أحدث الأخبار
وقفت على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها لتواجه الجمهور لأول مرة، وبعدها تراجعت عن رغبتها في التمثيل بسبب نسيانها حوار الرواية على الرغم من براعتها في أداء دورها في البروفات حتى اكتشفها رمسيس نجيب.
تحل اليوم الذكرى التاسعة والسبعون لميلاد الفنانة نادية لطفي، التي ولدت في 3 يناير عام 1938، في حي عابدين بالقاهرة واسمها الحقيقي "بولا محمد لطفي شفيق".
وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر سنة 1955، وتنقلت بين الرسم والتصوير حتى اكتشفها المخرج رمسيس نجيب وقدمها للسينما عام 1959 في فيلم "سلطان" مع الراحل فريد شوقي، واختار لها الاسم الفني "نادية لطفي" اقتباسا من اسم الشخصية التي لعبتها فاتن حمامة في فيلم "لا أنام" للكاتب إحسان عبد القدوس.
ويرى الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح أن نادية لطفي ممثلة مبدعة استطاعت التغلب على ملامحها الأوروبية وتنوعت في أدوارها، حيث قدمت الفتاة الشعبية وفتاة الليل والعالمة والفلاحة وبنت الطبقة الأرستقراطية، وهو ما يوضح امتلاكها لأدواتها وبراعتها في التمثيل.
كان فيلم "النظارة السوداء" للكاتب إحسان عبد القدوس -الذي أنتج عام 1963- انطلاقة حقيقية لنادية لطفي، ومن بين أبرز أفلامها "على ورق سوليفان"، و"الناصر صلاح الدين"، و"السمان والخريف"، و"السبع بنات"، و"الخطايا"، و"للرجال فقط"، و"بين القصرين"، و"عدو المرأة"، و"أبي فوق الشجرة"، و"المومياء"، و"قاع المدينة"، و"الإخوة الأعداء".
ولها مسرحية واحدة هي "بمبة كشر"، ومسلسل واحد هو "ناس ولاد ناس".
ويقول عبد الفتاح إن نادية لطفي ممثلة واعية وتنظر للفن بمنظوره الواسع فلم تهتم يوما بحجم ومساحة دورها وإنما مدى تأثيره وأهمية العمل ككل، مشيرا إلى دورها في فيلم "المومياء" لشادي عبد السلام الذي لم يتعد المشهدين بل وكانا صامتين بلا حوار، ورغم ذلك تصدرت صورتها أفيشات الدعاية للفيلم.
ولها دور وطني وعربي واضح، حيث قضت أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وكان الموت يطاردها في كل لحظة، ويقال إنها لا تزال تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وقت الحصار الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية ببيروت، كما قامت بتسجيل 40 ساعة تصوير في القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى المصريين في حربي 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية.
وقال عنها الشاعر الفلسطيني الشهير عز الدين المناصرة إن "نادية لطفي كانت امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982. وبقيت طيلة الحصار حيث خرجت معنا في سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السوري".
تزوجت نادية لطفي ثلاث مرات، الأولى كانت عند بلوغها العشرين من عمرها من ابن الجيران الضابط البحري "عادل البشاري" ووالد ابنها الوحيد أحمد الذي تخرج من كلية التجارة ويعمل في القطاع المصرفي، والثانية من المهندس "إبراهيم صادق شفيق"، وكان في أوائل سبعينيات القرن العشرين ويعتبر أطول زيجاتها، والثالثة من "محمد صبري".
لم يقتصر فن نادية لطفي فقط على التمثيل في أفلامها الـبالغ عددها 75 فيلما، ولكنها قامت بإنتاج فيلم تسجيلي باسم "دير سانت كاترين" في السبعينيات من القرن الماضي، وأنفقت عليه ما يقرب من 36 ألف جنيه مصري، وهو يعتبر مبلغًا ضخمًا في ذلك الوقت، وشعرت بالإحباط عندما عرض عليها التلفزيون المصري شراءه بألف جنيه فقط.
وأشار عبد الفتاح إلى أن اتجاه نادية لطفي للإنتاج كان جزءا من إحساسها الواعي بقيمة السينما وأهميتها ولم تهتم أبدا بالتربح من وراء ذلك، ما اعتبره استمرارا لدورها الوطني وشعورها بالمسؤولية كفنانة.
حصلت نادية لطفي على جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم "السبع بنات"، وجائزة المؤسسة العامة للسينما عن فيلم "أيام الحب"، كما حصلت على جائزة مهرجان طنجة، والتقدير الذهبي من المغرب عام 1968، بالإضافة إلى التقدير الذهبي من الجمعية المصرية لكتاب السينما عن دورها في فيلم "رحلة داخل امرأة".