أحدث الأخبار
انطلقت "نادية هنري" مع ثورة ٢٥ يناير مثل مئات المصريين الراغبين في المشاركة في التنمية والعمل العام عبر مبادرات وجمعيات أهلية، خرجت من العمل الوظيفي الذي تدرجت فيه بشركة مصر للطيران حتى وصلت لمنصب مدير قطاع المعلومات، وعملت في مبادرات مجتمعية ووصلت للبرلمان مرتين.
نادية هنري عضو مجلس النواب، التي حاول رئيس المجلس علي عبد العال إسكاتها مرددا عبارته الشهيرة "اهدي يا نادية"، لتتوقف عن إلحاحها في طلب الكلمة عقب الأحداث المتتالية للعنف ضد الأقباط في المنيا، كانت عضوا معينا في مجلس الشورى، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
ووصلت الجدة، والأم لثلاثة أبناء، لمقعد مجلس النواب عبر مشاركة حزب المصريين الأحرار -الذي انضمت إليه عام ٢٠١٥- في قائمة "في حب مصر"، سبق وتقدمت باستجواب بشأن أحداث قرية الكرم في محافظة المنيا، والتي شهدت تجريد سيدة من ملابسها ولم يحاسب حتى الآن أي من الجناة بعد إطلاق سراحهم عقب فترة حبس احتياطي قصيرة.
الاستجواب الذي قدمته هنري لم ير النور، وقالت في حديث تليفزيوني مع الإعلامي يوسف الحسيني عبر قناة "أون تي في" إنه قيل لها أن الاستجواب غير كامل ولا يوجد به مذكرة، وأوضحت أنها ونواب آخرين طالبوا بتشكيل لجنة تقصي حقائق بعد الأحداث المتتالية للعنف ضد الأقباط في المنيا، لكن عبد العال لم يبت فيها أو يعرض الأمر للمناقشة حتى الآن.
واكتفى بالبيان الذي أصدره يدين الأحداث ولم يوضح الدور الذي يمكن للمجلس أن يؤديه.
نادية هنري اعتبرت في حديثها مع الحسيني أن رئيس المجلس يتعرض لضغوط تدفعه لعدم مناقشة الموضوع، وأشارت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يرغب فيها في عدم طرح مثل هذه الموضوعات في الجلسة العامة ويفضل التعامل معها في الغرف المغلقة.
وبعد يومين من مشادات النائبة مع رئيس المجلس أصدر حزب المصريين الأحرار قرارا بإعفائها من منصبها كنائب لرئيس الكتلة البرلمانية لنواب محافظة القاهرة، ولم يوضح الحزب في قراره المعلن السبب، وجاءت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي تربط قرار الحزب بنشاطها وإصرارها على مناقشة أوضاع أقباط المنيا.
وأصدرت نادية هنري بيانا نشرته أمس الخميس على صفتحها الرسمية على موقع فيس بوك توضح فيه أنها علمت بالقرار من خلال رسالة وجهها رئيس الحزب عصام خليل للنواب عبر تطبيق "واتس اب"، وشددت على أن القرار لن يؤثر على دورها في البرلمان والحزب ومواصلة العمل في القضايا التي تهتم بها.
وقال شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم الحزب، لأصوات مصرية، إن هذا قرار إداري جاء بناء على مذكرة طلب فيها نواب محافظة القاهرة تغيير نادية هنري، وأشار إلى أن هذه المذكرة مقدمة منذ خمسة عشر يوما لرئيس الحزب ولا علاقة لها بنشاطها في موضوع المنيا.
وربط أحد أعضاء كتلة المصريين الأحرار-رفض نشر اسمه- بين مذكرة نواب القاهرة والقضايا التي تهتم بها هنري، وقال إن اهتمامها بقضايا الأقباط فقط هو السبب الذي أدى لاعتراض النواب عليها وطلب تغييرها.
وبمراجعة نشاط نادية هنري يتضح اهتمامها بعدد من القضايا الآخرى مع ملف الأقباط، حيث قدمت مشروع قانون لتغليظ العقوبة على جريمة ختان الإناث وتحويلها من جنحة إلى جناية، وشاركت في الكشف عن قضية من قضايا فساد القمح المسرطن، واقترحت عددا من التعديلات على قانون التظاهر، بجانب اهتمامها بالعمل على إلغاء مادة ازدراء الأديان من القانون.
سجالات هنري تحت قبة مجلس النواب ليست جديدة فكانت تفعل الشئ نفسه في مجلس الشورى الذي عينها فيه محمد مرسي ودخلت في مشادات مع ممثلي الإخوان تحت القبة، واتهمت رئيس مجلس الشورى حينها أحمد فهمي بالديكتاتورية وعدم منح المعارضة فرصة للحديث، وشكت من من عدم السماح لها بالحديث رغم استيفائها شروط طلب الكلمة، خلال مناقشة قانون الانتخابات وخاصة المادة المتعلقة باستخدام الشعارات الدينية.
نادية هنري التي استقالت من مجلس الشورى مع مجموعة من المحسوبين على التيار المدني قبيل ثوة ٣٠ يونيو، عادت تحت القبة من جديد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال قائمة في حب مصر التي كان يتزعمها سامح سيف اليزل اللواء السابق في القوات المسلحة، الذي رحل منذ أشهر قليلة بعد صراع مع المرض وظلت هنري ترتدي الملابس السوداء عدة أيام حزنا عليه.
ولا تنتمي هنري إلى عائلة سياسية ويعمل ابناؤها الثلاثة في مجالات بعيدة عن السياسية حيث تعمل ابنتها الكبرى في امريكا في مشروعات تتعلق بتنمية قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعمل ابنها الوحيد في شركة للبرمجة السياحية في حين تعد الابنة الصغرى رسالة ماجستير بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.