قال الصحفي المصري محمد طه، وهو مؤلف كتاب صدر حديثا عن الربيع العربي، إن الواقع الاجتماعي والثقافي للمرأة المصرية يبدو كأنما لم تمر عليه ثورة رغم مشاركتها القوية في ثورة 25 يناير.

 وفي كتابه الصادر باللغة الانجليزية "الانقسام العربي.. لمحات من التغيرات في السياسة والإعلام وشؤون المرأة في العالم العربي"، ركز طه الصحفي في هيئة الاذاعة البريطانية، في فصل من فصول الكتاب السبعة، على وضع المرأة في نهاية عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي اطاحت به ثورة يناير عام 2011 .

وقال طه، لأصوات مصرية، اليوم الأحد، على هامش حفل توقيع كتابه في نقابة الصحفيين بالقاهرة إن "المرأة كانت قد بدأت تخطو خطوات نحو التحرير في نهاية 2010، ورغم مشاركتها القوية في ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث، إلا أن هذا لم يقابله تغيير في واقعها الاجتماعي والثقافي، مثلما انعكس إيجابا على واقعها السياسي بشكل ملحوظ".

وشاركت النساء والرجال على قدم المساواة في المظاهرات والاعتصام في ميدان التحرير بؤرة ثورة يناير طوال ايام الثورة التي امتدت 18 يوما.

ورأى الكاتب أن تأخر زواج المرأة يعتبر شكلا من أشكال العنف ضدها، قائلا "المرأة المصرية إما تتجوز أو تظل عذراء وتعاني من كبت جنسي".

وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن 13 مليون شاب وفتاة في عام 2015 تجاوزت أعمارهم 35 عامًا لم يتزوجوا.  

وألقى طه الضوء على معاناة المرأة داخل الأسرة وخاصة الزوجة والتي أصبحت كثيرا ما تقوم بدور الزوج ايضا لعجزه عن الوفاء بالتزاماته الأسرية، مشيرا إلى أن هذا يزيد من معاناة المرأة.

ويطرح الكاتب الحل من خلال التحرر الكامل للمرأة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، لتحيا المرأة حياة تليق بها، ودعا إلى إعادة النظر في عادات المجتمع في الزواج، ووضع المرأة داخل الأسرة وعلاقتها بالرجل، مؤكدا أن الحل في ثورة ثقافية واجتماعية تشمل المرأة والرجل.

وقال "نحتاج إلى تغيير في بنية المجتمع الثقافية حتى تتحقق الثورات وتحقق الهدف منها وتغير وضع المرأة".

ورأى طه أن تغيير شكل الملكية للإعلام الحكومي يساعد على تحقيق ثورة ثقافية تنهض بأوضاع المرأة والمجتمع معا، قائلا "العالم بأكمله يتجه نحو إعلام الخدمة العامة ويتخلى عن إعلام الدولة الناطق باسمها والمدافع عن مصالحها فقط".