أحدث الأخبار
أثار توقيع مصر والسعودية، الجمعة الماضي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والتي تضمنت نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية حالة من الارتباك في الشارع المصري ما بين مؤيد يجزم بصحة القرار ومعارض يرى فيه "خيانة" .. و ثالث جمع الرأيين في وقت واحد .. فانتقد القرار ليلا وامتدحه نهارا.
أصحاب الموقف الثالث كان أبرزهم عبدالمنعم سعيد محافظ جنوب سيناء الأسبق ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، الذي تراجع عن إقراره بمصرية جزيرتي تيران وصنافير في اقل من 24 ساعة.
ففي واقعة غريبة، وبعد يوم واحد فقط من تصريحاته بمصرية الجزيرتين بنسبة 100 % تراجع سعيد عن تصريحاته وأكد أن الجزيرتين سعوديتا الأصل ومصر كانت تحميهما فقط.
البداية كانت عندما استضاف الإعلامي وائل الإبراشي، اللواء عبدالمنعم سعيد في لقاء تليفزيوني ببرنامج "العاشرة مساءً"، مساء السبت، أعرب خلاله سعيد، عن اندهاشه مما تردد عن وقوع جزيرتي "تيران" وصنافير" ضمن المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية، قائلا: "هذه مفاجأة بالنسبة لي".
وأكد محافظ جنوب سيناء الأسبق أن الجزيرتين مصريتان بنسبة 100%، موضحا أنه لأول مرة يسمع أن للسعودية حق فيهما، كما أنه لم يسمع من قبل أن المملكة سلمتهما لمصر عام 1950 لحمايتهما.
وفي اليوم التالي، استضاف برنامج "استوديو الأخبار"، على فضائية "TEN"، سعيد في مداخلة هاتفية، وسأله عن وضع الجزيرتين، ليؤكد سعيد أن الجزر سعودية في الأصل، وظروف المنطقة هي التي دفعت المملكة للسعي لتأمينهما.
وقال: «مصر والسعودية دول شقيقة ولا يجب الإساءة للعلاقات معهما.. السعودية مش هتاخد الجزيرتين في مكان تاني.. هيتعمل عليهم جسر بري من مصر للمملكة».
وقال رئيس هيئة العمليات الأسبق أن حديثه ببرنامج «العاشرة مساءً»، كان يعني أن مصر تحمي الجزيرتين فقط، متابعا: «الرجوع إلى الحق فضيلة.. مش لازم تثار مشكلة في مصر خلال زيارة الملك سلمان.. الموضوع لا يهم المواطنين لدرجة كبيرة.. اسألوا الحكومة وهي ترد عليكم».. لمشاهدة الفيديو.
وتحول موقف أحمد شفيق، المرشح الأسبق بانتخابات الرئاسة المصرية، أيضا من قضية الجزيرتين إذ قال "إن هناك عددا من الأمور يتوجب على المسؤولين المصريين الإجابة عنها حول ملف ضم جزيرتي، تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية خلال زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة للقاهرة".
وقال شفيق في بيان منشور على صفحته بموقع تويتر "البعض فيما بيننا يتفق مع ما تم فيما جرى من ترسيم للحدود المائية أدى إلى ضم جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، بينما البعض الآخر يرفض هذا الإجراء رفضا قاطعا، ما كان أجدر بنا أن يتم هذا الإجراء من خلال دراسة عميقة متخصصة وبناء على نتائجها، أسوة بما تم من إجراءات في ترسيم حدود طابا."
وأضاف شفيق قائلا: "وبصفة عامة وحتى تطمئن النفوس جميعا، رفضا أو موافقة، نأمل من المسؤولين أن نجد لديهم إجابات لتساؤلات عدة منها: أين الوثيقة أو الوثائق التاريخية التي تشير إلى ملكية الجزيرتين سواء للمملكة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية؟ وأين الوثيقة التي فوِّضَت مصر بمقتضاها في استخدام الجزيرتين وإدارتها؟"
وتساءل قائلا: "وماهي أسباب صدور هذا التفويض إن كان قد حدث؟ وهل انتهت الأسباب التي صدر التفويض من أجلها إن كان صحيحا؟ وإذا كانت أسباب التفويض لا زالت قائمة فلماذا ينهى الآن وبعد أكثر من مائة عام؟"
وبعد 48 ساعة من توجيه تساؤلاته الخمس إلى الحكومة المصرية عن الجزيرتين، قال أحمد شفيق في بيان جديد إن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان.
وقال شفيق، في بيان، نشره على تويتر، الأربعاء، إنه بعد "مراجعة كافة الوثائق التاريخية والحديثة في هذا الشأن.. ثبت أن الجزيرتين تقعان داخل حدود السعودية"، مضيفا أن هذا الأمر كان يجب على السلطات المختصة في مصر "تقديمه وبوضوح وبكل الوثائق المتعلقة وعرضها على أبناء الشعب خلال فترة سابقة كافية لاستيعاب الأمر بكامله".
وأضاف شفيق، الذي يقيم في الإمارات العربية المتحدة، أن ذلك "للأسف لم يتم قبل اتخاذ القرار الذي فاجأ المصريين وأثار لغطا كبيرا لديهم، وارتبط في أذهانهم بالمشاكل التي واجهتها السياسة الخارجية لمصر مؤخرا في ملفات عدة".
وأثار بيان شفيق انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر كثيرون أنه "تراجع" عن البيان السابق، وأنه "خاف وقد يكون تعرض لتهديدات". ومن بين التعليقات الانتقادية: