أحدث الأخبار
رغم أن أول كنيسة قبطية بُنيت على أرض إحدى الدول الخليجية تجاوز عمرها 80 عاما، لكن بناء الكنائس في الخليج وخدمة رجال الدين المسيحيين هناك لا يزال معضلة تحتاج إلى صيغ تفاهم مستمرة.
لهذه الأسباب وغيرها، خرج المؤتمر الأول الذي عقدته الكنيسة الأرثوذكسية لكهنة الخليج وزوجاتهم، بجملة توصيات تتناسب مع حجم التحديات التي تواجه خدمة رجال الدين المسيحيين في دول الخليج.
وحَمل المؤتمر الكنسي الأول -الذي عقد تحت رعاية البابا تواضروس الثاني- عنوان "تحديات تواجه الكاهن في ممارسة خدمته وكيفية مواجهتها"، لمناقشة المعوقات التي تواجه الخدمة الكنسية في بلاد الخليج.
ويقول كاهن أرثوذكسي بدولة خليجية إن معظم الكنائس تمارس طقوسها وفقا لقواعد محددة تفرضها السلطات في تلك الدول، موضحا أن "التبشير بالمسيحية محظور بشكل إجباري في الخليج".
ويضيف الكاهن الذي رفض ذكر اسمه، في تصريح لأصوات مصرية، أن بناء الكنائس غالبا ما يظلله التحفظ ما لم يكن هناك قرار من جهات سيادية، قائلا إن "كنائس الخليج بلا صلبان ظاهرة أو رنين أجراس".
وكان البابا تواضروس قرر فصل كنائس الخليج عن مطرانية الكرسي الأورشليمي الذي رسم عليه الأنبا أنطونيوس مطرانا للقدس، في مارس الماضي، وجعل تلك الكنائس تحت رعايته شخصيا بإشراف الأنبا يوليوس.
ويضم الكرسي الأورشليمي حاليا -بعد فصل دول الخليج- فلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، وسوريا.
وعزا المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، الأب بولس حليم، أسباب فصل كنائس الخليج عن الكرسي الأورشليمي إلى "اتساع رقعة الإبارشية واختلاف طبيعة التحديات التي تواجهها".
وقال حليم، في مقابلة مع أصوات مصرية، إن الطائفة الأرثوذكسية لها كنائس في دول الإمارات، والكويت، وسلطنة عمان، والبحرين، وقطر، مؤكدا أن أكبر تجمع للمسيحيين الأرثوذكس في الخليج يتركز في دولتي الإمارات والكويت.
ورغم تواجد عدد كبير من المسيحيين في المملكة العربية السعودية، إلا أنها تخلو تماما من أي كنيسة أو مكان عبادة لغير المسلمين. وتشير التقديرات غير الرسمية إلى وجود أقل من 20 كنيسة أرثوذكسية في 5 دول خليجية.
وغالبا ما يغلف مسألة بناء الكنائس وحرية ممارسة الشعائر المسيحية في دول الخليج تحفظات بسبب اعتماد تلك الدول على الشريعة الإسلامية، وصدور بعض الفتاوى التي تحرم وجود كنائس على أراض لدول إسلامية.
ولا تزال الإمارات هي الدولة الخليجية التي تحتضن أكبر عدد كنائس من مختلف الطوائف المسيحية، فيما تعد الكويت أول دولة خليجية تدشن على أرضها كنيسة إنجيلية في عام 1932، ومؤخرا لحقت قطر بشقيقاتها الخليجيات في السماح ببناء الكنائس عام 2008.
وشهدت الطائفة الأرثوذكسية انتعاشة غير مسبوقة في بناء كنائسها في بعض عواصم دول الخليج خلال السنوات العشر الأخيرة، بفضل علاقات البابا الراحل شنودة الثالث وخططه التوسعية في بناء الكنائس الأرثوذكسية بجميع دول العالم