رغم أن الهدف من زيارة الأرجنتيني ليونيل ميسي -أفضل لاعب كرة قدم بالعالم خمس مرات-  للقاهرة كان واضحا، وهو "للترويج للسياحة العلاجية في مصر"، استُبعدِت وكالات الأنباء والقنوات الدولية من التغطية الإعلامية لحساب قناة محلية خاصة احتكرت التغطية.

هذا التضادّ بين الهدف وطريقة إحرازه هو بطل الكوميديا السوداء لهذا الأسبوع.

وجاء ميسي إلى مصر يوم الثلاثاء في رحلة ليوم واحد، يروج للسياحة العلاجية من التهاب الكبد (سي)، باعتباره سفيرا لحملة "تور آند كيور- جولة وعلاج".

و"تور آند كيور" حملة مصرية تستهدف الأجانب المصابين بالتهاب الكبد ببرنامج أسبوعي من العلاج والنقاهة في القاهرة وشرم الشيخ، مستفيدة من تسهيلات توفرها الحكومة والانخفاض الكبير في تكلفة العلاج في مصر.

وتنخفض تكلفة العلاج من التهاب الكبد (سي) في مصر عن التكلفة العالمية بنسبة 80 بالمئة، بحسب شركة فاركو للأدوية.

ومنذ أُعلن عنها في ديسمبر الماضي، حظيت زيارة اللاعب باهتمام كبير في وسائل الإعلام المصرية باعتبارها فرصة تسهم في رأب الصدع الذي نال من قطاع السياحة على مدى السنوات الست الماضية.

ورغم أهمية الرسائل الضمنية التي تبعث بها صورة "البرغوث" الأرجنتيني عند أهرامات الجيزة في استعادة ثقة السياحة الأجنبية وحاجة الاقتصاد المصري لتوسيع دائرة انتشارها، استحوذت قناة (أون تي في) المحلية على التغطية الإعلامية على حساب الإعلام الدولي وتلفزيون الدولة.

"لم تتح لنا فرصة تصوير ميسي في الأهرامات"، يقول خورخيه فونتلساز مدير مكتب وكالة الأنباء الإسبانية في القاهرة.

ولم يُسمح للوكالة الإسبانية بالتحدث إلى الهداف التاريخي لبرشلونة الإسباني والذي تتحدث بلده الأرجنتين اللغة الأسبانية، أو تغطية الحفل الذي أطلق ميسي فيه الحملة التي تستهدف استقدام الأسبان للعلاج في مصر.

"وبعد اتصالات عدة سمحوا لنا بدقيقتين فقط نصور ميسي وهو يمشي في الممر المؤدي لقاعة الحفل"، يضيف فونتلساز.

أما أحمد الشيمي -مدير خدمات الإنتاج العالمي في وكالة اسوشيتيد برس- يرى أن ما حدث "غير احترافي وغير متعارف عليه دوليا"، ويوضح أن "الحصول على حق البث الحصري لا يعني إقصاء الجميع من المشهد كما يحدث في مصر".

وتقتضي الاحترافية والمعايير الدولية -بحسب الشيمي- ترك 10 دقائق في بداية الحدث لكل وسائل الإعلام تؤدي عملها، ثم تترك الساحة للوسيلة صاحبة الحقوق.

- مبلغ كبير

وتقول نسمة محمد مسؤولة العلاقات العامة في (برايم فارما) إن شركتها (المنظمة لزيارة ميسي) تلقت عرضا بمبلغ كبير من قناة (أون تي في) مقابل الانفراد بمحاورة اللاعب وتغطية زيارته للقاهرة.

ورفضت نسمة الإفصاح عن المبلغ الذي دفعته القناة التي يملكها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.

وأضافت أن شركتها كانت تنوي بث حفل ميسي مباشرة عبر رابط خاص يكون متاحا لوسائل الإعلام كبديل عن تغطية "أون تي في"، لكن خطأ في إشارة البث حال دون ذلك، على حد قولها.

ويري مسؤولون في وسائل إعلام عالمية -تحدثت أصوات مصرية معهم (بعضهم رفض ذكر اسمه)- إن استحواذ قنوات (أون تي في) على التغطية وما تبعه من استبعاد لوكالات الأنباء العالمية أضاع الهدف من زيارة ميسي للقاهرة.

"لم يستغلوا الفرصة، خاصة وأن العلاج من فيروس سي في مصر أرخص بكثير من أسبانيا"- خورخيه فونتلساز مدير مكتب وكالة الأنباء الإسبانية في القاهرة.

"المشاهد المستهدف من زيارة ميسي هو المواطن الأجنبي وليس المصري، وأنا لا أتصور أبدا أن العالم كله شاهد ميسي في مصر عبر شاشة أون"- أحمد الشيمي مدير خدمات الإنتاج العالمي في وكالة اسوشيتيد برس.

"إذا كان الغرض من الزيارة هو الترويج للسياحة العلاجية في مصر، فما الداعي للتعتيم الإعلامي"-مسؤول في قناة تلفزيونية دولية رفض ذكر اسمه.