أحدث الأخبار
قال السفير صلاح عبد الصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن أفلام "توم وجيري" وألعاب الفيديو، من أهم أسباب انتشار العنف والتطرف في العالم العربي.
وأضاف صادق، في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر "الإعلام وثقافة العنف بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الثلاثاء الماضي، أن مصر بها 98 مقدما برنامج بالقنوات الفضائية بما فيهم مقدمي برامج الطبخ والمرح والأخبار والسياسة، ومعظمهم لم يتوجه بحديثه للخارج".
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن الإذاعة المصرية كونت 50 مليون مستمع خلال 30 عاما، وهو ما حققته وسائل المالتيميديا في 4 سنوات فقط، مشيرا إلى أن الأعمال التلفزيونية في أول رمضان بعد ثورة 25 يناير، أظهرت ضابط الشرطة "بالفاسد والحرامي والعبيط" على حد قوله.
وحلقات توم وجيري هي مجموعة تتكون من 161 حلقة رسوم متحركة كرتونية كوميدية، أنتجت من عام 1940 إلى عام 1967 للسينما وحازت على سبعة من جوائز الأوسكار، ويظهر فيها الصراع بين القط توم والفأر جيري.
وموضوع الحلقات يكون بمحاولة توم أن يمسك بجيري كي يعده كوليمة ويأكله، لكن جيري يهرب دائماً ويراوغه ويقوم باستفزازه ويقع توم دائماً في مآزق ويصطدم أحياناً بمنزل الكلب سبايك (وهو أحد شخصيات المسلسل) أو يقوم بكسر أثاث المنزل.
وتصريحات رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، لم تكتف بإشعال موجة كبيرة من السخرية والتندر عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها امتدت إلى تغطيات الوكالات والمواقع الأجنبية التي استغربت طرح مثل هذا الكلام على لسان مسؤول مصري رفيع المستوى.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، منتصف سبتمبر الماضي، موجة من السخرية عقب تصريحات الإعلامي تامر أمين من خلال برنامجه المذاع وقتها على فضائية روتانا مصرية، عما وصفه بـ"مجلس إدارة العالم".
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة بعد انتشار الفيديو الذي يتحدث "تامر آمين" خلاله عن المجلس الأعلى للعالم، الذي أكد أنه يتحكم في الزلازل والبراكين، ويتآمر على مصر عبر حروب الجيلين الرابع والخامس.
وفي مطلع سبتمبر 2015، نشرت جريدة البوابة ما قالت إنه أول تحقيق صحفي عن مجلـس إدارة العالم في مصر، من عرض وتقديم لواء أ.ح متقاعد حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية.
وجاء فيها "دأب عدد ممن يطلق عليهم النخبة السياسية على إنكار وجود مؤامرات تحاك ضد مصر من قبل أعدائها، رغم كل ما كشفت عنه أحداث السنوات الخمس الأخيرة وما قبلها، من مؤامرات خارجية وداخلية استهدفت ضرب مصر في كل جنبات الحياة على أرضها".
ويضيف "مجلس إدارة العالم ليس محض خيال، من الخطأ أن تعتبره أكذوبة منسوبة لـ«تامر أمين»، الذى يبدو أنه اقترب خلف خطوط الأعداء والقتلة، فقد اختار "أمين" أن يأخذ موقفًا على يسار نشطاء "فيس بوك"، الذين أدمنوا السخرية والتقليل والتسفيه من أحاديث نهاية العالم، وآيات الخيانة، وأعمال الشيطان، ونظرية المؤامرة، واستسلموا لما هو منظور أمامهم".
وتفتح التصريحات الأخيرة للسفير عبد الصادق الباب حول السبب وراء تصريحات المسؤولين المصريين أو الإعلاميين، حول وجود نظريات مؤامرة قوية وراء أفلام كرتونية أو برامج تسلية أغلبها مقدم للأطفال وربطها بالأوضاع الإقليمية والصراع المحلي.
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة Applied Cognitive Psychology، فإن أول الأشياء المشتركة بين المؤمنين بنظرية المؤامرة هو عدم التحكم في حياتهم، لكن رغم ذلك فهناك أسباب أخرى تؤدي إلى انتشار نظريات المؤامرة.
* أسباب انتشار نظرية المؤامرة
يقول جان ويلم فان بروجين، مدرس مساعد في علم الاجتماع والنفس بجامعة امستردام، إن نظريات المؤامرة دائماً ما تظهر عقب العمليات الإرهابية، والأزمات الاقتصادية، وحالات الوفيات الكثيرة والكوارث الطبيعية.
بروجين يضيف أن "الدراسات السابقة كشفت أن الناس سيحاولون تخمين ما حدث إذا كانوا لا يشعرون بالتحكم في حياتهم، وقد يقودهم التخمين إلى ربط النقاط ببعضها، مع أنها غير متصلة واقعياً ببعض".
هذه النتيجة دعمها أيضاً الباحثان جوزيف أونسكي وجوزيف بارنت، حيث قالا في كتابهما (American Conspiracy Theories نظريات المؤامرة الأميركية)، "إن القلقين وفاقدي التحكم يرون أنماطاً غير موجودة في الحقيقة، ويثيرون تفسيرات تعتمد على التآمر".