاجمة دم وكلى وقلب ومكتفية لكن هي في الحقيقة بتلهيك عن مهاجمة جديدة علشان كدة قررت أتحاور معاها يمكن يكون فيه نتيجة".
وكما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن جاء اليوم الثالث عشر لناهد التي سقطت فيه بعدما تدهورت حالتها ودخلت العناية المركزة وتستكمل علاجها الكيميائي.
وتقول زميلتها الصحفية ناهد نصر، "ناهد صحفية نابهة ومخلصة ونشيطة وكاتبة وشاعرة وأم وزوجة".
ودعت ناهد نصر كل من يعرفها أو لا يعرفها أن يقرأ يومياتها على فيس بوك لتشجيعها والدعاء لها بالشفاء.
كانت أخر تدوينة لناهد "إمبارح كان اليوم العاشر ما قدرتش أكتب عن فشلي وإحباطي لما دكتور الدم اللي عارف حالتي من زمان طلب يشوفني ووبخني وطلب من جوزي يدخلني مستشفى عشان ياخدوا عينه من الكلى، وقالي ماتفتكريش أنك لما تعملي إرهاب للدكاترة هيجروا وراكي الطب ده مهنة ديمقراطية".
وقالت "باعترف إني حاسه بالعجز وكلكم متوقعين النجاح لأني باصدرلكم قوتي لكن أنا ضعفت بس مش مستسلمه بأقاوح وباسمع كلام اللي حواليا وآكل وأشرب لكني باتقيأ كأن جسمي رافض يكمل الحياة ديه لأن معنديش جهاز مناعة سليم".
وانتشرت على الفيس بوك عشرات التدوينات عن ناهد السيد إعجابا بها وبصمودها ومحاولتها مقاومة مرض لعين، وتمنيات بشفائها وعودتها إلى أسرتها وعملها.
وقالت الصحفية، هالة صقر "أنا متأكدة أنك قوية وهتقدري تنتصري على المرض، التحدي والإرادة اللي شفتهم في عينيكي وإيمانك القوي بربنا بيخليني متأكدة إنك هتقومي وتهزمي المرض".