أحدث الأخبار
يتزايد اقبال المواطنين خاصة ممن لا يملكون القُدرة المالية على شراء الملابس المستعملة لعدم تمكنهم من شراء الملابس الجديدة التي شهدت أسعارها ارتفاعا ملحوظا هذا العام مع اقترب عيد الفطر المبارك.
الملابس الجاهزة الجديدة ارتفعت أسعارها بنسبة 30% متأثرة بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ووقف وزارة التجارة والصناعة استيراد الملابس من الخارج لحين تسجيل المستوردين أسماء المصانع بالخارج التي يجلبون منها الملابس.
ويتراوح سعر القطعة الواحدة من الملابس الجاهزة الجديدة ما بين 150 إلى 300 جنيه مقارنة بأسعار الملابس المستعملة التي يبلغ سعرها حوالي 50 جنيها ويتم شراؤها من على الأرصفة بحسب ثلاثة من أصحاب محلات بيع الملابس.
يقول لويس عطية رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة تجارة الاسكندرية إن ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة بنسبة 30% أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء وتحويل رغباتهم الشرائية من المحلات إلى الشراء من سوق الملابس المستعملة.
يضيف عطية أن ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة كان بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه علاوة على وقف وزارة التجارة والصناعة استيراد الملابس من الخارج إلا بعد تسجيل المستوردين أسماء المصانع التي يجلبون منها بضاعتهم.
ويضيف أن مستوردى الملابس الجاهزة لم يتمكنوا حتى الآن من تسجيل أسماء المصانع التي يجلبون منها بضاعتهم المستوردة بسبب بيروقراطية الوزارة.
ويؤكد عطية على أن غالبية الملابس الجاهزة التي تدخل إلى الأسواق دخلت بطرق غير مشروعة، قائلا إن هناك ركودا يصيب مبيعات الملابس الجاهزة نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم وجود طلب.
ويضيف عطية أن ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة غيَّر خريطة الشراء لدى المستهلك ما جعله يبحث عن بديل وهو شراء الملابس المستعملة (البالة) لرخص ثمنها الذى لا يتجاوز 50 جنيها للقطعة الواحدة ( بنطلون- تيشرت) مقابل 150 الى 400 جنيه للملابس الجاهزة الجديدة.
ويوضح عطية أن أسواق الملابس المستعملة منتشرة في العتبة ووكالة البلح وعلى الأرصفة بمحافظة الجيزة وفي الأسواق الأسبوعية مثل سوق يوم الخميس بمنطقة المطرية محافظة القاهرة.
وتقول "أم محمد" وهي تفحص قميصا لرجل بالغ معلقا على أحد "ستاندات" التي تملأ شوارع منطقة وكالة البلح، إن أسعار الملابس الجديدة في المحلات تحتاج إلى زبائن من نوعية خاصة تصل رواتبهم إلى عشرات آلاف.
وتضيف السيد الأربعينية ساخرة "علشان اشتري لبس العيد لخمس عيال أكبرهم في الجامعة وأصغرهم في ابتدائي لازم نشتغل أنا وأبوهم تجار مخدرات".
وتستكمل "أم محمد" فحص قطع الملابس المستعملة قائلة "شغل الوكالة حلو للغلابة.. البلد حالها صعب والغلا زي النار واكل كل حاجة في وشه".
وبنبرة رضا تقول أم محمد "احنا شعب جميل بنعرف نتعايش مع الظروف الصعبة.. واهو الواحد بينقي الشغل (الكريمة) وكله بيعدي".
ومصطلح "كريمة" منتشر داخل أسواق الملابس المستعملة تعبيرا عن حالتها الجيدة التي تشبه الملابس الجديدة.
وعن مستوى الإقبال على شراء الملابس المستعملة، يقول أحد الباعة في محل بوكالة البلح، إن حركة البيع "ضعيفة" بالمقارنة للسنوات الماضية.
ويضيف أن محلات الوكالة تعمل للساعة الواحدة صباحا، رغم أن "حركة البيع في النازل.. والشغل نايم".
ويترواح سعر قطعة الملابس على "ستاندات" بين 5 جنيهات إلى 45 جنيها، فيما تصل قطعة الملابس داخل المحلات إلى 70 جنيها، بحسب الخامة والموديل والماركة.
ويتعامل معظم تجار وكالة البلح في الملابس المستعملة التي تأتي في "بالات" من الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول الخليج.
ويحذر الدكتور عمر عزام، أستاذ الأمراض الجلدية بطب قصر العيني من ارتداء المواطنين الملابس المستعملة مباشرة لأنها ربما تكون سببا كبيرا في نقل العدوى والأمراض الجلدية من شخص إلى آخر.
ويقول عزام إنه في حالة شراء الملابس المستعملة يجب وضعها في إناء به ماء وأى نوع من أنواع المطهر، ثم بعد ذلك يوضع الجميع على النار حتى يغلي الماء لضمان قتل الجراثيم والميكروبات التي تكون مسببة لنقل الأمراض والعدوى قبل ارتداء الملابس.
ويؤكد عزام على أنه عندما يشعر الشخص الذى يرتدى الملابس المستعملة بحكة في أي جزء من انحاء جسده عليه استشارة الطبيب حتى لا يتفاقم الوضع.
وتلعب بعض الجمعيات الخيرية دورا بارزا قبل الأعياد في جمع التبرعات من الملابس من خلال عمل بعض الملصقات الإعلانية بالشوارع، علاوة على ذهاب مندوبي الجمعية إلى منازل المواطنين لحثهم على التبرع بما لديهم من ملابس.
ويقول أحمد حسن مدير أحدى الجمعيات الخيرية إن الجمعية تقوم بجمع الملابس وتنظيفها والقيام بعمليتي الكي والتغليف لتكون الملابس المستعملة بعد عملية التغليف جاهزة لعرضها على المواطنين من الراغبين في شراء ملابس العيد.
ويؤكد حسن على أن الجمعية تطرح الملابس المستعملة على المواطنين بأسعار لا تتعدى 30 جنيها ولا تقل عن خمسة جنيها.
ويشير حسن إلى أن حصيلة المبالغ التي يتم جمعها من بيع الملابس المستعملة تكون زهيدة ويتم انفاقها بمعرفة الجمعية في أعمال خير أخرى.