لثلاثة أيام كاملة عاشت آية على التفاح والمياه، وفي الثلاثة أيام التالية اقتصرت وجباتها على الخضروات فقط، ثم أتبعتهم بثلاثة أيام للحوم وهكذا دواليك، وبعد شهر من اتباع الرجيم الكيميائي لم تفقد الوزن المرجو فقط، وإنما فقدت أيضا نضارة بشرتها وعدد غير قليل من خصلات شعرها.

توقفت آية بعدها عن الرجيم الكيميائي بعدما استشعرت خطره على صحتها الجسدية والنفسية كذلك.

وتعد آية واحدة من كثيرات ممن يلجأن للرجيم الكيميائي بحثا عن فقدان سريع للوزن دون أن يعرفن أضراره المحتملة. وأظهر مسح الجوانب الصحية لعام 2015، الذي أعلنته وزارة الصحة في يناير 2016، أن ثلاثة أرباع المصريات (75%)، في الفئة العمرية ما بين 15 وحتى 59 سنة، يعانين من زيادة الوزن أو السمنة.

*الرجيم الكيميائي

والرجيم الكيميائي نوع من الرجيم يعتمد على تناول نوع واحد من الطعام لفترة محددة يتفاعل هذا النوع من الطعام سويا لينتج نقصا في الوزن، وأكد باحثون فى مجال التغذية خطورة هذا النوع من الرجيم على الصحة بشكل عام.

*تجارب فتيات مع الرجيم الكيميائي

تحكي أية أشرف (25 عاما)، عن تجربتها لأصوات مصرية، قائلة "خسيت بالرجيم الكيميائي في شهر بشكل كويس أكتر من أي نظام تاني لكن حسيت بتأثيره السلبي على شعري ووشي لأنه بيعتمد على حرمان الجسم من حاجات معينة وتركيزها في وقت تاني، فحسيت أنه بيدخل في صراع مع الجسم".

"رغم اني مستمرتش كتير بس زهقت منه جدا لأنك بتعد 3 وجبات في 3 أيام مبتكلش غير نوع واحد".. تضيف آية التي لا تنصح الفتيات بتجربة هذا النوع من الرجيم إلا إن كن يبحثن عن فقدان سريع للوزن بأي ثمن.

وتتبع حاليا نظام الرجيم النباتي ويعتمد على تناول الخضروات ومنع الزيوت والسكر والملح والبروتين الحيواني إلا يوم واحد في الأسبوع وتقول إنه "متعب في البداية لكن نتائجه كويسة ومفيد صحيا".

33 كيلو جراما فقدتهم مها عبد الرحمن (27 عاما) في 8 أشهر اتبعت فيهم الرجيم الكيميائي إلا أنها لم تحتمل الاستمرار فيه لوقت أطول.

وتقول "وصل وزني وأنا في تانية كلية إلى 117 كيلو عشان كنت بتعالج بالكرورتيزون وبجوع أوي ولجأت للرجيم الكيميائي وفعلا خسيت جامد لكن زهقت منه جدا ومستحملتش وبقيت يوم التزم ويوم لا، ورجعت تخنت تاني أكتر من الأول لحد ما وصلت إلى 120 كيلو".

وتعتمد مها حاليا على الطعام الصحي لإنقاص وزنها، وتشير إلى أنها فقدت عن طريقه 20 كيلو جراما خلال 6 أشهر ولازالت في تقدم، وتنصح بالابتعاد عن أدوية أو أعشاب التخسيس والالتزام بالنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة.

وبالمثل جاء الرجيم الكيميائي بنتيجة عكسية مع شيري الخربوطلي، وتقول "الوزن اللي بينقص بترجعيه تاني وأكتر غير أن الجسم بيفقد الكتير من الفيتامينات اللي محتاجها وبيدخلك في حالة من الاكتئاب نظرا لنوعية وتحديد الأكل غير الاحساس بالقلق وممكن تكون النتائج عسكية ويؤدي لشراهة في الأكل نتيجة الحرمان".

الهبوط في الدورة الدموية والشعور بالإجهاد المستمر والغثيان.. كان نتيجة اتباع خلود الحلاوجي للرجيم الكيميائي، وتقول "الجسم بيدخله نوع واحد من الأكل بكميات كبيرة وبيتحرم من باقي العناصر الغذائية ودي خطورة الرجيم الكيميائي".

*آراء مختلفة

ولا ترى سمر خالد (24 عاما) في الرجيم الكيميائي مثل هذه الخطورة بشرط اتباعه بضوابط معينة، وتقول "استمريت 5 شهور على الرجيم الكيميائي وخسيت خلالهم 12 كيلو بس كنت بستمر عليه لمدة أسبوع والأسبوع اللي بعده اتبع نظام تحديد السعرات أكل كل حاجة لكن بعدد محسوب من السعرات الحرارية".

التزمت سمر بنظام رجيم كيميائي أقل قسوة وتقول "كنت باكل مثلا منتجات الألبان في يوم وأنوع بين الجبن القريش والزبادي وفي يوم بروتين بأصنافه المختلفة مش باكل مثلا موز ولا تفاح بس لمدة أسبوع وده الصح".

وتوقفت سمر عن الرجيم الكيميائي قبل 5 أشهر لم تعود خلالهم للوزن السابق وثبتت عند 62 كيلو جرام حاليا مع استمرار تقليل السعرات الحرارية في طعامها.

في حين لجأت نهى على (27 عاما) إلى أحد أنظمة الرجيم الكيميائي لفترة مؤقتة قبل موعد زفافها وتقول إنها لم تشعر بتأثير سلبي حينها، وعادت إليه حاليا قبل أسبوعين وتقول "بعتمد على الرجيم الكيميائي لمدة يومين بس في الأسبوع باكل فيهم زبادي وفاكهة أو فراخ بمعدل فرخة في اليوم وباقي الأسبوع باكل أكل صحي ومش عارفة إذا كان فيه خطورة عليا ولالا لكن لو تعبت هبطله".

*خبراء التغذية

وتقول د.منال شرف الدين، إخصائية التغذية العلاجية، لأصوات مصرية، إن الرجيم الكيميائي من أسوء أنواع الرجيم لأنه يعتمد على "المونو دايت" أي تناول صنف واحد من الطعام طوال اليوم.

وتشير إلى أنها لا تنصح به أي مريض سمنة إلا في حالة واحدة، قائلة "لو مريض تستلزم ظروفه الصحية أنه ينزل وزنه بسرعة في وقت قليل لظروف معينة بنصحه بالرجيم الكيميائي وبعرفه أنه لما يوقفه هيرجع تاني يزيد وزنه ممكن أكتر من الأول".

ومشكلة الرجيم الكيميائي أنه يحرم الجسم من العناصر الغذائية الثلاثة التي يحتاجها على مدار اليوم وهي النشويات والسكريات والبروتين ويكتفي بتناول صنف واحد.

ومن أضراره المحتملة تساقط الشعر وشحوب الوجه والهالات السوداء والإمساك والإجهاد المستمر وهبوط الضغط.

وتضيف "الناس اللي عندها سمنة وخاصة البنات بيبقى عندهم استعداد يجربوا أي حاجة عشان يخسوا وللأسف النوع ده من الرجيم منتشر على صفحات الإنترنت لكن نادرا ما ينصح به الأطباء حاليا".

وتشير إلى أن الاعتماد على صفحات فيسبوك والإنترنت غير محبذ ولا يخلو من المخاطرة لأن كل شخص يختلف عن الآخر، وكل فئة عمرية لها نظام تخسيس مناسب لها، وهناك أشخاص يعانون من أمراض معينة تمنع فقدانهم للوزن مثل كسل الغدة الدرقية أو التكيسات على المبايض وهذه الأمراض لن تعرفها سوى بالذهاب إلى الطبيب.

وترى أن أفضل أنظمة التخسيس هي التي تعتمد على الأكل الصحي والرياضة ويكون تأثيرها بطيء بعض الشيء لكن نتائجها أفضل على المدى البعيد، أما أدوية التخسيس وحقن حرق الدهون فلا تنصح بها مؤكدة أن بعض أنواع هذه الأدوية يكون له تأثيرات سلبية على المخ وهناك نوعين فقط من أدوية التخسيس معترف بهما عالميا.

كما تنصح بالرياضة اليومية حتى لو رياضة المشي من 30 إلى 40 دقيقة، والأكل الصحي الذي لا تشعر معه بالحرمان وتتناول كل ما تفضله دون أن يكسبك دهون وأمراض.

*نصائح لرجيم صحي

وبالمثل يحذر د.أشرف قورة استشاري السمنة وتنسيق القوام، من أنظمة الرجيم القاسية وينصح الفتيات باختيار حمية غذائية مفيدة لتقليل السعرات الحرارية لأن الرجيم القاسي يؤثر على الكتل العضلية للجسم ويتسبب في هشاشة العظام مستقبلًا.

أضاف قورة أن هناك عناصر غذائية ضرورية لابد أن يزود بها الجسم على مدار اليوم مثل الخضروات والفاكهة والبروتين.

وينصح من ترغب في اتباع الرجيم بعدة نصائح مثل تناول كميات قليلة من الدهون المشبعة وغير المشبعة كالمكسرات، لأنها تساعد على تأخير عملية الهضم وتأخير تفريع المعدة فتعطي الإحساس بالشبع لمدة زمنية طويلة، بالإضافة إلى تناول السوائل كالعصائر والشاي الأخضر لأنها تعطي الإحساس بالشبع وتساعد في عملية إنقاص الوزن، وتناول الشوربة لأنها تساعد على توسيع جدار المعدة بالتالي تعطي الإحساس بالشبع.

كما شدد قورة على ضرورة تناول ما بين 50 إلى 60 سعرة حرارية من البروتين بشقية الحيواني والنباتي في جميع أيام الريجيم، حيث إنه يأخذ وقتًا طويلًا في الهضم مما يعطي الشعور بالشبع ويساهم في فقدان الوزن الفعلي الزائد عن الجسم، مطالبًا بضرورة شرب المياه لأنها من أكثر السوائل التي تعطي الإحساس بالشبع والامتلاء خصوصا قبل الوجبات بفترة كافية.