أحدث الأخبار
استيقظ الميدان صبيحة 25 يناير 2011 على هتافات، تضفر فيها صوت المرأة بالرجل، ليطالبا -جنبا إلى جنب- بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية.
آلاف الفتيات والنساء كسرن حاجز الخوف، ونزلن إلى الشوارع والميادين، متقدمات الصفوف دون أن يرهبهن الغاز والرصاص، ليثبتن للجميع أن صوت المرأة ثورة.
ومن لم تستطع منهن إلى الميدان سبيلا، شاركت في الثورة من شرفة منزلها بتلويح العلم وإطلاق الزغاريد.
كما شاركن في تسديد فاتورة الربيع المصري دموعا ودماء؛ فمنهن من فقدت ابنا أو زوجا، ومن ارتوت بدمائها الثورة، وبعد 6 سنوات من ذكرى 25 يناير يجبن على سؤال: ماذا تغير؟
*بثينة كامل: إعلامية
لم يكن خروج المرأة في تظاهرات احتجاجية واعتصامها بميدان التحرير بشيء يمكن اعتباره حدثاً عابراً كذلك الحديث الدائم عبر وسائل الإعلام عن تأثيرها الإيجابي في الثورة والانتخابات. لكن التغيرات الاجتماعية تأخذ دورتها ولا نراها بشكل واضح في مدة قصيرة، فلابد من أن تأخد الأمور مسارها ومداها، وإن كنت ألمس مثلا في الفترة الأخيرة موجات من خلع الحجاب وظواهر تبدو سطحية أو نخبوية ولكنها علامات تستحق الدراسة مثل ظاهرة ركوب الفتيات للدراجات في شوارع المدينة، ووجدتها أيضا في محافظات كالإسماعيلية، وهي تمثل تحديا في مجتمع شرقي ومحافظ إلى حد كبير. لكن أتصور لو حاولنا رصد تلك التغيرات البسيطة ووضعناها قيد الدراسة يمكننا أن نصل لنتائج كاشفة أو مستشرفة للمستقبل.
*جانيت عبد العليم: مديرة مركز مساواة للتدريب والاستشارات
أصبح لدينا زخم من النساء اللاتي يطالبن بحقوقهن سواء من الناشطات أو النساء العاديات المدركات لحقوقهن وفي رأيي هذا أكبر مكسب نسائي حققته 25 يناير.
لم تعد صفحات المرأة في الجرائد مقتصرة على الموضة والطبخ، وأصبح لدينا قضايا نسوية تناقش بشكل جاد.
كما زاد عدد النساء اللاتي اقتحمن العمل العام والنشاط السياسي وأمانات الأحزاب، ولم تعد المرأة مجرد ديكور تتجمل به الأحزاب ولكن أصبح لها دور حقيقي ملموس.
أرى أن المرأة لم تحصل على القدر الكافي من الحقوق التي تستحقها بعد مشاركتها في ثورتين، لكن هناك تحسنا يمكن اعتباره خطوة على الطريق.
*هدير سامي: عضو في فريق "جو بايك" للدراجات
"مش حاسة كبنت أن فيه حاجة تمسني اتغيرت؛ لسه الشارع مش أمان وبنقابل تحرش ومضايقات، ولسه فيه تمييز ضد البنت لصالح الولد لمجرد إنها بنت، محتاجين ثورة على أفكار المجتمع عشان يحصل تغيير بجد".
*هنا كمال: معالجة نفسية وخبيرة يوجا
المرأة في ثورة يناير ثارت على المجتمع الذي طالما تعود الحكم عليها والتحكم في حياتها ومصيرها، فكثير من الفتيات والسيدات المحجبات خلعن الحجاب، و كثير من الفتيات اللاتي كن يخشين الاستقلال عن أسرهن سافرن بعيدا خارج البلاد، و كثير من الزوجات تشجعن في طلب الطلاق، وغيرها من مظاهر التمرد على أعراف وتقاليد بالية يتم تطبيقها دوماً على المرأة دون محاكمة الرجل.
ثورة يناير نزعت برقع الحياء عن المجتمع المصري كله، فمن كان أصله كريمًا وأخلاقه عالية تجرأ وتشجع ونجح في تغيير حياته وتغيير الواقع للأفضل، ومن كان أصله خبيثًا وأخلاقه منحطة، فجر وأجرم وظلم لذلك أصبح التحرش الجنسي، والاغتصاب، والسرقة، وخطف الأطفال، وغيرها من الجرائم الإنسانية والتي يُحاسب عليها القانون، أصبحت كلها ظواهر عامة في مجتمعنا.
العيب ليس في الثورة، العيب في المجتمع الذي طالما رضخ عشرات السنوات دون جهد للتغيير الإيجابي وبمجرد أن حصل على الفرصة فهناك من صلح وهناك من فسد، ولكن من فسد كان أكثر وكانت له الغلبة.
*د.كريمة الحفناوي: طبيبة صيدلانية وعضو بحركة كفاية
خلال 6 سنوات تحركت المياه الراكدة فيما يخص حقوق النساء، وحصلت المرأة على بعض المكتسبات، في مقدمتها إقرار الدستور لحقها في المساواة وتولي مختلف المناصب وعدم التمييز ضدها، وحتى وإن لم تفعل هذه النصوص حتى الآن ولكنها خطوة على طريق إقرار تشريعات وقوانين تنتصف لحقوق النساء.
حصلت المرأة أيضا على مكسب تغليظ عقوبة التحرش وختان الإناث في القوانين، ووصلت نسبة مشاركتها في البرلمان الحالي 15% بعد ما كانت لا تتجاوز 2% في أغلب الدورات السابقة وهذه مجرد بداية، ونطالب أن تصل إلى المناصفة أو 35% على الأقل.
أما بالنسبة لتمثيل النساء في الوزارات والمحافظين وتعيينها في مجلس الدولة فمازلت المرأة مهدور حقها ولابد من إرادة سياسية حقيقية حتى تصل النساء لهذه المواقع.
من المكتسبات أيضا نص الدستور على تخصيص ربع مقاعد المجالس المحلية للنساء والسماح لهن بالمنافسة على ربع آخر ضمن مقاعد الشباب.
ومن التغيرات التي بدت واضحة توحد النساء في جبهات. أصبح هناك عشرات الحركات والتجمعات النسائية وتجمعوا تحت إطار الجبهة الوطنية لنساء مصر وهناك عمل جماعي للضغط من أجل إصدار بعض القوانين أو إلغاء بعضها.
لكن للأسف الشديد لم تتغير بعد النظرة المجتمعية للمرأة فما زال ينظر إليها في كثير من الأحيان باعتبارها كائن وظيفته الزواج والإنجاب فقط وعليها ألا تغادر منزلها.
*منى سليم: صحفية وكاتبة شابة
"رغم مرور 6 سنين لسه قدامنا كتير أوى عشان نقول إن أفكار الثورة قدرت تغير حاجة.. وبالأساس كان تركيز الثوار على أهداف تتعلق بالحريات السياسية والحياة الكريمة اقتصاديا لكن الحقوق الشخصية اللي بتتعلق بالمرأة بشكل رئيسي مفيش أي تغيير فيها.. المجتمع سواء باسم العيب أو الحرام بيقهر أي واحدة بتفكر بشكل مختلف زي مثلا البنات اللي بتخلع الحجاب أو اللي اتقبض عليهم من على كافيه في دمياط عشان بيشربوا شيشة بتهمة إنهم قاصرات".
*وهيبة صالح: مفتشة آثار
بعد ست سنوات أشعر كمواطنة مصرية بشكل عام وكامرأة بأننا خدعنا وسرقت الثورة، بعد نشوة الـ18 يوما الأولى للثورة في 2011 كنت أعتقد أننا سنجني ثمارها حتى اختطفها الإخوان وأصابني رعب أن نتحول لإيران وتسرق حريتي وتسلب حقوقي كامرأة وشاركت في كل الفاعليات لإزاحة الإخوان وعاد الأمل يحلق من جديد في 30 يونيو 2013 ونصبح دولة مدنية حقيقية.
واليوم وبعد ست سنوات لا أستطيع أن أقول إنها أهدرت حقوقي كامرأة لأن الواقع أن الجميع أهدرت حقوقهم من حريات وعدالة اجتماعية.
ولا أستطيع أن أتحدث عن وضعي كامرأة بمعزل عن باقي المجتمع المصاب بإحباط ويأن تحت مقصلة الأسعار وغياب الأمن وعدم وجود رؤى حقيقية للخروج من النفق المظلم.
*نور الهدى زكي: صحفية وعضو الجبهة الوطنية لنساء مصر
"التغيير اللي حصل إن المرأة المصرية بقت أكثر جرأة وأكثر قدرة على التعبير عن نفسها.. بطلت تخاف وبقى فيه إمكانية إنها تتكلم في كل الملفات دون وجود للخجل أو الرهبة سواء على المستوى العام أو في حياتها الشخصية".
صحيح مخدتش حقها اللي كانت تستحقه بعد مشاركتها في ثورتين وتصدرها للصفوف ولا زال المجتمع مغلقا وثقافته رجعية وسلفية فيما يتعلق بالمرأة، لكن عدم السكوت والمطالبة بالحقوق بداية لأي تغيير بيحصل.. وكسر حاجز الخوف انعكس في تكوين عشرات الحركات والجمعيات اللي بتطالب بحقوق المرأة".
"رغم الإحساس في بعض الأحيان بحالة إحباط أو تراجع أو إحساس أن الثورة مجبتش نتيجة لكن على المدى المتوسط والبعيد إحنا كنساء لسنا محبطين وعارفين أن الحياة بتتقدم وإن عندنا قدرة على التغيير والإصلاح".