أحدث الأخبار
"بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد" بهذه الكلمات وبصوتها المميز طلت علينا عبر الأثير الفنانة زوزو نبيل، "شهرزاد" الإذاعة التي روت لنا حكايات "ألف ليلة وليلة" لمدة 23 عاما متواصلة.
الإذاعة كانت المحطة الأبرز في حياتها، واستطاعت أن تصل للشهرة والنجومية من خلال هذا الدور الذي بدأته عام 1955. وتنوعت حكاياتها ما بين حكاية الملك لقمان ووزيره حسان، وسلامة والمغاربة الثلاثة، وحلاق بغداد، والملك خسروان، وحكاية جانشاه.
ويقول الناقد الفني أسامة عبد الفتاح، لأصوات مصرية، إن زوزو نبيل تمتلك صوتا قويا استطاع أن يجذب الجمهور للمسلسل، وكانت زوزو نبيل نقطة فارقة في شهرة قصص ألف ليلة وليلة من خلال أدائها المميز جدا.
وأضاف عبد الفتاح أن "الأداء الدرامي لزوزو نبيل أضفى على الشخصية طابعا مميزا جعل الجمهور يتآلف معها وكان ذلك سر جاذبيتها"، مشيرا إلى التنهيدات والمثاوبة التي لجأت لهم.
وأشار إلى عبقريتها وإبداعها في دور ريما، قائلا "مش أي حد ممكن يوافق بعد ما عمل شهرزاد يعمل دور ريما الشريرة، لكن علشان هي فنانة كبيرة وواثقة في قدراتها قدرت تجسد الاتنين ببراعة".
ومسلسل "ألف ليلة وليلة" أنتجته الإذاعة المصرية منتصف القرن الماضي، في حلقات مأخوذة عن الحكايات التراثية الشهيرة من كتاب يحمل الإسم نفسه.
وبدأت الفنانة الكبيرة رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان، ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، وكان أول أفلامها السينمائية فيلم الدكتور عام 1937.
ولدت زوزو نبيل -واسمها الحقيقي عزيزة إمام حسين- في مدينة المنوفية عام 1920، حيث أحبت التمثيل منذ الصغر وتركت المدرسة وانضمت إلى فرقة مختار عثمان.
لم يكن مسلسل ألف ليلة وليلة الرابط الوحيد بين زوزو نبيل وشهر رمضان لكنه كان الأبرز في حياتها، إلا أنها حققت نجاحا كبيرا في دور "ريما" في حلقات ألف ليلة وليلة التلفزيونية التي حملت عنوان "كريمة وفاطيما وحليمة".
وأشار عبد الفتاح إلى أن أداء زوزو نبيل مع صوتها القوي هما السبب في تجسيدها لأدوار الشر وأدوار المرأة القوية، قائلا "كانت نموذجا للست القوية اللي بتواجه ذكورية المجتمع أو تقف أمام الراجل وتجيب حقها".
وقال "هي ست قوية وعبرت عن ده من خلال أدوارها في فيلم بين القصرين وأنا حرة وغوايش، لكنها في نفس الوقت قدرت تقدم أدوار الست البسيطة الطيبة في مسلسل يوميات ونيس".
وأضاف أن مقوماتها الجسدية ساعدتها على تجسيد أدوار المرأة القوية أو القاسية أو الشريرة، رغم أن ملامحها لا تعبر عن ذلك.
شغلت بجانب الفن العديد من المناصب، ففي الخمسينيات عملت كرقيبة على المصنفات الفنية لمدة ثلاث سنوات، كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959، وعملت بمؤسسة المسرح بين عام 1962 إلى عام 1964. وكانت تقوم بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر وفي الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة.
ومن أشهر أفلامها (سلامة، لواحظ، أنا حرة، الخرساء، رابعة العدوية، الجبان والحب، مصنع الزوجات، الحب لا يموت، اعترافات زوجة)، ومن مسلسلاتها (هند والدكتور نعمان، غوايش، بكيزة وزغلول، يوميات ونيس)، وتوفيت عام 1996 عن عمر يناهز 76 عامًا.
ورفضت الاعتزال حتى عندما تقدم بها العمر، قائلة إن "الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت"، وكان آخر أفلامها هو الفيلم الكوميدي (رجل مهم جداُ) مع فاروق الفيشاوي ومعالي زايد عام 1996 وتوفيت قبل عرض الفيلم بحوالي خمسة أشهر تقريباً.