أحدث الأخبار
قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتي نقلت بمقتضاها تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة، تظهر تحسناً في العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في الخليج تشجعه مصر.
وأضافت المجلة، في مقال على موقعها، أن الاتفاقية، التي انتقلت بمقتضاها تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، حظيت بالكثير من الاهتمام، لكنها تستحق المزيد، "فهذه اللحظة تكشف الكثير عن السياسة في الشرق الأوسط".
في 1950 نقل السعوديون السيطرة، وليس السيادة من وجهة نظرهم، على الجزيرتين لمصر لحمايتهما من خطر الاستيلاء عليهما من قبل إسرائيل، ولكن خلال زيارة الملك سلمان لمصر أوائل الشهر الجاري، تم إعادة السيطرة مرة أخرى للسعودية.
ومن المقرر أن ينظر مجلس النواب المصري في الاتفاقية التي أثارت احتجاجات لدى المصريين. وشن نشطاء حملة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الاتفاق ووجهت اتهامات للرئيس عبد الفتاح السيسي ببيع أراض مصرية للسعودية، وتظاهر الآلاف عند نقابة الصحفيين في وسط القاهرة يوم الجمعة الماضي احتجاجا على الاتفاق وتعهدوا بالعودة للاحتجاج يوم 25 أبريل الموافق لعيد تحرير سيناء.
وأضاف المقال أن السنوات القليلة الماضية شهدت حديثاً متكرراً حول تحسن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربية بشكل كبير لأن لديهم اليوم أعداءً مشتركين هما إيران وتنظيم الدولة الإسلامية، وقلقا مشتركا من اختفاء الهيمنة الأمريكية في المنطقة. ويعد ما حدث بالنسبة للجزيرتين مؤخراً دليلاً على أن تحسن العلاقات حقيقي.
وتقول المجلة إنه من الواضح أن السعودية وافقت على احترام بنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة في 1979. وكانت السعودية رفضت تلك الاتفاقية عند توقيعها وقطعت علاقتها مع مصر. ولكن الزمن تغير.
وتتضمن اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية هذا البند "يعتبر الطرفان أن مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكل الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من وإلى أراضيه عبر مضيق تيران وخليج العقبة".
لذا فالسعوديون يضمنون بشكل ضمني، لكن واضح، أنهم لن يتدخلوا في استخدام إسرائيل لخليج العقبة، والذي يوفر منفذاً لميناء إيلات الإسرائيلي.
كذلك، هناك حديث عن إنشاء جسر فوق خليج العقبة بين سيناء والسعودية. ويبدو أن إسرائيل ومصر والسعودية يتعاملون في هذا الشأن كجيران، بمعنى أن المنطق هو السائد، والحقوق يتم احترامها، وبينما لا توجد اتصالات معلنة بين إسرائيل والسعودية على الإطلاق، إلا أنهما قادرتان على التواصل وإتمام المطلوب.
واعتبر كاتب المقال أن هذا تغير ضخم، ومرحب به من وجهة نظره، "على الرغم من أن مخاوفهم المشتركة من السياسة الأمريكية والقوة المتزايدة لأعداء مشتركين غير مريحة على الإطلاق".