أحدث الأخبار
تَعقد الجمعية العمومية العادية لنقابة الصحفيين، يوم الجمعة، أولى اجتماعاتها للتصويت في انتخابات النقيب والتجديد النصفي لمجلس النقابة.
وفي حال عدم اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية بحضور (50% +1) يتم دعوتها للاجتماع الثاني، يوم الجمعة الموافق 17 مارس، ويشترط لاكتمالها حضور 25% من الأعضاء.
وينافس على منصب نقيب الصحفيين 7 مرشحين، أبرزهم النقيب المنتهية ولايته يحيى قلاش، والصحفي بمؤسسة الأهرام عبد المحسن سلامة، إلى جانب 70 مرشحا لستة مقاعد بمجلس النقابة.
وسيكون على كل من المرشحين لمنصب النقيب الدفاع عما يعتبره المنتقدون كبوة سابقة.
ويخوض يحيى قلاش انتخابات نقابة الصحفيين محملا بانتقادات واسعة لما سماه معارضوه بـ"تسييس النقابة" واقحامها في معركة صاخبة مع الدولة، فيما ينافس عبد المحسن سلامة على منصب النقيب محملا بإرث عضويته السابقة في الحزب الوطني "المنحل" وترشحه على قوائمه في الانتخابات البرلمانية.
ويعتبر مؤيدو قلاش أن معركته للاحتفاظ بمقعد نقيب الصحفيين هي معركة "الاستقلال النقابي وحرية الصحافة"، فيما يرفع مؤيدو سلامة شعار "نقيب الجسور" في إشارة إلى علاقاته الواسعة برموز النظام السياسي والتي من شأنها رأب الصدع وجلب مزيد من الامتيازات للصحفيين.
وفي إطار المنافسة على مقعد النقيب يقول قلاش إن "هناك محاولات قوية لتسليم مفتاح النقابة لمن اقتحمها"، بينما لا يجد سلامة غضاضة في إعلان أن "علاقته بالدولة ليست عيبا وتُحسب له وليست عليه"، بحسب تصريحات سابقة لكلاهما.
وبدأت أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية، في أبريل 2016، عقب تنظيم احتجاجات أمام النقابة بعد اتفاقية لترسيم الحدود نقلت السيادة عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، واحتماء صحفيين اثنين بالنقابة خوفا من القبض عليهما.
وتصاعدت الأزمة عندما اقتحمت قوة شرطية مقر النقابة وألقت القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، يوم الأول من مايو 2016، ما دفع الصحفيين لعقد اجتماع للجمعية العمومية أدانوا فيه اقتحام وزارة الداخلية للنقابة.
ويقول أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام بإعلام القاهرة، صفوت العالم، إن قراءة انتخابات نقابة الصحفيين لا يمكن أن تتم بمعزل عن علاقة النظام السياسي بالإعلام، مؤكدا أن النظام يسعى دوما لاستعادة الإعلام والإعلاميين إلى أحضانه.
ويضيف العالم، في مقابلة مع "أصوات مصرية"، أن ظاهرة التأثير على اتجاهات الناخبين بالامتيازات والشقق السكنية وزيادة البدل الشهري كانت انتهت منذ سنوات، لكنها حضرت بقوة في الانتخابات الحالية لأنها تجعل نقابة الصحفيين متداخلة مع الدولة.
ويوضح صفوت العالم أن رصد اتجاه مقالات الرأي في الصحف الرئيسية وتغطية الجولات الانتخابية للمرشح عبد المحسن سلامة في الصحف القومية مقابل الهجوم على يحيى قلاش، "يعكس انحيازات النظام السياسي في انتخابات نقابة الصحفيين".
ويعتبر العالم أن انتخابات نقابة الصحفيين "تتمم حسابات النظام السياسي مع الإعلام بعد تجربته مع الإعلام التلفزيوني والتي تمكن فيها من تنفيذ سياسة أحادية الرؤية والصوت والاتجاه".
ويقول أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام بإعلام القاهرة إن "تجربة قلاش ورفاقه لم تعجب النظام السياسي الحالي وبالتالي فإن المعركة الآن ستكون على استعادة النقابة".
وكان عبد المحسن سلامة قال في تصريحات صحفية سابقة إنه لا مانع أن تكون هناك علاقات قوية بالدولة، وأي نقيب أو مؤسسة لا تعمل في الفراغ ولابد أن تكون علاقاتها قوية مع الدولة بجميع مؤسساتها.. والنقابة بدون علاقات قوية مع مؤسسات الدولة المختلفة لن تتقدم قيد أنملة في أي ملف".