أحدث الأخبار
أنا خائفة طوال الوقت، ويخيل إلى أنى أتنفس خوفاً، أخاف على أولادي، أخاف المرض، أخاف زوال النعمة، أخاف الخطأ على الهواء، لا أدري متى أتخلص من هذا الخوف الذي يلازمني كظلي.. خاطرة عبرت بها الإعلامية الراحلة سلوى حجازي عن مكنونات صدرها، ولم تكن تدري وقتها أي نهاية تنتظرها.
وتحل اليوم -21 فبراير- ذكرى وفاة مذيعة التلفزيون المصري، إذ أن صاروخا إسرائيليا أسقط عمدا الطائرة التي كانت تستقلها سلوى حجازي فوق أراضي سيناء المحتلة آنذاك، بينما كانت عائدة من ليبيا مع بعثة التلفزيون عام 1973.
وكشف أبناء الإعلامية الراحلة "رضوى" و"آسر" عن هذه الخاطرة التي سجلتها في أوراقها خلال حوار معهما أجراه الإعلامي مفيد فوزي العام الماضي، ونشرته صحيفة المصري اليوم.
وأشار أبناء الإعلامية خلال الحوار إلى أن شعراء جيلها استشفوا ذلك الحزن الكامن في أشعارها حيث قال لها كامل الشناوي: أبحث عن خيط فرح فلا أجد. وقال لها صالح جودت: افتحي نافذة في قصائدك لتتنفسي منها. وقال لها أحمد رامي: كل الكلمات مكسوة بحزن دفين لست أدري السبب. وجاء ردها في الخاطرة التي سجلتها في أوراقها المبعثرة.
وولدت سلوى حجازي في 1 يناير عام 1933 في القاهرة وتخرجت من مدرسة "الليسيه" الفرنسية. بدأت العمل الإعلامي كمذيعة في إذاعة "الرياض" ومع بداية إرسال التلفزيون المصري، انضمت إليه عام 1960 وكانت تتحدث الفرنسية بطلاقة مما أهلها لقراءة التعليق والنشرات الإخبارية باللغة الفرنسية.
قدمت عددا من البرامج الفنية التي حاورت خلالها عددا من أهم الفنانين في عصرها، من بينهم كوكب الشرق أم كلثوم ونجاة الصغيرة وجارة القمر فيروز، ومن البرامج التي قدمتها الفن والحياة، والعالم يغني، والمجلة الفنية، وشريط تسجيل.
ومن حواراتها الشهيرة، الحوار الذي أجرته مع كوكب الشرق أم كلثوم خلال مرافقتها في رحلتها إلى باريس لإحياء حفل بها.
وعملت سلوى حجازي على تطوير نفسها كمقدمة برامج فنية من خلال الانضمام إلى المعهد العالي للنقد الفني وكانت من أوائل خريجيه.
وتفوقت الإعلامية الراحلة أيضا في تقديم برامج الأطفال وعرفوها باسم "ماما سلوى"، كما حقق برنامجها الشهير "عصافير الجنة" نجاحا كبيرا، وكانت تصف نفسها بأنها "معلمة للأطفال" وتؤكد أن البلد يحتاج لتعليم الأطفال أكثر من تعليم الكبار.
كما تميزت بحس أدبي وصدر لها ديوان شعر بالفرنسية ترجم إلى العربية هو "ظلال وضوء"، كتب الشاعر كامل الشناوي مقدمته. ومنحت الميدالية الذهبية في عام 1964 من أكاديمية الشعر الفرنسية. كما حصلت على الميدالية الذهبية في عام 1965 في مسابقة الشعر الفرنسي الدولي.
وعقب وفاتها، منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن.